عمال غزة ينتظرون إعادة الإعمار للحصول على فرص عمل

معدلات البطالة في قطاع غزة ستتجاوز الـ 55% نتيجة العدوان الاسرائيلي، وتقول منظمات إغاثية تنشط في القطاع إن 80% من السكان كانوا يعتمدون قبل العدوان الأخير على المساعدات المقدمة لهم من "الأونروا" وجمعيات خيرية

عمال غزة ينتظرون إعادة الإعمار للحصول على فرص عمل

ينتظر إياد غبن من سكان مدينة غزة، بفارغ الصبر البدء بإعادة إعمار ما دمره الاحتلال في قطاع غزة، للحصول على فرصة عمل في مجال البناء الذي تركه لسنوات جرّاء الحصار الإسرائيلي.

يقول غبن (35 عاما): "أنا بدون عمل منذ فرض الحصار قبل ثمانية أعوام، وآمل بالحصول على فرصة عمل في 'الطوبار' حال بدء إعادة إعمار القطاع".

ويعلق الغزيون آمالا كبيرة على تفاهمات القاهرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، برفع الحصار وإعادة فتح المعابر المغلقة منذ سنوات.

وتفرض إسرائيل منذ عام 2006 حصارا مشددا على قطاع غزة، أدى إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والحياتية.

وتشغل إسرائيل معبر كرم أبو سالم، في أقصى جنوب شرق قطاع غزة، لإدخال بعض أنواع السلع والمساعدات الإنسانية، وتغلقه لأيام طويلة بحجج وذرائع مختلفة.

وقال المجلس الفلسطيني للتنمية والأعمار "بكدار" إن "حوالي 8,8 آلاف وحدة سكنية دمرت بشكل كامل، وأصيبت حوالي 7,9 آلاف وحدة بأضرار بالغة، و39 ألف وحدة أخرى بأضرار بين متوسطة وبسيطة، إضافة لتدمير 81 مسجدا بشكل كامل، وتضرر 150 مسجدا آخر والعديد من الكنائس بأضرار بدرجات مختلفة".

كما أشار إلى تضرر 230 مدرسة وعدد من الجامعات و350 منشأة صناعية والعديد من المنشآت الزراعية إضافة للمباني العامة.

وتجري تحضيرات لعقد مؤتمر دولي في شرم الشيخ المصرية، الشهر المقبل، لإعادة إعمار قطاع غزة.

وأوضح غبن وهو أب لخمسة أطفال، أنه يعاني أوضاعا اقتصادية سيئة للغاية جراء انعدام فرص العمل بسبب منع دخول مستلزمات البناء، معربا عن أمله بأن يجد فرصة عمل في حال انطلقت إعادة الإعمار في القطاع.

وكشفت مصادر نقابية، أن 200 ألف عاطل عن العمل في قطاع غزة جرّاء الحصار، يعيلون قرابة 900 ألف فرد.

واضطر غبن إلى بيع القهوة والشاي ومشروبات ساخنة لإعالة أسرته لكنها لا تلبي متطلبات الحياة كما يقول.

وتوقع اقتصاديون تدهور الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة بعد العدوان الاسرائيلي وارتفاع معدلات البطالة.

وقال الخبير الاقتصادي الدكتور ماهر الطبّاع، إن معدلات البطالة في قطاع غزة ستتجاوز الـ 55% نتيجة العدوان الاسرائيلي، وسينضم ما يزيد عن 30 الف شخص إلى مستنقعات البطالة، وأن ترتفع معدلات الفقر لتتجاوز 60% .

وتقول منظمات إغاثية تنشط في القطاع إن 80% من السكان (1.8 مليون نسمة) كانوا يعتمدون قبل العدوان الأخير على المساعدات المقدمة لهم من قبل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" وجمعيات خيرية.

ويعوّل حسن أحمد، العاطل عن العمل منذ سنوات، كثيرا على إعادة إعمار قطاع غزة لأنه سيجد فرصة عمل.

وأضاف أنه "ستوفر إعادة الإعمار فرص عمل في مختلف المجالات لآلاف العمال وأصحاب الحرف الذين فقدوا مصدر رزقهم خلال الحصار".

ولفت أحمد (48 عاما)، إلى أنه يعيل أسرة كبيرة مكونة من ثمانية أفراد إضافة الى والديه، وأنه يعتمد على المساعدات المقدمة من "الأونروا" ومن بعض الجمعيات الخيرية.

وتابع ألأن "كل هذه المساعدات لا تكفي لأنها عبارة عن مواد غذائية ولأن البيت بحاجة إلى متطلبات أخرى ولاسيما ونحن مقبلون على عام دراسي جديد يتطلب مصاريف كبيرة".
 

التعليقات