أهالي سلوان: نخوض حرب وجود في ظل اختلال كبير في موازين القوى

لا زالت قضية تسريب 26 منزلا في بلدة سلوان المقدسية تشغل المقدسيين، رغم ما تتعرض له القدس والمسجد الأقصى المبارك من حملات استفزازية يومية على أيدي عصابات المستوطنين والجماعات الدينية اليهودية وشرطة الاحتلال بإجراءات المنع

 أهالي سلوان: نخوض حرب وجود في ظل اختلال كبير في موازين القوى

لا زالت قضية تسريب 26 منزلا في بلدة سلوان المقدسية تشغل المقدسيين، رغم ما تتعرض له القدس والمسجد الأقصى المبارك من حملات استفزازية يومية على أيدي عصابات المستوطنين والجماعات الدينية اليهودية وشرطة الاحتلال بإجراءات المنع المختلفة التي تمارسها ضد المصلين الفلسطينيين وأبناء المدينة المقدسة. وأكّد أهالي سلوان أنهم يخوضون معركة الوجود في ظل اختلال كبير في موازين القوى،

وأشار عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان، مراد أبو شافع، في حديث لـ "عرب 48" إلى أن الجمعيات الاستيطانية وسلطات الاحتلال تعمل على مدار الساعة على تهويد سلوان بشكل خاص والقدس بشكل عام، ويتعرض أهالي القدس لضغوط كبيرة جدا بهدف طمس الآثار العربية والفلسطينية من المدينة المقدسة وتهويدها. ودعا أبو شافع السلطة الفلسطينية والدول العربية إلى دعم القدس وصمود أهلها في مواجهة وحش التهويد والاستيطان.

وقال أبو شافع إن أهالي القدس وضواحيها يتعرضون لضغوط كبيرة جدا بهدف طمس الآثار العربية والفلسطينية من المدينة المقدسة وتهويدها من خلال السيطرة على البيوت المهجورة او تلك التي تعود ملكيتها لمواطنين خارج البلاد من المهاجرين للخارج أو من خلال استغلال ضعاف النفوس، ومن خلال تغيير أسماء الشوارع والقرى إلى أسماء عبرية.

وأضاف أبو شافع أن عدم وجود مساعدة لأهالي القدس أدى إلى وجود اختلالات ناتجة عن عدم قدرة الناس على العيش من جهة ومن عدم قدرتهم على مواجهة إجراءات الاحتلال فيما يتعلق بترخيص البيوت، أو تلك التي يقوم الاحتلال بهدمها وكل هذا يتم في ظل الإغراءات الكبيرة التي يمارسها الاحتلال اتجاه ضعاف النفوس .

وانتقد أبو شافع عدم ممارسة السلطة الفلسطينية لأي نوع من المحاسبة للذين يسربون الأراضي وعدم مساءلتهم بالتالي عدم وجود أي رادع على الأرض .

وقال إن الدور الحالي لمؤسسات القدس ولجنة الدفاع عن أراضي سلوان يتلخص بتوعية الناس، داعيا في الوقت نفسه السلطة الفلسطينية والعالمين العربي والإسلامي لدعم القدس في ظل الهجمة الخطرة التي تمارسها الجمعيات الاستيطانية اليهودية ضد السكان المقدسيين باتجاه تهويد القدس وضواحيها.

وأكد على آن العمل ينصب حاليا على تشكيل طاقم قانوني لاستعادة ما تم فقدانه من بيوت وممتلكات استولى عليها المستوطنون بذرائع مختلفة ومنها الأخيرة التي جاءت- أما نتيجة تسريب من ضعاف النفوس وأما نتيجة تضليل المواطنين.

وأعرب أبو شافع عن أمله في استرجاع جزء من العقارات المسربة مؤكدا أن أهالي البلدة ومؤسساتها يقومون بعمل شاق ودؤوب.

وأشار في الوقت ذاته إلى استرجاع عقارات كانت قد تسربت للاحتلال في مدخل وادي حلوة ببلدة سلوان حيث تم إيقاف بيع هذه العقارات عن طريق المحامين، واليوم نحاول بواسطة الطاقم القانوني نقض عمليات البيع والاستيلاء على العقارات الجديدة كونها تمت بطرق غير مشروعة.
وأشار أبو شافع إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يستغل كل ثغرة في العائلات الفلسطينية لتمرير أهدافه المتمثلة بالسيطرة على المنازل والعقارات حتى وإن كان الطرف الذي يستغله الاحتلال غير مخول بالتوقيع او البيع أو الشراء لذلك تجد أن باقي أفراد العائلة هم من يتولوا مقاضاة الاحتلال وهم من يدخلون في سجالات قانونية مع الاحتلال.

