تقرير يتناول جوانب من معاناة الأسيرات الفلسطينيات..

-

تقرير يتناول جوانب من معاناة الأسيرات الفلسطينيات..
وجهت جمعية نفحة للدفاع عن حقوق الأسرى والإنسان نداءا لقيادة الشعب الفلسطيني رئاسة وحكومة وكافة القوى والفصائل لتفعيل قضية الأسرى بشكل عام والأسيرات بشكل خاص وتنظيم أوسع حملة شعبية لمؤازرة الأسيرات والأسرى في ظل تصعيد الهجمة الشرسة التي تشنها إدارة السجون مؤخرا مستهدفة سحب إنجازات الأسرى وتضييق الخناق عليهم وحرمانهم من ابسط حقوقهم.

هذه الممارسات التعسفية بسبب رفضهن للاحتلال ومطالبتهن بحرية واستقلال أرضهن وشعبهن والتمسك بالقيم والمباديء الأساسية التي كفلتها كافة الأعراف والقوانين والتي تتنكر لها إسرائيل جملة وتفصيلا., فالاسيرات يواجهن بتحدي وشموخ غطرسة السجانين وماسي السجن ويتحملن كل أنواع العذاب رافضات الخنوع والاستسلام والتراجع عن الأهداف والثوابت الفلسطينية لذلك فإنهن يتعرضن يوميا لأقسى العقوبات فمن الأحكام التعسفية القاسية إلى العزل والمداهمات والتنكيل والأشد مرارة عقاب الأسيرات بحرمانهن من العلاج رغم تدهور الحالة الصحية لعدد كبير منهن والناجمة أصلا عن ظروف التحقيق وواقع السجون والاعتقال المأساوي, فالأسيرات في أقسام تحت الأرض كل لحظة فيها تسبب مأساة وتورث كل أسيرة أشكال مختلفة من المرض والألم والمرارة إضافة لحرماننا من زيارات الأهل ومعانقة الأبناء والاتصال والتواصل مع أسرنا.

الأسـيرات في أرقـام

هذا ويقترب منا يوم الأسير الفلسطيني مع إصرار إسرائيل على التنكيل بالمراة الفلسطينية واستهدافها بإجراءاته القمعية ضاربة عرض الحائط كافة الأعراف والقوانين فخلف قضبان السجون تقبع 128 أسيرة حيث يعشن ظروف صعبة في السجون الإسرائيلية حيث يشمل هذا العدد على62 أسيرة منهن محكومة و63 موقوفة وثلاثة أسيرات محكومات إداريا وبينهن.95 عزباء و21 متزوجة و4 أرامل وواحدة مخطوبة وسبعة مطلقات ويقبع في سجن الرملة 70 أسيرة وفي سجن تلموند 58 أسيرة وحسب توزيع الأسيرات على المحافظات الفلسطينية: القدس 10 أسيرات والخليل 19 أسيرة وبيت لحم 9 أسيرات ونابلس 33 أسيرة والناصرة أسيرتان وجنين 24 أسيرة رام الله 8 أسيرات وسخنين أسيرة واحدة وطولكرم 12 أسيرة ومن قطاع غزة ثلاثة أسيرات وقلقيلية 4 أسيرات".

ويوجد من بين الأسيرات 12 طفلة لم يبلغن سن 18 عاما، توجد 7 منهن في سجن الرملة، و5 في سجن تلموند. 11 منهن موقوفات بانتظار المحاكمة، وأسيرة واحدة محكومة
جنبا الى جنب مع الرجل

جسدت المرأة الفلسطينية الشعار القائل بان (المرأة نصف المجتمع) عمليا على الأرض فقد كافحت وصبرت وصمدت في وجه السجن وقساوة السجان ، وشكلت الحركة النسوية الأسيرة تجربة مميزة وان تشابكت في تجربتها مع مجمل التجربة الجماعية للأسرى ، لكنها أكثر ألماً ومعاناة ، فهي الأم التي أنجبت أطفالها داخل السجن ، وهي الأم التي حرمت من أبنائها ، وهي الطالبة التي حرمت من مواصلة حقها في التعليم ، وهي المرأة التي تعاني المرض في ظل الإهمال الصحي المتبع في سياسة إدارة السجون ، وهي المرأة التي صبرت سنوات طويلة خلف القضبان وهي .. إلخ. .

أسيرات في العزل

وفي محاولة منها لعزل الأسيرات تقوم إدارة السجن بتأخير دخول الصحف، ويوجد لدى بعضهن جهاز تلفاز، ولا تساعدهن الكتب الثلاثون الموجودة في المكتبة على إنماء ثقافتهن أو زيارة معلوماتهن، حيث تضع إدارة السجن العديد من العراقيل أمام إدخال الكتب للأسيرات اللواتي يقضين معظم وقتهن بالغرف، ولا توفر الإدارة مكان خاصا لأداء الشعائر الدينية، وتمنع أداء الصلاة الجماعية.
حيث أن هناك خمس أسيرات وهن الأسيرة سعاد نزال من سكان قلقيلية والأسيرة سعاد أبو حمد من سكان الناصرة والأسيرة هالة جبر من سكان جنين

انتهاكات...ولا مجيب

ويشار الى أن إدارة المعتقلات تنتهك كافة الحقوق الإنسانية للأسيرات، ومن الممارسات رش الأسيرات أكثر من مرة بالغاز المدمع وتعرضهن للضرب، وفرض العزل الذي قد يصل لشهر على العديد منهن، ومنعهن من الفورة اليومية، بالإضافة للعقوبات الفردية مثل حرمان من زيارات الأهل، وفرض غرامات مالية عليهن قد تصل إلى 400 شيكل تقتطعها الإدارة من حساب الكانتين الخاص بكل أسيرة. بالإضافة إلى التفتيشات المستمرة من قبل الإدارة لغرفهن والتي تأخذ طابعا تخريبيا لحاجياته الشخصية، ناهيك لفرض التفتيش العاري والمذل عليهن..

