قيادة الإضراب: الموت أهون ألف مرة من استمرار اعتقالنا الإداري

خلال إضاءة مشاعل الحرية تضامنا مع الأسرى في طوباس؛ قراقع يدعو قداسة البابا إلى التدخل لوقف مأساة الأسرى المضربين عن الطعام

قيادة الإضراب: الموت أهون ألف مرة من استمرار اعتقالنا الإداري

رسالة قيادة الإضراب الموجهة للشعب الفلسطيني وللمؤسسات الحقوقية والدولية

نشرت وزارة الأسرى والمحررين الفلسطينية، اليوم السبت، نص رسالة وجهها الأسرى المضربون على الطعام صدرت بتاريخ 26/05/2014، تؤكد أنهم ماضون في الإضراب، رغم الأوضاع الصحية الصعبة التي يعاونون منها.

وأشارت الرسالة إلى أنه تم نقل 10 أسرى إلى المستشفيات، تبقى منهم 4 في مستشفيات "الرملة" و"أساف هروفيه"، في حين رفض الستة الباقون تلقي العلاج.

وأشارت الرسالة إلى أن قيادة الإضراب اجتمعت مرتين مع قيادة استخبارات السجون، وبحضور كل من عبد الجابر فقها عضو المجلس التشريعي، ومسؤول ملف الحوار محمود شبانة، وكل من د. أمجد الحموري وجمال حمامرة وسالم بادي. وكانت اللقاءات "سلبية" ولم يتمخض عنها أي شيء.

كما أشارت الرسالة إلى أن استخبارات السجون ألمحت إلى أنها ستترك الأسرى للموت، وأن رد الأسرى كان: "الموت أهون ألف مرة من استمرار اعتقالنا إداريا".

وبناء على ذلك قررت قيادة الإضراب عدم أخذ أية فيتامينات أو مدعمات ورفض ذلك كليا بدءا من بداية هذا الأسبوع 2014. كما قررت مقاطعة عيادة السجن والتوقف عن تناول الدواء لقرابة عشرة أسرى يتناولون الدواء يوميا.

كما جاء أن جميع الأسرى المضربين غير قادرون على التحرك مشيا، وطالبوا إدارة السجون بإحضار كرسي لنقل أي أخ تتدهور صحته إلى المستشفى، إلا أن الإدارة رفضت ذلك، وبناء عليه فإنهم يطالبون الجهات الحقوقية بالتدخل لإنقاذ حياة المضربين.

وناشدت قيادة الإضراب قيادات الشعب الفلسطيني بمخاطبة المجتمع الدولي، وفي مقدمته الأشقاء المصريون بأن يلعبوا دورهم المنشود والمتوقع في الضغط على آلة الاحتلال والموت لإيقاف هذه المجزرة.

وأكد الأسرى على ثقتهم بشعبهم وبقواه الحية، وأن شعبهم لن يتركهم "في هذه الملحمة الإنسانية وحدهم، وأن يخرجوا بكل طاقاتهم في جميع شوارع الوطن نصرة لقضيتهم الإنسانية العادلة".

كما ناشدت الحركة الأسيرة ورموزها مروان البرغوثي وعباس السيد وأحمد سعدات أن يخرج الجميع عن صمتهم ويهبوا لنصرة قضيتهم.

واختتمت الرسالة بالقول: "ختاما، أقسمنا ألا نعود عن إضرابنا حتى لو سقطنا جميعا شهداء، ولنا هدف واحد هو حريتنا، وأن نقبل أطفالنا، ونرى بسمة ليست خائفة على وجوه أولادنا".

 

خلال إضاءة مشاعل الحرية تضامنا مع الأسرى في طوباس

قراقع يدعو قداسة البابا إلى التدخل لوقف مأساة الاسرى المضربين عن الطعام

وعلى صلة، دعا وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع قداسة البابا فرانسيس الأول إلى التدخل العاجل لوقف مأساة الأسرى الإداريين المضربين عن الطعام منذ بعد أن دخلوا مرحلة الخطر الشديد، واستهتار حكومة إسرائيل بحياتهم وصحتهم وعدم استجابتها لمطلبهم الشرعي والقانوني بوقف سياسة الاعتقال الإداري بحقهم.

وقال قراقع إن قداسة البابا الذي سيزور فلسطين خلال الأسبوع المقبل لا يقبل أن يأتي إلى الديار المقدسة وهناك رائحة جريمة إسرائيلية ترتكب بحق الأسرى المضربين، وأنه إذا سقط أي شهيد لا سمح لها فإنها سوف تتعكر أجواء الزيارة وأهدافها الدينية والأخلاقية والسياسية.

وأشار قراقع إلى أن إسرائيل تشرع قوانين لقتل الأسرى مع سبق الإصرار كقانون إجبار الأسرى المضربين على تناول الطعام بالقوة، وهذا قانون للموت ومؤشر على أن إسرائيل قررت ترك الأسرى في إضرابهم حتى الموت وعدم الاستجابة لمطالبهم.

