"من يسأل عن مبرر الإضراب كمن يبرر ممارسات الاحتلال"

لا يزال الأسير خضر عدنان موسى من عرابة جنين، شمالي الضفة الغربية، يخوض الإضراب المفتوح عن الطعام منذ 23 يوما على التوالي، وذلك احتجاجا على أسباب وظروف اعتقاله المتكررة

الأسير خضر عدنان في مظاهرة دعمًا لإضراب الأسرى (وفا)

لا يزال الأسير خضر عدنان موسى من عرابة جنين، شمالي الضفة الغربية المحتلة، يخوض الإضراب المفتوح عن الطعام منذ 23 يوما على التوالي، وذلك احتجاجا على أسباب وظروف اعتقاله المتكررة.

ويعتبر هذا الإضراب هو الثالث من نوعه بعد أن تجاوز إضرابه الأول عن الطعام 52 يوما، ويتفاقم وضعه في أعقاب نقله الى معتقل الجلمة في منطقة حيفا، ومنع المحامين ومؤسسات حقوقية من زيارته بذريعة أنه لا يقوى على الوقوف والكلام، وفقما أكدت زوجته رندة جهاد في حديثها لعرب 48.

وحول أسباب إضرابه المفتوح عن الطعام، تقول رندة: "من يسأل عن مبررات الإضراب كمن يبرر ممارسات الاحتلال وأسبابها"، وشددت على أن الإضراب عن الطعام بالنسبة للأسيرهو السلاح الأخير والوحيد الذي يمتلكه وهو أعزل من كل الوسائل الأخرى وليس لديه سوى إرادته بعد أن تم اعتقاله دون تهمة واضحة، وعرضه على المحكمة لتمديد الاعتقال أكثر من 12 مرة.

وأضافت "أعتقد أن من حق الأسير أن يلجأ لهذا النوع من الاحتجاج والإضراب لنيل حريته، لأنه ليس أمامه سوى هذه الوسيلة، وهذا السلاح الوحيد".

وحول الاتهامات وفيما إذا كان هناك قضية محددة لتقديم لائحة اتهام بحقه، قالت إنهم يحاولون طرح قضية، وتطالب النيابة بحبسه لـ24 شهرا. وإنه من المتوقع أن يتبعها اعتقال إداري دون محاكمة، وفقا لقوانين الطوارئ البائدة.

وأضافت "ما يتعرض له الشيخ ليس فيه قضية، بل هو من نوع الحبس الإداري المبطن تحت ما يسمى بقضية وملف".

ولفتت إلى أنه في الاعتقال الأول اجتهد الاحتلال خلال كل هذه الفترة لجمع معلومات وكم من الاعترافات عليه، وصلت إلى 21 اعترافا حول نشاطه، وهذا كان بدافع جمع أدلة تدينه بقضية ما، وذلك تحاشيا لمواجهة أخرى جديدة مع الشيخ عدنان، وهو ما اعتبرته أنه بهدف التعذيب والتنكيل به لتبرير الحبس الإداري.

وحول وضعه اليوم شددت على أنه يتعرض لتنكيل متواصل من خلال نقله من سجن إلى آخر، ومن السجن إلى المحاكم، من سجن مجيدو في الشمال إلى سجن "رامون" في أقصى الجنوب، ومن الجنوب إلى المحكمة العسكرية "سالم" في الشمال، لتنتهي المحكمة كل مرة بالتأجيل لموعد آخر.

وتابعت أنه في كل مرة يعلن بها خضر عدنان الإضراب يكون بهدف تسليط الضوء على تعسف الحبس الإداري، وتسليط الضوء على حجم التنكيل و معاناة الأسرى المستمرة في المعتقلات وكذلك أثناء نقلهم من مكان إلى آخر.

تعتيم إعلامي ومعاناة

وحول أوضاع وظروف الأسرة، استعرضت زوجة الأسير المعاناة التي تمر بها، وقالت "صحيح أن زوجي حاصل على لقب ثاني في الرياضيات الاقتصادي،" ولقب أول في دراسات إسرائيلية، لكننا كنا نعتاش من مخبز تابع له. ومنذ أربع سنوات تم إغلاق المخبز، وبقيت معيلة وحيدة للأسرة المكونة من سبعة أطفال، وهذه أعباء ومسؤوليات كبيرة، وأنا أواجه هذا المصير لوحدي رغم قساوته، وهذه التحديات سأواجهها".

وأضافت "ما يقلقنا أكثر هو أن ظروف اعتقاله قاسية جدا في معتقل الجلمة، الذي تم نقله إليه يوم الأربعاء الماضي مع تعتيم إعلامي كامل حول وضعه، وذلك أيضا مع منع أي محامي أو مؤسسة حقوقية وإنسانية من زيارته بحجة أنه لايقوى على الحراك ومقابلة أحد".

وتابعت "توجهنا مؤخرا لجمعية أطباء لحقوق الإنسان وإلى الصليب الأحمر الدولي إلا أن الاحتلال لم يعط لهم أية إجابة جديدة، لذلك نحن قلقون جدا على وضعه الصحي، وعلى مصيره خصوصا أن معتقل الجلمة هو مركز تحقيقات صعب وقاس، وذلك بعد 23 يوما من الإضراب عن الطعام".

وأشارت إلى أن آخر محاولة للمحامي لزيارته كانت الأحد الماضي، إلا أن مدير المعتقل منعه من زيارته بعد أن أخبره بأن عدنان "معاقب".

وحول دور المؤسسات الرسمية الفلسطينية والتي تعنى بشؤون الأسرى والمعتقلين، قالت "حقيقة إن التضامن ضعيف، علما أن المطلوب المشاركة الفعالة، وليس تضامنا فقط . مع ذلك فإن الجهات الفلسطينية تتعامل باستحياء، وبشكل خجول، وللأسف نخوض هذه المعركة وحيدين، وهناك من ينتظر لغاية النهاية لمجرد تسجيل موقف، وهذا مختلف كثيرا عن المشاركة الأولية، ومتابعة النشاط الجماهيري من البداية حتى النهاية.

وبعد أن شكرت "كل من يلتحم مع هذه المعركة، وليس لمجرد المشاركة"، ختمت بالقول "أنا مع الإضراب فهو السبيل الوحيد لنيل الحرية، ومن حقي الطبيعي أيضا أن أكون مع زوجي ومع أبنائه في البيت".

التعليقات