قبور رمزية للأسرى وفياض يحمل اسرائيل المسؤولية عن حياة العيساوي

ويخشى الفلسطينيون ان تتسع دائرة المواجهات في حال حدوث مكروه للاسير سامر العيساوي الذي وصفت حالته بالخطيرة جدا مع دخوله شهره التاسع في الاضراب عن الطعام احتجاجا على ظروف اعتقاله.

قبور رمزية للأسرى وفياض يحمل اسرائيل المسؤولية عن حياة العيساوي

الصورة من موقع صحيفة القدس

قال تقرير صادر عن وزارة شؤون الأسرى، اليوم السبت، إن الوضع في السجون الاسرائيلية مازال متوترا في أعقاب استشهاد الاسير ميسرة أبو حمدية، وأن حملة عقوبات واسعة تشنها إدارة السجون على الأسرى، بسبب قيامهم بالاحتجاج والاستنكار لاستشهاد ابو حمدية، وسياسة الإهمال الطبي بحق الأسرى المرضى.


واوضح التقرير، أن حملة قمع تعرض لها الأسرى في سجن ايشل وريمون ونفحة وجلبوع وعوفر والنقب وعسقلان وشطة بإغلاق الأقسام ومصادرة الأدوات الكهربائية والحرمان من الزيارات وتنقلات واسعة في صفوف المعتقلين.

صلاة الغائب على روح ابوحمدية
وذكر ممثل أسرى عسقلان الاسير ناصر أبو حميد، أن "الأسرى أقاموا صلاة الغائب على روح الشهيد أبو حمدية، وأنهم سلموا رسالة إلى مدير مصلحة السجون قدموا خلالها مجموعة من المطالب هي: تقديم العلاج الطبي للأسرى المرضى وخاصة القابعين في مستشفى الرملة، وضرورة إجراء فحص طبي شامل لكافة الأسرى وخاصة الكبار في السن، ونقل المرضى للمستشفيات القريبة من السجون التي يقبعون فيها وبسيارات خاصة للمرضى وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه مع إدارة السجون في شهر أيار من العام الماضي".


وقال الاسير أبو حميد لمحامي الوزارة كريم عجوة، إن إدارة السجن فرضت عقوبات على الأسرى في أعقاب إضرابهم عن الطعام بعد استشهاد ميسرة أبو حمدية تمثلت بإغلاق الأقسام ومنع استلام الكنتينا وحرمان الأسرى من الخروج إلى الفورات.


وأفاد الاسير محمود غلمة ممثل أسرى سجن عوفر لمحامي الوزارة إبراهيم الأعرج، بأن حالة من الاضطراب والسخط سادت صفوف الأسرى في أعقاب استشهاد الأسير أبو حمدية وذلك من خلال صيحات التكبير والقرع والدق على الأبواب، ما دفع قوات قمعية من السجانين بإغلاق جميع الأقسام.


واضاف، أن الأسرى أوقفوا جميع النشاطات داخل السجن احتجاجا على استشهاد الأسير أبو حمدية وأن الأسرى يعملون على تقديم شكوى إلى المحكمة العليا الاسرائيلية باسم الأسرى المرضى احتجاجا على سياسة الإهمال الطبي.

قبور رمزية
من جهة وقفت والدة الاسير الفلسطيني محمد التاج المصاب بفشل رئوي والمعتقل منذ ثلاثة عشر عاما يوم السبت تبكي بحرقة وهي تنظر الى نشطاء يحفرون قبرا رمزيا  قي ساحة الأمم بالقرب من مقر الرئيس الفلسطيني للتعبير عن معاناة الاسرى المرضى في السجون الاسرائيلية.
وقالت والدة التاج والدموع لا تفارق عينيها ان ولدها البالغ من العمر 43 عاما والمحكوم عليه بالسجن 16 عاما انه "يعيش على التنفس الصناعي 24 ساعة لان رئتيه تعطلت ووضعه محزن ومقلق."