وأشار قراقع إلى أن زيارة البابا لفلسطين تستهدف خلق أجواء للمحبة والسلام والعدالة بالمنطقة في الوقت الذي تمعن فيه حكومة إسرائيل بممارستها الوحشية ضد الاسرى وتضع عراقيل أمام أي سلام عادل بالمنطقة.

جاءت أقوال قراقع خلال إضاءة مشاعل الحرية في محافظة طوباس تضامنا مع الأسرى المضربين عن الطعام وبمشاركة محافظ طوباس ربيح الخندقجي وأهالي الأسرى وممثلي المؤسسات الوطنية.

وقد أكد المحافظ الخندقجي على أهمية تفعيل التضامن الشعبي وتدخل المجتمع الدولي لوقف جرائم الاحتلال بحق الأسرى وإلزام إسرائيل باحترام حقوقهم الإنسانية.

وقال أن قضية الأسرى وحريتهم، وإنهاء معاناتهم تعتبر أولوية بالنسبة للرئيس أبو مازن والقيادة الفلسطينية، وأن إطلاق سراح الأسرى هو حجر الأساس لكل تسوية أو سلام عادل بالمنطقة.

ووجه المحافظ تحياته إلى الأسرى في السجون، خاصة المضربين، وإلى عائلاتهم قائلا: "نحن معكم ولن نسمح أن تكونوا لوحدكم".


محامي الوزارة فادي عبيدات بعد زيارته لهم في سجن النقب: الأسرى المضربون في حالة خطر شديد وسلطات السجون تمارس القمع بحقهم

حذر محامي وزارة الأسرى فادي عبيدات من خطورة الوضع الصحي للأسرى الإداريين القابعين في سجن النقب، حيث انهارت أوضاعهم الصحية بشكل كامل نتيجة الإضراب المفتوح عن الطعام.

وقال عبيدات الذي زار عددا من الأسرى المضربين إنهم بدأوا يفقدون الوعي، ويسقطون على الأرض، وغير قادرين على الحركة، ويعانون من آلام شديدة في كافة أنحاء أجسامهم، إضافة إلى هبوط حاد في أوزانهم.

سقوط أسير عن البرش:

وذكر عبيدات أن الأسير بلال عبد محمد خليل عبد العزيز (26 عاما) من سكان سلوان قضاء القدس يمر في وضع صحي صعب حيث سقط عن البرش نتيجة فقدان الوعي وعدم القدرة على الاتزان، مما سبب له آلاما حادة في الرأس، ولا يستطيع التحرك إلا بمساعدة آخرين ولا يقدم له أي علاج.

ويعاني الأسير من آلام في المفاصل والظهر والرأس، والإرهاق الشديد، وانخفاض في الوزن من 74 كغم إلى 60 كغم.

إجراءات قمعية:

وذكر عبيدات أن الأسرى المضربين في النقب يتعرضون لمعاملة قاسية وإجراءات قمعية ووحشية بهدف كسر إضرابهم، حيث نقل جميع الأسرى المضربين إلى قسم خاص دون أية أغراض ولم يعط الأسير إلا الملابس التي يلبسها. ويفتقد القسم لكل مقومات الحياة الإنسانية، وأنهم معزولون عن العالم بعد أن صودرت الأجهزة الكهربائية منهم وكافة وسائل الاتصال.

وأشار عبيدات إلى أن إدارة السجون تجبرهم على الوقوف على العدد بالساحة وهم غير قادرين حتى على الوقوف، ومن يرفض ذلك يتم زجه في الزنازين، وأن إدارة السجن أبلغتهم بجملة العقوبات من ضمنها حرمان من زيارة الأهل والكنتين وعدم إدخال الملابس ومنع الصحف.

لا مفاوضات مع المضربين:

وقال الأسير المضرب هاني محمود بشير (34 عاما) سكان مخيم الدهيشة أنه لم يتم حتى الآن أية مفاوضات مع إدارة السجون التي تلجأ إلى أساليب الضغط بدل الحوار وتراهن على فشل الإضراب.

ووصف بشير حالة المضربين بأنها صعبة، وأن إدارة السجون تمارس الاستفزازات بحقهم من تنقلات يومية بين الأقسام والسجون بهدف إرهاقهم وإجبارهم على وقف الإضراب.

قرار بقتلهم:

وقال بشير إن الأسرى الإداريين دخلوا مرحلة الخطر الشديد، موجها رسالة إلى كافة المؤسسات الرسمية والأهلية بضرورة التحرك لإنقاذ الأسرى الذين يتعرضون لهجمة شرسة، موضحا أن حكومة إسرائيل اتخذت قرارا بقتلهم بعد أن أبلغهم مسؤول الاستخبارات في إدارة السجون بأن حكومة إسرائيل قررت تركهم حتى الموت.

وقال بشير إن الأسرى مصممون على مواصلة الإضراب حتى النهاية، ولن يتوقفوا إلا بعد أن يسقط قانون الاعتقال الإداري الذي وصفه بقانون الكراهية والانتقام.
 

التعليقات