يوميات إضراب الأسرى عن الطعام: اليوم العاشر

ومن كثرة التفكير بالطعام يبدأ المضرب بالتخيل، ويخطر على باله أكلات يحبها وأكلات لا يحبها.. ويخبر رفاقه أنه نادم على على تلك الأيام التي لم يأكل فيها هذه الأكلة..

يوميات إضراب الأسرى عن الطعام: اليوم العاشر
اليوم العاشر من أيام الفداء والتحدي...........
اليوم هو اليوم العاشر من أيام الإضراب، وبين زحمة التفتيشات وآلام الجوع يحافظ أبطالنا على ابتسامتهم، فهم الأقوياء بروحم الشامخة فوق آلآم الجسد، فروح الفكاهة المعمدة بالآلام هي الأقوى وتبقى الأجمل بين ذكريات الأسر.
 
إن الامتناع عن الأكل لمدة طويلة لا يعني أن يتوقف التفكير به. ومن كثرة التفكير بالطعام يبدأ المضرب بالتخيل، ويخطر على باله أكلات يحبها وأكلات لا ي...حبها، وتكون بارزة أكثر تلك التي لا يحبها فيشعر بطعمها ويكتشف كم هي لذيذة فيخبر رفاقه أنه نادم على تلك الأيام التي لم يأكل بها تلك الأكلة التى اكتشف أنها لذيذه بل ومذاقها رائع!
 
 وبالفعل فالكثير من الشباب بعد الإضراب يتقبلون تلك الأكلات التي لم يحبوها قبل الإضراب. والحديث عن هذا الأكل يكون بطريقة فكاهية، فمن يبادر يقول لهم إن طبخة اليوم عليه، وهو مسؤول عن إعدادها، ويبدأ باستحضار المواد اللازمة للطبخة، فيأتي بالخضار وباقي المواد وسط تعليقات رفاقه من حوله ومساعدته بالطبخ!
 
والشباب يتخيلون ذلك، وكأنه حقيقي بل ويشعرون بالطعم وسط أجواء فكاهية رائعة تكسبهم القوة، وترفع معنويات من هو بحاجة، علما أن هذا المزاح يتعب المعدة، فهي تتهيج مباشرة عند التفكير بالأكل بالإضافة إلى أوجاع الرأس نتيجة الضحك، إلا أن أبطالنا وبشكل دائم يحافظون على ابتسامتهم، ومستعدون لدفع الثمن من أجلها فوقود الروح أهم من راحة الجسد. ويوجد دائما من يتميزون بخلق هذه الأجواء المرحة بين أبطالنا المضربين.. فلا تقلقوا على معنوياتهم فهم بالجوع والألم أقوى منا جميعا لأنهم متأكدين من مسيرهم على الطريق الصحيح من أجل توفير الابتسامة الدائمة لأطفال شعبنا...

التعليقات