وقام عدد من اهالي الاسرى المرضى في السجون الاسرائيلية بحفر قبر في ساحة مجاورة لمقر الرئيس الفلسطيني للتعبير عن خشيتهم على ابنائهم المرضى بعد ايام من وفاة الاسير ميسرة ابو حمدية جراء اصابته بمرض السرطان.


ودعا رامي العريدي شقيق الاسير سامي المحكوم عليه بالسجن 19 عاما امضى منها نحو 14 عاما والمصاب بضعف في عضلة القلب والدة التاج الى عدم الخوف قائلا ان هذا القبر ليس للاسرى بل يشير الى معاناتهم.


وطالبت والدة التاج بكلماتها البسيطة "العرب والمسلمين واليهود" التدخل لوقف معاناة الاسرى.


وقالت والدة التاج التي زارته اخر مرة قبل شهر ان اسطوانة الاكسجين لا تفارقه وانه لا يستيطع التنفس بدونها.


ودعت القيادة الفلسطينية الى التحرك لانقاذ حياة ولدها وحياة الاسرى المرضى الاخرين وقالت " اطالب ابو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) ان يرفع قضيتهم الى المحكمة الجنائية الدولية."


مئة اسير مصاب بالسرطان

وتشير احصائيات نادي الاسير الفلسطيني الى وجود مئة اسير في السجون الاسرائيلية يعانون امراض مزمنة وبحاجة الى رعاية صحية خاصة.
وقال عيسى قراقع وزير شؤون الاسرى في الحكومة الفلسطيينة "ان مصلحة السجون الاسرائيلية تتحدث عن وجود 25 حالة سرطان بين صفوف الاسرى ونحن نعتقد ان العدد اكبر من ذلك."


ويتهم الفلسطينيون اسرائيل بتعمد الاهمال الطبي للاسرى في سجونها والذي يصل عددهم الى 4800 اسير بينهم اطفال ونساء وكبار في السن الامر الذي تنفيه اسرائيل وتقول انها تقدم لهم العلاج المناسب.


وادت وفاة الاسير ابو حمدية 64 عاما والذي كان يقضي حكما بالمؤبد الاسبوع الماضي الى اندلاع موجة من الاحتجاجات بين الفلسطينيين وقوات الامن الاسرائيلية في كثير من نقاط الاحتكاك قتل فيها الفلسطينيان عامر نصار 17 عاما وناجي بلبيسي 18 من بلدة عنبتا شرقي مدينة طولكرم واصيب اخرون.


ويخشى الفلسطينيون ان تتسع دائرة المواجهات في حال حدوث مكروه للاسير سامر العيساوي الذي وصفت حالته بالخطيرة جدا مع دخوله شهره التاسع في الاضراب عن الطعام احتجاجا على ظروف اعتقاله.


فياض يحمل اسرائيل المسؤولية عن حياة العيساوي

وحمل سلام فياض رئيس الوزراء الفلسطيني في بيان صادر عن مكتبه اليوم "الحكومة الاسرائيلية المسؤولية عن حياة الاسير سامر العيساوي المضرب عن الطعام منذ مدة طويلة سيما في ضوء المعلومات عن تدهور وضعه الصحي ودخوله حالة الخطر الشديد."


وطالب ذوي الاسرى المرضى السلطة الفلسطينية "بالتحرك قبل ان يعود اليهم ابنائهم جثمامين."


وقالوا في بيان قرأه شقيق الاسير العريدي "لا طاقة لنا ان نستقبلهم جثامين .. لن نسامح احدا يقصر او يتهاون في تخفيف عذاب الاسرى المرضى."


وهتف المشاركون الذين رفعوا العديد من صور الاسرى المرضى في السجون الاسرائيلية "الموت لاسرائيل" و "حرية عزة كرامة" و"نموت ولا نركع نجوع ولا نخضع."


ودعت منظمات حقوقية فلسطينية عباس الى ضرورة البدء بالانضمام الى المعاهدات والمواثيق الدولية بعد حصول فلسطين على دولة غير عضو في الامم المتحدة لمحاسبة اسرائيل على خرقها للقانون الدولى في التعامل مع الاسرى الفلسطينيين.

 

التعليقات