وقال أبو شافع "إننا على علاقة وطيدة مع محافظة القدس لكن ماذا تنتظر من محافظة يقع مقرها وراء الجدار ولا يعرف عنها الناس..؟"، وتابع: نحن في الوقت الذي نقوم به بتوعية الناس وتوجيههم للمحافظة ولهذا العنوان تعمل الجمعيات الاستيطانية بشكل كبير يشكل عشرات أضعاف ما نقوم به من جهد، وإذا كنا نعمل 3 ساعات يوميا على صعيد التوعية هذه الجمعيات تعمل 48 ساعة لخلق الثغرات، وفي التفكير في كيفية السيطرة على القدس والإحكام عليها بضخ الأموال ،"نحن للأسف ما يصلنا من دعم يأتي بالقطارة، والمساعدات التي تأتي للسلطة لا تمثل شيئا مع الأموال التي تضخها الجمعيات الاستيطانية"، هذا في الوقت الذي ينفق به الخليج العربي الملايين والمليارات لشراء حصان أو "قطة".

وأضاف أبو شافع هذا هو الوضع في القدس وضواحيها ونحن بين المطرقة والسندان ولا يوجد من يحمي المواطن المقدسي والقدس "وأنا أقول هذا الكلام بمرارة"، واليوم إذا أردنا أن نتحدث عن عدد المنازل التي تسربت للاحتلال في سلوان منذ عام 1967 في ظل وجود 60 الف مواطن سلواني اقول أن هذا انتصار لنا.

وأكد أبو شافع أن عدد اليهود في سلوان يتراوح بين 300 إلى 350 يهودي وأن الاحتلال عندما يسيطر على مساحة تسعة أمتار مربعة يدشن في هذه المساحة الصغيرة بؤرة استيطانية ويقيم خمسة منازل عليها.

واعتبر أن وجود 30 إلى 40 بيتا من سنة 67 هذا يعتبر صمودا خارقا في ظل آلة الحرب الإسرائيلية حتى لو ضعفت بعض النفوس المريضة وتنازلت عن بيوتها، "وأنا أقول كان ثلاثة أو أربعة منازل أصبحت 25 بيتا للمستوطنيين لأنهم الذراع الحقيقي للحكومة الإسرائيلية التي تحولها لبؤر استيطانية.

وتطرق إلى تجارة المخدرات كأحد أوجه التدمير التي يمارسها الاحتلال وقال انهم يحاولون تحويل القدس على غرار اللد والرملة.

وكانت القوى الوطنية والإسلامية في بلدة سلوان قررت في وقت سابق تشكيل "لجنة متابعة"، حفاظا على عقارات وأراضي البلدة من التسريب للجمعيات الاستيطانية التي تسعى للاستيلاء عليها بطرق ملتوية ومتعددة، جاء ذلك خلال الاجتماع الذي دعا اليه مركز معلومات وادي حلوة – سلوان، والقوى الوطنية والإسلامية، ورابطة حمائل سلوان، والمؤسسات العاملة بها.

ويبدو أن اللجنة التي أعلن عن نية تشكيلها في سلوان للدفاع عن بيوت البلدة تعاني مخاض الولادة، حيث أشار أبو شافع إلى أنه لا يستطيع الحديث عن اللجنة الوطنية التي انتشر نبأ تشكيلها في مواقع إعلامية عديدة ومختلفة أنها قيد الإنشاء والبناء.

وكانت القوى الوطنية والإسلامية في البلدة أوضحت قبل أيام أن أهداف "لجنة المتابعة" ستكون الاشراف على التحقيق حول تسريب 26 منزل في البلدة للمستوطنين، وتشكيل مركز لإحصاء المنازل والعقارات في البلدة وملكيتها.

وطالبت القوى الوطنية والإسلامية في سلوان من أهالي المتورطين في عمليات بيع المستوطنين بأن يكونوا أعضاءً في "لجنة المتابعة" لمحاسبة أبنائهم من جهة، وتأكيدا بأنهم ليس لهم أي علاقة بما اقترفه ابناؤهم من جهة ثانية.

وأكدت القوى أن العائلة التي لن تحاسب ابناءها المتورطين بالبيع للمستوطنين ستحاسب هي أيضاً، إضافة إلى أن القوى الوطنية والإسلامية بصدد اتخاذ اجراءات ضد المتورطين بعمليات البيع والمتمثلة بإعلان براءة عائلته منه وطرده من البلدة، ومقاطعته وملاحقته وعدم السماح له بالعيش في أي مكان بالقدس أو الضفة الغربية أو الداخل الفلسطيني.

التعليقات