عشية يوم المرأة.. الأسيرات الفلسطينيات ما زلن يعانين

ندّد نادي الأسير الفلسطيني، اليوم السّبت، باعتقال سلطات الاحتلال لـ43 أسيرة فلسطينيّة في سجونها، عشيّة يوم المرأة العالمي الّذي يحلّ غدًا الثّامن من آذار/ مارس.

عشية يوم المرأة.. الأسيرات الفلسطينيات ما زلن يعانين

(أ ب أ)

ندّد نادي الأسير الفلسطيني، اليوم السّبت، باعتقال سلطات الاحتلال لـ43 أسيرة فلسطينيّة في سجونها، عشيّة يوم المرأة العالمي الّذي يحلّ غدًا الثّامن من آذار/ مارس.

وبيّن نادي الأسير في بيانه الّذي نشر اليوم، أن 27 أسيرة من بين الأسيرات قد صدرت بحقهن أحكام لفترات متفاوتة، أقصاها يصل لمدة 16 عاما، والتي صدرت بحق الأسيرتين شروق دويات من القدس، وشاتيلا أبو عياد من الأراضي المحتلة عام 1948.

في المقابل، تقبع أربع من الأسيرات رهن الاعتقال الإداري، وثمانٍ منهنّ أسيرات جريحات أُصبن أثناء الاعتقال، وأقدمهن الأسيرة أمل طقاطقة من بيت لحم، والمعتقلة منذ تاريخ الأول من كانون الأوّل/ ديسمبر 2014، ومحكومة بالسجن لمدة سبع سنوات، بحسب البيات.

ووفقا للبيان فإنّ بين الأسيرات 16 أم، منهن الأسيرة وفاء مهداوي، والدة الشهيد أشرف نعالوة.

وأكد نادي الأسير في بيانه أن الأسيرات الفلسطينيات يتعرض لكافة أنواع التنكيل والتعذيب التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحق المعتقلين الفلسطينيين، بدءا من عمليات الاعتقال من المنازل وحتى النقل إلى مراكز التوقيف والتحقيق، ولاحقاً احتجازهن في السجون.

وخلال العام المنصرم 2019 والجاري 2020، أعادت سلطات الاحتلال سياسة تعذيب النساء على الواجهة، وكانت أبرز الشهادات التي أدلت بها أسيرات عن عمليات تعذيب استمرت لأكثر من شهر، منهن ميس أبو غوش، وسماح جرادات، وحليمة خندقجي.

وتتمثل أساليب التعذيب والتنكيل التي مارستها أجهزة الاحتلال بحق الأسيرات: بإطلاق الرصاص عليهن أثناء عمليات الاعتقال، وتفتيشهن تفتيشا عاريا، واحتجازهن داخل زنازين لا تصلح للعيش، وإخضاعهن للتحقيق ولمدد طويلة يرافقه أساليب التعذيب الجسدي والنفسي.

ومن أنواع التّعذيب الّتي تتعرّض لها الأسيرات أثناء التّحقيق هي الشبح بوضعياته المختلفة، وتقييدهن طوال فترة التحقيق، والحرمان من النوم لفترات طويلة، والتحقيق المتواصل، والعزل والابتزاز والتهديد، ومنع المحامين من زيارتهن خلال فترة التحقيق.

إلى جانب إخضاع االأسيرات أثناء التحقيق لجهاز كشف الكذب، والضرب المبرح كالصفع المتواصل، عدا عن أوامر منع النشر التي أصدرتها محاكم الاحتلال، كما تعرضت عائلاتهن للتنكيل والاعتقال والاستدعاء كجزء من سياسة العقاب الجماعي.

وبعد نقلهن إلى السجون، تُنفذ إدارة سجون الاحتلال بحقهن سلسلة من السياسات والإجراءات التنكيلية منها: الإهمال الطبي، والحرمان من الزيارة، وحرمان الأسيرات الأمهات من الزيارات المفتوحة ومن احتضان أبنائهن.

وأكد البيان أن الأسيرات يُعانين ظروفا حياتية صعبة في سجن "الدامون"، منها: وجود كاميرات في ساحة الفورة، وارتفاع نسبة الرطوبة في الغرف خلال فترة الشتاء، كما تضطر الأسيرات استخدام الأغطية لإغلاق الحمامات، فيما تتعمد إدارة السجن قطع التيار الكهربائي المتكرر عليهن، عدا عن "البوسطة" التي تُشكل رحلة عذاب إضافية لهن، خاصة اللواتي يُعانين من أمراض، والأهم سياسة المماطلة في تقديم العلاج اللازم لهن، وتحديدا المصابات.

الأسيرة إسراء جعابيص

الأسيرة جعابيص ما زالت تعاني

اعتقلت قوات الاحتلال، الأسيرة المقدسية إسراء جعابيص البالغة من العمر (35 عاما)، في تاريخ 11 تشرين الأول/ أكتوبر 2015؛ بعد أن أطلق جنود الاحتلال النار على مركبتها، ما أدى إلى انفجار أسطوانة غاز كانت داخل سيارتها، وعلى إثرها أصيبت بحروق خطيرة التهمت 60% من جسدها، وأفقدتها ثمانية من أصابع يديها، وأصيبت بتشوهات حادة في جسدها، وحكم عليها الاحتلال بالسّجن لـ11 عاما، علما أنها أم لطفل.

وتحتاج الأسيرة جعابيص إلى سلسلة من العمليات الجراحية في اليدين والأذنين والوجه، وتُعاني على مدار الوقت من آلام وسخونة دائمة في جلدها، ما يجعلها غير قادرة على ارتداء الأقمشة والأغطية، وهي بحاجة ماسة لبدلة خاصة بعلاج الحروق.

ومقابل ذلك لا تكترث إدارة السجون بما تعانيه، ولا توفر لها أدنى المتطلبات العلاجية اللازمة لحالتها المزمنة والخطيرة.

أولى الأسيرات

وأشار نادي الأسير في بيانه إلى أن أول أسيرة في تاريخ الثورة الفلسطينية هي الأسيرة فاطمة برناوي من القدس التي اعتقلت عام 1967، وحكم عليها الاحتلال بالسّجن المؤبد، وأفرج عنها عام 1977، أي بعد عشر سنوات على اعتقالها، وقد بلغ عدد حالات الاعتقال للنساء منذ عام 1967، إلى أكثر من 16 ألف.

وشهدت الانتفاضتان الأولى (1987) والثّانية (2000) أعلى معدّلات لاعتقال النساء، وفي عام 2015 ارتفعت عمليات اعتقال النساء ومنهن القاصرات مع اندلاع الهبة الشعبية، حيث وصل عدد حالات الاعتقال بين النساء خلال عام 2015 إلى 200، وفي عام 2016 إلى 164، وفي 2017 إلى 156، وفي 2018 وصل إلى 133 حالة، وعام 2019 إلى 128.

التعليقات