قرية بلعين تنتفض ضد الاحتلال واعتقال وإصابة عدد من المتظاهرين..

زحالقة:" القمع الاسرائيلي هو تنفيذ للسياسة الرسمية بأن جداراً بلا نار ليس جداراً، وهذا يدل على ان الجدار ليس فقط للمصادرة والفصل، وإنما أيضاً اداة من ادوات القمع الاحتلالي"..

قرية بلعين تنتفض ضد الاحتلال واعتقال وإصابة عدد من المتظاهرين..
سار مئات من مزارعي قرية بلعين غرب رام الله في المسيرة الأسبوعية السلمية المنددة بجدار الفصل العنصري، يوم أمس، الجمعة، مطالبين بالسماح لهم بقطف ثمار زيتونهم الذي حال الجدار دون الوصول إليه، ومعهم معدات قطف الزيتون.

منذ الصباح الباكر وبعد أن منعهم جنود الاحتلال من التوجه إلى أراضيهم الزراعية الواقعة خلف الجدار، تجمع أولئك المزارعون وسط القرية في ساحة المسجد وما أن انتهى قاضى القضاة الشيخ تيسير التميمي من إلقاء خطبة الجمعة حتى انطلق المواطنون يرافقهم قرابة أربعة مئة من نشطاء السلام الإسرائيليين والمتضامنين الدوليين صوب الأراضي التي قضمها الجدار مطالبين بالسماح لهم بقطف زيتونهم.

أكثر من مئتي علم فلسطيني اعتلت سلالم قطف الزيتون كانت أبرز ما ميز هذه التظاهرة. الوضع الداخلي الفلسطيني لم يغب عن بال أهالي القرية الذين طالبوا جميعا وبصوت مرتفع جميع الفصائل الوطنية بالوحدة والوقوف في وجه الاحتلال وإلى جانب الأهالي الذين يمنعون من الوصول إلى أراضيهم بدل الانشغال في الخلافات الداخلية.

ما أن وصل هذا الحشد الهائل إلى موقع جدار الفصل العنصري حتى شرع جنود الاحتلال في إطلاق الأعيرة المطاطية والنارية صوبهم، لكنهم تمكنوا وبمساعدة سلالم قطف الزيتون من اعتلاء جدار الفصل العنصري والوصول إلى الأراضي الزراعية.

أطلق جنود الاحتلال النار بكثافة، ما أدى إلى إصابة 16 عشر مشاركا بينهم 10 فلسطينيين و6 من نشطاء السلام الإسرائيليين وأعضاء حركة التضامن الدولية.

عائلة المواطن عبد الفتاح برناط كانت من أبرز المصابين إذ اعتدى جنود الاحتلال عليهم بالضرب المبرح فأصيبت الزوجة انتصار برناظ وابنتها هديل، وطفلاها محمود وسرين بجراح.

كما أصيب 6 آخرون هم: أديب أبو رحمة ومحمد الخطيب، وباسم عيسى، وزهدية علي، وناصر أبو رحمة، وأحمد محمد حسن.

كما ذكرت مصادر عسكرية إسرائيلية أن قوات الاحتلال اعتقلت أربعة من نشطاء السلام الإسرائيليين، إضافة إلى فلسطينيين لم يتسن التأكد من هويتهما بعد.

وعمد المتظاهرون الأجانب إلى الطرق بالحجارة على الجدار الحديدي الموجود بجانب جدار الفصل العنصري، وراح آخرون يستخدمون الصافرات، لإصدار أصوات مزعجة تجبر جنود الاحتلال على التوقف عن قمع المتظاهرين وترك المكان، فيما استخدم آخرون الأواني والعصي وراحوا يطرقون عليها لتحقيق ذات الهدف.

وقال النائب د. جمال زحالقة، رئيس كلتة التجمع الوطني الديمقراطي في الكنيست والذي شارك في المظاهرة ضد بناء جدار الفصل العنصري في قرية بليعن، اليوم الجمعة، إن "استمرار بناء الجدار هو عدوان مستمر ويومي ضد الشعب الفلسطيني. إسرائيل التي تطالب بتنفيذ قرار الامم المتحدة 1701 في لبنان، تضرب بعرض الحائط كل القرارات الدولية بما فيها قرار المحكمة الدولية في لاهاي بتفكيك الجدار".

وأضاف: "إسرائيل تدعي دائما بأنها تطلق النار دفاعاً عن الاحتلال والجدار العنصري، فهذه هي ليست المرة الاولى التي تستعمل فيها اسرائيل القمع الوحشي ضد متظاهرين أحانب واسرائيليين وفلسطينيين في مسيرات سلمية ضد الجدار".

وأكد زحالقة أن "القمع الاسرائيلي هو تنفيذ للسياسة الاسرائيلية الرسمية بان جداراً بلا نار ليس جداراً، وهذا يدل على ان الجدار ليس فقط للمصادرة والفصل، وإنما أيضاً اداة من ادوات القمع الاحتلالي".

وذكر عبد الله أبو رحمة منسق لجنة مقاومة جدار الفصل العنصري أن جنود الاحتلال اعتدوا عليه وعلى طفلتيه بعد أن رفض العودة إلى منزله وأصر على الوصول إلى حقل زيتونه لقطف الزيتون.

وكشف أبو رحمة عن قيام قوات الاحتلال بإخلاء سبيل المصور الصحفي عماد برناط وهو مصور اللجنة الشعبة لمقاومة الجدار اليوم، مقابل فرض الحبس المنزلي عليه وغرامة مالية قدرها 15000 ألف شيكل.

ويذكر أن جنود الاحتلال شرعوا منذ قرابة 18 شهرا في بناء الجدار في محيط القرية التي لا يتجاوز عدد سكانها الألفي نسمة وتقع في أقصى محافظة رام الله والبيرة، وقد تمكن الأهالي من لفت أنظار العالم إليهم بطرقهم المبتكرة التي يستخدمونها للتصدي لبناء جدار الفصل العنصري.

وكانت مصادر طبية مستشفى رام الله الحكومي أفادت أن طفل من قرية خربثا بني حارث غرب رام الله وصل إلى المستشفى بعد إصابته بعيار ناري في الرقبة ووصفت جراحه بالخطيرة.

وقالت المصادر أن الطفل المصاب هو إبراهيم غازي بيت الو ويبغ من العمر 14 عاما وقد أصيب أثناء تواجده في محيط الأراضي التي يبنى عليها جدار الفصل العنصري في قرية بلعين غرب رام الله، ووصف ذات المصادر حالته بالمستقرة حاليا حيث تجرى له الفحوصات الطبية اللازمة ويقدم له العلاج اللازم.

التعليقات