إضراب الأسرى وقف متفرجا: شاشات رام الله تنصبها الاحتفالات وتفكفكها المعاناة

مقابل حضور هزيل في وقفات تضامن مع إضراب الأسرى: احتفالات عارمة وشاشات عملاقة في وسط رام الله احتفالا بفوز منتخب فلسطين ببطولة كأس التحدي وتأهلها لنهائيات آسيا * محلل سياسي: ظاهرة تستحق الدراسة..

إضراب الأسرى وقف متفرجا: شاشات رام الله تنصبها الاحتفالات وتفكفكها المعاناة

رام الله تحتفل، أمس (أ ف ب)

وقف إضراب الأسرى الإداريين متفرجا على فرح رام الله بفوز منتخب فلسطين ببطولة كأس التحدي وتأهله لنهائيات آسيا المقررة في أستراليا من 9 إلى 31 كانون الثاني (يناير) المقبل.

ففي الوقت الذي أبدت به مؤسسات شؤون الأسرى امتعاضها من قلة المشاركة في اعتصامات ومسيرات التأييد لمطالب الأسرى الإداريين المضربين عن الطعام، احتفل مئات الفلسطينيين في رام الله بتأهل منتخب فلسطين إلى نهائيات كأس آسيا 2015 لكرة القدم.

رام الله التي خرج شبابها لمتابعة مبارة المنتخب الفلسطيني عبر شاشة عملاقة نصبت وسط مدينة رام الله في ساحة الشهيد ياسر عرفات، ولوحوا بالأعلام الفلسطينية فرحا،هي نفسها رام الله التي وقف ممثلو مؤسساتها السياسية والاجتماعية خلال الأسبوع الماضي على دوار المنارة بأعداد خجولة يوجهون انتقادهم لمن وصفوهم بــ"المتفرجين على إضراب الأسرى".

وهتف المئات الذين تابعوا المباراة، فيما انطلقت المركبات وهي تطلق أبواقها تعلوها الأعلام أيضا تتمايل بأيدي الشباب، ونصبت شاشات في بعض القرى خارج مدينة رام الله، حيث شوهد الرجال والنساء يتابعون المباراة من خلال شاشة عملاقة أيضا، في الوقت الذي شهد فيه دوار المنارة تواجدا خجولا، قبل وقت قصير من تشغيل شاشات البث، في مسيرة تضامنية مع الأسرى أعقبت صلاة الجمعة.

ليست هذه المرة الأولى التي ينصب بها الفلسطينيون شاشات عملاقة في رام الله، فقد شهدت مشاركة المطرب الفلسطيني محمد عساف في مسابقة "عرب آيدول" أمسيات في شوارع المدينة بمشاركة الآلاف من الفلسطينيين مع كل حلقة في التصفيات النهائية.

المحلل السياسي والمحاضر في قسم العلوم السياسية في جامعة القدس، الدكتور أحمد فارس عودة، وصف الحدث الرياضي بالصدمة السياسية، وأنه ليس له علاقة بالرياضة.

وقال في تعقيبه على ما جرى في رام الله من احتفالات: "نحن نحب ونشجع فرقنا الرياضية باعتبار الرياضة أيضًا رسالة سياسية للعالم، تؤكد على وجودنا، وإذا ما أتيحت لنا الفرصة سنوظفها بالشكل الصحيح".

ولكنه أضاف أن الحدث الآن الذي يسيطر على الساحة الفلسطينية، ويجب أن يكون الأول وليس على الشاشات، وبشكل تفاعلي، هو دعم الأسرى والحركة الأسيرة، فهذه هي المرة الأولى التي يتجاوز بها إضراب الأسرى عن الطعام الشهر في ظل تفاعل شعبي ورسمي وصل لمرحلة العدم.

وقال عودة في حديثه لموقع عــ48ـرب إن هذه الظاهرة تستحق الدراسة، والإجابة على سؤال "لماذا وصلنا إلى هذا الحد المتردي من التفاعل الشعبي؟".

وأعرب عن اعتقاده بأن هذه الظاهرة ليست وليدة صدفة، إنما هي نتيجة تراكمات اجتماعية سياسية بدأت منذ اتفاقيات أوسلو، سواءً على صعيد اهتمام قطاع الشباب أو على صعيد برامج القيادة ومنظمة التحرير الفلسطينية التي بمجموعها تصب باتجاه أن المواطن يجب عليه أن يتكيف بطريقة أو بأخرى مع واقع هذا الخطاب دون البحث عن إستراتيجية عمل وأدوات تنفيذية تتلاءم مع الحالة النضالية التي تعيشها الحركة الأسيرة من جهة، والشعب الفلسطيني من جهة أخرى.

وأضاف: من أبجديات المقاومة الشعبية أن تكون هناك حالة تواصل ما بين القيادة والجماهير والحدث السياسي بحيث تستجيب القواعد الشعبية بشكل فوري من خلال برنامج عمل موحد لكافة الفعاليات والفصائل والأطر نحو هدف واحد ترفعه الحركة الأسيرة الآن، ويتمثل في إجبار الاحتلال على إلغاء قانون الاعتقال الإداري.

 

وأكد عودة على أن الساحة الفلسطينية لم تشهد فعاليات تعززمطالبة القيادة بإطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى، وتستجيب لمطالب الحركة الأسيرة التي تدخل في مرحلة الخطر، وما من أحد يعرف كيف سيكون الوضع إذا ما سقط شهداء.

وقال إن ضرورات المرحلة تستدعي من القيادة الفلسطينية ومنظمة التحرير التحرك لإعادة التوازن للحالة الفلسطينية من خلال أدوات ومظاهر متعددة نستجيب فيها جميعا لمطالب الحركة الأسيرة.

يذكر أن الأسيرة المحررة عبيرعودة كانت قد كشفت خلال مؤتمر صحافي، في منتصف الأسبوع الماضي، عن أن محافظة رام الله والبيرة الأقل تفاعلا مع إضراب الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

التعليقات