أبو حسن شوكة في حلق المستوطنين

-

أبو حسن شوكة في حلق المستوطنين
قصة صمود عزبة "أبو حسن" أمام هجمات المستوطنين وجيش الاحتلال لا تشابهها قصة أخرى في ربوع الوطن، عثمان محمد بلاسمه 75 عاما "أبو حسن" ، اجبر على ترك أرضه الواقعة في منطقة كفار سابا في حرب 48 تحت تهديد السلاح، وقام بنصب خيمة في منطقة الشعب فوق عين المطوي غرب سلفيت آملا أن يعود الى أرضه وبياراته في كفار سابا والتي حولها الاحتلال إلى مستشفى "مئير " الكبير.

لم تجر الرياح كما يشتهي أبو حسن وزوجته أسماء كما يقول تقرير لمكتب "سهل للإعلام" ، فقد طال الفراق والغياب عن بيارته الواسعة والتي يعرفها شبرا بشبر، فلم يبق أمامه إلا شراء بعض الأغنام ورعيها وهذا ما كان.

حيث يقوم برعي الأغنام ومع الأيام والشهور والسنين، يقوم ببناء غرف من طين لتتسع للعائلة ولمخازن الأعلاف، وهذا ما لم يرق للاحتلال ولا يدعه في حاله لاحقا.



بعد زيارة الرئيس المصري أنور السادات للكنيست وتوقيعه على كامب ديفيد قام الاحتلال مباشرة ببناء مستوطنة أريئيل والتي بدأت بسرقة ونهب أراضي محافظة سلفيت، وبناء المنطقة الصناعية المسماة "بركان". عزبة أبو حسن وقعت في الأراضي المصادرة حيث تم تجريف وفتح الطرق حولها وتمهيد عشرات الدونمات بجانب أرضه لبناء أحد المصانع التي تبث غازاتها السامة في الهواء ملوثة البيئة الفلسطينية.

لم يسلم أبو حسن من اعتداءات المستوطنين عليه، حيث يأتيه المستوطنون وهو يقوم بتعمير الأراضي ويطلبون منه تركها بحجة أنها مصادرة، في بعض الحالات اعتدى المستوطنون على أحفاده، وفي حالات أخرى يجوبون منطقة العزبة شاهرين سلاحهم باتجاه العزبة، وأحيانا كثيرة كانت تجري صدامات مع المستوطنين، وفي إحدى الحالات منعت جموع المزارعين المستوطنين من شق طرق زراعية في حقول الزيتون في منطقة عين العصافير قرب وحول العزبة.

أما قوات الجيش فلم تدع أبو حسن في حاله، فقامت عدة مرات باعتقال أولاده وتخريب وتدمير محتويات العزبة، وفي 7\8\2005قامت بتجريف جزء من العزبة وبعد ساعة قامت بقتل وبدم بارد أبنه محمد "أبو عرين" المطارد بحجة أنه يعد لعملية كبيرة داخل دولة الاحتلال، كما قاموا بتجريف مزروعاته وإتلاف مخزن الأعلاف والشعير والقمح وتخريب العزبة، ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بتسيير دوريات من الجيش بشكل متكرر واستفزازي حول العزبة في عقلية إجرامية.

أبو حسن يقوم بشراء المياه بالدين حيث أن مياه الأمطار التي قام بتجميعها خلال فصل الشتاء قد انتهت منذ فترة طويلة، وليواصل سقي أغنامه ويواصل شراء الأعلاف، ويقوم بمساعدة واستقبال كل المواطنين دون تفرقة في صمود قل نظيره، وكانت تستقبل العزبة المطاردين دون تفرقة، ومع ذلك لم تقم لا مؤسسة أو جمعية بدعمه والوقوف إلى جانبه في محنته المتواصلة مع قوات الاحتلال، حيث يشكل وجوده في منطقة الشعب شوكة في حلق الاحتلال ومصانع بركان، فهو كالجندي المجهول والشهيد مع وقف التنفيذ في صموده الرائع أمام اعتى قوة إجرام وإرهاب منذ فجر التاريخ.


وخلص تقرير مكتب السهل للصحافة والإعلام بعد زيارة قام بها ممثله الى العزبة بنتيجة مفادها،أن عزبة أبو حسن تمثل المأساة الفلسطينية التراجيدية بكل معنى الكلمة، فالعزبة سرقت من أبو حسن ابنه محمد، وبقي صامدا، وسرقت منه صحته حيث غازات مصانع بركان الاحتلالية، وبقي صامدا، ومع كل ذلك لا يستسلم أبو حسن كحال شعب فلسطين يبقى صامدا مقاوما منتظرا فرج الله.

التعليقات