ويحتوي معتقل هشارون- تلموند على غرف كبيرة وأخرى صغيرة تنام فيها أسيرتان على أسرة، بينما تنام ثالثتهن على الأرض. وتفتقر غرف الأسيرات في تلموند للضوء الطبيعي والتهوية الجيدة نظرا لتغطية إدارة السجن النافذة الوحيدة في الغرف بلوح حديدي يمنع دخول الضوء الطبيعي للغرف، وما يزيد الأمر سوءا وجود الحمام داخل الغرفة فلا يفصله سوى ستار قماشي عن الغرفة، مما يسبب انبعاث روائح كريهة بشكل دائم دخل ة.

وفي تلموند مدة الفورة التي تسمح بها الإدارة هي ثلاث ساعات يوميا، وان كان هذا يبقى قابلا للمصادرة أو المساومة عليه من قبل الإدارة كجزء من الإجراءات العقابية ضدهن..

وعن ظروف الطعام الذي يقدم للأسيرات تقول عليان أن ما يقدم للأسيرات وجبات تكرر بشكل دائم، وتشتمل وجبة الطعام الأكثر تكرار وشهرة على معكرونه، أرز، شوربة، باذنجان غير مقلي جيدا.

وتضيف عليان أن الوجبات لا تراعي فيها الإدارة أو الطبيب الموجود في السجن الوضع الصحي للأسيرات وخاصة المريضات منهن حيث قامت إدارة السجن قامت بتقليص حصص الأسيرات من الفاكهة والخضار منذ إضراب الأسرى في شهر آب -2004، ما يدفع الأسيرات للاعتماد على الكانتين بشكل رئيس.

هذا الوضع يضيف على الأسيرات عبئا إضافيا حيث تبلغ التكلفة الشهرية لكل أسيرة حوالي 300- 400 شاقل شهريا حتى توفر بعض احتياجاتها الأساسية، فلا تقدم إدارة السجن للأسيرات أية مواد أو مستلزمات تنظيف، ولا تزودهن بالمناشف ولا تعطيهن أي أدوات، أو صابون للاستحمام "شامبو"، حيث يقمن بشراء مواد تنظيف الغرف على حسابهن الخاص، وهناك غسالتان بالقسم ونشافة، ويتم إصلاح الملابس التالفة بشكل يدوي نظرا لعدم وجود مخيطة في السجن، وهناك نقص في الملابس والأحذية، ولم تسمح إدارة السجن بإدخال الملابس منذ حوالي 5 شهور.

الأسيرات في عيد الأم

وفي قصة تروي لنا الأسيرة الإدارية عطاف عليان لحظات فصل إبنتها عائشة عنها والحالة التي عاشتها بعد أن فارقتها طفلتها ، وبالرغم من ذلك فأنها لا زالت تنتظر قرار المحكمة حول إعتقالها الإداري الذي تم تجديده للمرة الرابعة ، فيما تطرقت الأسيرة سمر صبيح إلى فراق عائشة قائلة أن طفلها براء الذي كان يوميا يلعب ويلهو مع عائشة إفتقدها هو الآخر رغم أنها وقبل مغادرتها السجن تركت له ملابسها وألعابها ، وفي الجهة المقابلة إستذكرت الأسيرة الإدارية نوره جابر أطفالها الستة الذين تركتهم هي وزوجها الأسير سامي الهشلمون ، معتبرة أن الاعتقال الإداري وإبتعاد الزوج والزوجة عن أطفالهما أمر لا يمكن تحمله .


ومن جهته فقد توجه المدير العام لجمعية نفحة للدفاع عن حقوق الأرض والإنسان لكل نساء العالم ولكل من تبقى له ضمير ليتوقف أمام معانات أسيراتنا والجحيم الذي تفرضه إسرائيل على المراة الفلسطينية بسجونها وحصارها وعدوانها وحربها التجويعية لكسر إرادتها التي لن تكسر والنيل من عزيمتها التي تزداد قوة رغم الجحيم الذي تعيشه ليل نهار وصرختها من خلف القضبان وتطلق صرختها مدوية لمساعدتنا في كسر هذه القيود وإغلاق هذه السجون والانتصار لمطالبنا ومطالب وأهداف شعبنا في الحرية والاستقلال وناشد بشارات الفصائل التي تختطف الجندي الإسرائيلي برفض المعايير والاشتراطات الإسرائيلية والإصرار على إغلاق ملف الأسيرات والأسرى وتبييض السجون حتى تحقق عملية الاختطاف أهدافها.




التعليقات