"رغم تواضع المكاسب الإضراب عزز مكانة البرغوثي"

لم يكن هناك انتصار في معركة إضراب الكرامة البطولي الذي خاضه أكثر من ألف أسير فلسطيني لأن حالة الهوان والانهيار العربي وواقع التشتت والانقسام الفلسطيني لا يوفران الحد الأدنى المطلوب

"رغم تواضع المكاسب الإضراب عزز مكانة البرغوثي"

(أ ف ب)

لم يكن هناك انتصار في معركة إضراب الكرامة البطولي، الذي خاضه أكثر من ألف أسير فلسطيني، لأن حالة الهوان والانهيار العربي وواقع التشتت والانقسام الفلسطيني لا يوفران الحد الأدنى المطلوب لتحقيق مثل هذا الانتصار، على الرغم من الصمود البطولي للأسرى في معركة الأمعاء الخاوية لمدة 41 يوما.

لقد فشلت كل محاولات كسر الإضراب والنيل من قيادته، ونجح الأسرى بعد 13 عاما على آخر إضراب جماعي، بمثل هذا الحجم، يخوضونه من خوض إضراب تاريخي، انضم إليه أكثر من 1500 أسير في مختلف السجون الإسرائيلية، توحدوا تحت مطالب موحدة وقيادة واحدة وقف على رأسها الأسير مروان البرغوثي.

ورغم إجراءات النقل والعزل وقطع التواصل بين قيادة الإضراب وبين الأسرى المضربين، ومحاولات تشويه صورة قائد الإضراب، إلا أن الأسرى واصلوا إضرابهم بثبات وتماسك يليق بأبطال فلسطين، الذين نحتوا شعار نعم للجوع لا للركوع في معارك الإضرابات التي خاضتها الحركة الأسيرة.

ورغم تشدق سلطات السجون بأنها لم تستجب لأي مطلب من مطالب الأسرى، ولم تتفاوض مع قيادة الإضراب، فإن الوقائع تشير أن مفاوضات طويلة لأكثر من 20 ساعة، جرت بين إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي وبين قيادة الإضراب، وعلى رأسها القائد مروان البرغوثي، وذلك في سجن 'عسقلان'، إذ تمّ التوصل إلى اتفاق مع إدارة السجون، وكانت إدارة السجون قد نقلت قائد الإضراب مروان البرغوثي إلى سجن عسقلان، لتسهيل اجتماع قيادة الإضراب، وكذلك التفاوض معها، والتوصل إلى اتفاق تضمن بعض الإنجازات للأسرى بينها السماح بزيارة ثانية.

والأهم من ذلك، أنه رغم تواضع الإنجازات فإنه رغم محاولات المس بقائد الإضراب مروان البرغوثي، من قبل إسرائيل وأطراف في السلطة الفلسطينية، كما يقول المحلل السياسي آفي يسسخاروف، فإن البرغوثي قد وطد مكانته كوريث لمحمود عباس.

البرغوثي الذي قاد الإضراب، لتحسين وضعه السياسي داخل حركة فتح، بعد أن أدرك أن أبو مازن وجماعته يحاولون عزله ومحاصرته، كما تدعي وسائل الإعلام الإسرائيلية، حظي باهتمام إعلامي فلسطيني وإسرائيلي وعالمي، وقاد معركة تتمتع بإجماع فلسطيني، وإن لم ينجح بالكامل في جمع كافة الأسرى خلف الإضراب، حيث خابت آمال انضمام كافة أسرى فتح، وكذلك أسرى حماس للإضراب، كما أنه لم ينجح في تحريك الشارع الفلسطيني بزخم واسع ومؤثر وقادر على كسر التعنتت والغطرسة الإسرائيلية، وهما عاملان حالا دون تحقيق انتصار مظفر في الإضراب.

إلى ذلك فلأن اللإضراب أعاد الهيبة للحركة الأسيرة بوحدتها، وأحيا روح التضامن الجماعي والمشاركة الجماعية والوطنية حول قضية  الأسرى.

كما أن المناصرة العالمية للإضراب فضحت حكومة الاحتلال على جرائمها وانتهاكاتها التعسفية والخطيرة، التي تمارسها بحق الأسرى، والتي تنتهك القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.

التعليقات