تقرير أمنستي للعام 2009 يتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب..

"الحصار الذي يفرضه الاحتلال على قطاع غزة يشكل خرقا للقانون الدولي، ويعمق الكارثة الإنسانية في القطاع.. 80% من سكان القطاع حياتهم مرتبطة بالمساعدات الإنسانية"..

تقرير أمنستي للعام 2009 يتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب..
قالت منظمة العفو الدولية في تقريرها السنوي الذي تصدره، اليوم (الخميس)، عن حالة حقوق الإنسان في العالم، إن تقرير القاضي ريتشارد غولدستون حول العدوان “الإسرائيلي” على غزة خلص إلى أن “إسرائيل” ارتكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال المحرقة.
وأضاف التقرير أن التحقيقات التي أجرتها “إسرائيل” لم تستوف شروط الأمم المتحدة التي تقتضي أن تكون التحقيقات مستقلة وجديرة بالتصديق ومتماشية مع المعايير الدولية.

وفي تقريرها السنوي للعام 2009، أكدت أمنستي على أن الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة يشكل خرقا للقانون الدولي، ويعمق الكارثة الإنسانية في القطاع.

ويتناول التقرير قصف قوات الاحتلال للمستشفيات في قطاع غزة، خلال الحرب العدوانية الأخيرة، كما يهاجم سياسة هدم المنازل في الضفة الغربية، وخاصة في القدس المحتلة، مقابل التوسع الاستيطاني والسيطرة على الموارد المائية للضفة.

وبحسب التقرير فإن الحصار الذي فرضته قوات الاحتلال على قطاع غزة منذ حزيران/ يونيو 2007 قد عمق من الأزمة الإنسانية في القطاع، حيث ارتفعت نسبة البطالة، في ظل انتشار الفقر المدقع وارتفاع أسعار المواد الغذائية وغياب الأمن الغذائي. وبحسب التقرير فإن 80% من سكان القطاع باتت حياتهم مرتبطة بالمساعدات الإنسانية.

واعتبرت أمنستي، استنادا إلى حجم الحصار وتصريحات المسؤولين الإسرائيليين، أن الهدف من فرض الحصار هو العقاب الجماعي لكل سكان القطاع، الأمر الذي يشكل خرقا للقانون الدولي.

وأشار التقرير إلى الحرب العدوانية الأخيرة على القطاع، حيث قال إن الحرب أدت إلى تدهور الأوضاع إلى حدود الكارثة. وأشار أيضا إلى أن استمرار الحصار يصعب عملية إعادة البناء، وبالنتيجة حصل تدهور آخر في مجال الصحة والمياه وتكرر انقطاع التيار الكهربائي، الأمر الذي أدى إلى مشاكل أخرى خطيرة.

وعلم أن الفصل الذي يتصل بممارسات الاحتلال الإسرائيلي قد تركز في معظمه حول الحرب العدوانية على القطاع، حيث يشير التقرير إلى مقتل 1380 فلسطيني، بينهم أكثر من 330 طفلا، في حين أصيب أكثر من 5 آلاف، بينهم 1800 طفل.

ويتناول التقرير أيضا مقتل المئات من الفلسطينيين في الهجمات الإسرائيلية، التي استخدمت فيها ذخيرة تطلق بدقة عن بعد من طائرات قتالية أو مروحيات أو طائرات بدون طيار أو من دبابات. كما يشير التقرير إلى أن الادعاءات بأن حياة جنود الاحتلال كانت معرضة للخطر لم تكن صحيحة، في حين أشير إلى أن مقتل عدد كبير من الأطفال من مسافة قصيرة، كما تم قصف فرق الإسعاف التي كانت تعمل على إخلاء المصابين.

ويشير التقرير أيضا إلى تعرض 15 مستشفى من بين 27 مستشفى في قطاع غزة إلى القصف الإسرائيلي، وتم استهداف 3 سيارة إسعاف وقتل 16 شخصا من طواقم الإسعاف.

وضمن الحديث عن الضفة الغربية يتناول التقرير جدار الفصل العنصري الذي يعرقل حياة الفلسطينيين، ويمنعهم من تلقي الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة.
ويتناول أيضا قضية المياه في الضفة الغربية، حيث يشير إلى منع الفلسطينيين من الحصول على الكميات المناسبة من المياه، الأمر الذي يترك أثره على التطور الاجتماعي والاقتصادي، ويعرض الحالة الصحية للخطر. ويشير التقرير إلى أن معدل استهلاك الفرد الفلسطيني للمياه لا يصل إلى ربع ما يستهلكه الإسرائيلي، إضافة إلى قيام قوات الاحتلال بتدمير الخزانات التي تستخدم لتخزين المياه، بادعاء أنها بدون ترخيص.

ويتضمن التقرير أيضا هدم المنازل، وخاصة في القدس المحتلة، حيث يشير التقرير إلى منع الفلسطينيين من الحصول على تراخيص بناء بشكل منهجي، في الوقت الذي يسمح فيه الاحتلال بتوسيع المستوطنات على الأراضي التي يتم مصادرتها.

التعليقات