عمر برغوثي لفصل المقال: نجاح حركة المقاطعة يؤشر لمرحلة جديدة لحصار اسرائيل دوليا

عمر البرغوثي أحد مؤسسي"حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها BDS"، تحدث لـ "فصل المقال" عن جدوى المقاطعة وأهميتها كعنصر استراتيجي في النضال الوطني الفلسطيني وقال: بناء على العديد من المعطيات، فإن حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS)، التي أطلقها أوسع تحالف في المجتمع الفلسطيني في الوطن والشتات في 2005، قد حققت قفزة نوعية خلال العامين الماضيين في المجال الأكاديمي والثقافي والاقتصادي. ففي ذروة قوتها الاقتصادية والعسكرية، بالذات النووية، ورغم فرض هيمنتها على دوائر القرار الأمريكي، تشعر إسرائيل بالتهديد على نحو غير معهود من هذه الحركة، رغم، أو ربما بسبب، كونها حركة مقاومة شعبية ومدنية، محلية وعربية وعالمية، تستند على القانون الدولي وتستمد مبادئها من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

عمر برغوثي لفصل المقال: نجاح حركة المقاطعة يؤشر لمرحلة جديدة لحصار اسرائيل دوليا

عمر برغوثي

عقدت الحكومة الإسرائيلية يوم الأول من أمس الأربعاء جلسة خاصة لبحث  التهديدات بمقاطعة إسرائيل واستراتيجية مواجهتها، وأشارت صحيفة "هآرتس" إلى أن المقاطعة باتت تقض مضاجع حكومة نتنياهو، لا سيما وأن التقديرات تشير إلى فشل مسار التسوية الأمر الذي يترتب عليه تنامي المقاطعة واتساعها.

عقدت الجلسة بحضور عدد من الوزراء إلى جانب مسؤولي الأجهزة الأمنية، وذلك  في ظل تصاعد  التهديدات بمقاطعة إسرائيل أوروبيًا في حال فشل التسوية، وقيام مؤسسات غربية بخطوات عملية لمقاطعة المستوطنات. 

  وتنقل الصحيفة عن مسؤول  في مكتب رئيس الحكومة إن قرار نتنياهو بعقد هذه الجلسة جاء في أعقاب قرار المقاطعة الذي اتخذه  أكبر صندوق تقاعد في هولندا من خلال سحب استثماراته من البنوك الإسرائيلية بسبب ضلوعها في تمويل نشاطات استيطانية،  وسبقه قيام  شركة المياه الهولندية بإلغاء عقد مع شركة "مكوروت" الإسرائيلية.

ويلاحظ المسؤول، ميولا في الدول الأوربية لفرض عقوبات على المستوطنات، إلى جانب عقوبات تفرضها الشركات الخاصة ضد مؤسسات وشركات إسرائيلية ضالعة بالنشاطات الاستيطانية، ويتهم  المسؤول الدول الأوروبية بتشجيع هذا التوجه في أوساط الشركات الخاصة.
وبموازاة ذلك تبذل إسرائيل جهودًا للضغط على الحكومات الصديقة لإقرار قوانين ضد مقاطعة إسرائيل، وذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن  134 عضوًاً في الكونغرس الأمريكي وقعوا على رسالة فرض  قانون ضد المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل، بناء على مبادرة النائب الجمهوري بيتر روسكام،  استجابة لطلب من السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن مايكل أورن. وكان أورن قد نشر مقالة في صحيفة "بولتيكو" دعا فيها إلى إغلاق الطريق بكل السبل أمام أية مبادرة لمقاطعة إسرائيل.

حملة المقاطعة حققت قفزة نوعية خلال العامين الماضيين

عمر البرغوثي أحد مؤسسي"حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها BDS"، تحدث لـ "فصل المقال" عن جدوى المقاطعة وأهميتها كعنصر استراتيجي في النضال الوطني الفلسطيني وقال: بناء على العديد من المعطيات، فإن حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS)، التي أطلقها أوسع تحالف في المجتمع الفلسطيني في الوطن والشتات في 2005، قد حققت قفزة نوعية خلال العامين الماضيين في المجال الأكاديمي والثقافي والاقتصادي. ففي ذروة قوتها الاقتصادية والعسكرية، بالذات النووية، ورغم فرض هيمنتها على دوائر القرار الأمريكي، تشعر إسرائيل بالتهديد على نحو غير معهود من هذه الحركة، رغم، أو ربما بسبب، كونها حركة مقاومة شعبية ومدنية، محلية وعربية وعالمية، تستند على القانون الدولي وتستمد مبادئها من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

وأضاف البرغوثي "تهدف حركة المقاطعة إلى ممارسة الشعب الفلسطيني لحقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير من خلال وكحد أدنى، إنهاء الإحتلال الإسرائيلي القائم منذ 1967، إنهاء نظام الأبارتهايد في أراضي 48، وتمكين اللاجئين من العودة إلى الديار التي هجروا منها منذ نكبة 1948. 

في حزيران 2013، قررت الحكومة الإسرائيلية بشكل رسمي أن حركة المقاطعة BDS باتت تشكل "تهديداً استراتيجياً" لنظام الاضطهاد الإسرائيلي لشعبنا، والذي يجمع بين الإحتلال والاستعمار الاستيطاني والفصل العنصري (الأبارتهايد) . في ضوء ذلك، قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي نقل مسؤولية محاربة حركة المقاطعة إلى وزارة الشؤون الاستراتيجية ، بعد أن فشلت وزارة الخارجية، التي تولت هذه المهمة منذ 2005، في منع أو حتى إبطاء النمو المثير لحركة المقاطعة حول العالم. 

وتابع البرغوثي" قبل أيام، أعلنت الحكومة الألمانية أنها ستستثني من اتفاقيات التعاون العلمي والتقني مع إسرائيل جميع الشركات والمؤسسات الإسرائيلية المتواجدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، "بما فيها القدس الشرقية". وفي بداية هذا العام، أعلن ثاني أكبر صندوق تقاعد هولندي، وتقدر استثماراته العالمية بـ 200 مليار دولار، سحب جميع استثماراته من البنوك الإسرائيلية التي تعمل في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، مما شكل ضربة معنوية ونفسية هائلة لأحد أهم أعمدة الاقتصاد الإسرائيلي.

كما أشار إلى أنه خلال 2013، قررت أربع جمعيات أكاديمية في الولايات المتحدة دعم المقاطعة الأكاديمية الشاملة لإسرائيل، وكذلك فعل اتحاد المعلمين في إيرلندة واتحاد الطلبة الناطقين بالفرنسية في بلجيكا، ويضم 100 ألف عضو. كما قاطع ستيفن هوكينغ وهو أعظم عالم معاصر، مؤتمراً إسرائيلياً رئيسياً. كما أقر الإتحاد الأوروبي معايير تمنع تمويل أي مشروع إسرائيلي في الأراضي المحتلة. وقفز عدد الفنانين والفرق الموسيقية العالمية الذي بات يحجم عن إقامة عروض في دولة الاحتلال والأبارتهايد.

وخلص القول إن تتالي نجاحات حركة المقاطعة منذ انطلاقها قبل ثمان سنوات يؤشر لمرحلة جديدة، قد تواجه إسرائيل فيها عزلة دولية غير مسبوقة تُذكّر بعزلة نظام الأبارتهايد في جنوب أفريقيا في نهايات القرن الفائت. لذلك، لا بد أن تشكل حركة المقاطعة عنصراً رئيسياً من عناصر استراتيجية النضال الفلسطيني من أجل حقوقنا الشاملة" أقوال البرغوثي.
 

التعليقات