محللون في ذكرى استشهاده: عرفات وضع قاعدة للوحدة والنضال السياسي والمقاوم

"ياسر عرفات حتى استشهاده اغتيالا، كان قادرا على الإمساك بخيوط النظام السياسي الفلسطيني بكافة أطيافه، حتى في الأوقات التي كانت العلاقات بين السلطة وحركة حماس يشوبها التوتر، وكان يتعامل مع معارضة قوية، لكن من غير المقبول أن يبقى الوضع على ح

محللون في ذكرى استشهاده: عرفات وضع قاعدة للوحدة والنضال السياسي والمقاوم

<p class="g_img" ><img src="/data/news/2014/11/11/1147129/20141111183851000_SAPA971204038830.jpg" /><br/> <b></b></p><p class="g_img" ><img src="/data/news/2014/11/11/1147129/20141111183851000_ARP1923650.jpg" /><br/> <b></b></p>

أبدى الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، طلال عوكل، تشاؤمه من المرحلة القادمة على صعيد استمرار المصالحة الفلسطينية، وأمِل ألا تنهار في ظل ما تشهده الساحة الفلسطينية من توتر أعقب إلغاء مهرجان في قطاع غزة لإحياء الذكرى العاشرة لاستشهاد الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات.

وقال عوكل لـ'عرب48' إن ياسر عرفات حتى استشهاده اغتيالا، كان قادرا على الإمساك بخيوط النظام السياسي الفلسطيني بكافة أطيافه، حتى في الأوقات التي كانت العلاقات بين السلطة وحركة حماس يشوبها التوتر، وكان يتعامل مع معارضة قوية، لكن من غير المقبول أن يبقى الوضع على حاله ما بعد عرفات من حيث التوتر والانقسام وغياب الثقة.

وأعرب عوكل عن استيائه من دخول الفلسطينيين في حالة من التوتر الداخلي في ظل الهجمة الإسرائيلية الشرسة على القدس والضفة الغربية وفي ظل مطالبة نتنياهو لفلسطيني 48 بالرحيل إلى الضفة الغربية، مشيرا إلى أن المناخات الداخلية الفلسطينية الحالية ستشهد انهيار المصالحة والعودة إلى مربع الصفر، وهذا ليس بالضرورة سيشهد انهيارا للحكومة الفلسطينية.

وعلى صعيد ما أنجزته القيادة الفلسطينية سياسيا ما بعد رحيل عرفات، قال عوكل: 'سياسيا نحن نتقدم على صعيد المجتمع الدولي فيما يتعلق بالحقوق الفلسطينية. وفيما يتعلق بالمخاطر الناجمة عن الممارسات الاسرائيلية ولكن داخليا، فإن الوطن بأسوأ أحواله بسبب الانقسام والصراعات الداخلية  التي تعيدنا إلى مربع الصفر'.

وأكد عوكل على أن الخيارات الفلسطينية كثيرة لكن كلها لا تصلح طالما بقي الانقسام يسود الساحة الفلسطينية، وما دام العمل والنشاط فصائليا، وهذا لا ينتج انتفاضة إنما ينتج خلافات وصراعات بالتالي سيبقى الوضع الفلسطيني هشا وبلا فاعلية.

من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي جهاد حرب، إن هناك تطورا جديدا لدى القيادة الفلسطينية لحل الصراع على الصعيد الدولي وهذا يعتبر تطورا في الفكر الفلسطيني. لكن القيادة الفلسطينية ما بعد عرفات لم تحافظ على الوسائل الأخرى 'العنيفة' وهذا ما سيفقد الفلسطينيين عنصري المناورة وقوة الدفع المساندة كما سيفقدهم القدرة على الدفاع عن أنفسهم.

وأضاف حرب أن ما شهدناه بعد استشهاد ياسر عرفات كان الأكثر إيلاما في التاريخ الفلسطيني من حيث الاقتتال والانقسام والفرقة، حتى على صعيد اليسار الفلسطيني الذي فشل بضعفه من خلق التوازن بين قطبي الخلاف 'فتح وحماس' مما وضع الشعب الفلسطيني بأكمله في حالة انقسام لينطبق عليهم قول كبار شيوخنا 'كسروا ظهر الشعب'.

وأعرب حرب عن اعتقاده بأن القيادة الحالية التي حشرت نفسها في خيار المفاوضات ستجد نفسها مجبرة على اتخاذ خيارات أخرى، ولو نتيجة لشدة الهجمة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي ضد مدينة القدس وضد الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48.

 وأكد أن القيادة السياسية مجبرة على اتخاذ قرارات ولو جزئيا لتفعيل المجتمع الدولي لممارسة الضغط على إسرائيل، علما بأنها غير قادرة على قيادة الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة وفي ظل  الهجمة الإسرائيلية الشرسة.

في المقابل قال الكاتب نافز الرفاعي أن الرؤيا الإستراتيجية التي اعتمدها أبو مازن وأركان قيادته ما بعد استشهاد ياسر عرفات أثبتت فشلها بعد عشر سنوات من العمل بها وأنها لا تحمل حلولا في ظل عدم جدية إسرائيل للوصول لحل سياسي.

وأضاف الرفاعي أنه بعد استشهاد عرفات واعتماد خيار المفاوضات كخيار وحيد، عملت إسرائيل على تعزيز تقسيم الضفة الغربية والقدس كما تشير كل التداعيات الآن إلى انفجار كبير بعد كل هذه التجربة السياسية.

وأشار الرفاعي إلى أنه لا يمكن أن يبقى الرئيس عباس والسلطة الفلسطينية على خيارهم الوحيد لأن الطرف الآخر يخلق وقائع على الأرض بمخططات خطيرة، وبالتالي على الفلسطينيين أن يخرجوا من بوتقة أوسلو التي لا تصلح لأن تكون خيارا لإنهاء الاحتلال، خاصة وأن عرفات كان يؤمن باستخدام كل الوسائل على عكس أبو مازن الذي وضع كل البيض الفلسطيني في سلة المفاوضات.

من جهتها قالت الكاتبة حنان عواد التي كانت من أشد المقربين للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات إن عرفات وضع قاعدة للوحدة والنضال السياسي والنضال المقاوم ورسخها منذ بداية الثورة الفلسطينية وحتى استشهاده.

وقالت إن غياب عرفات أحدث هزة سياسية وبركانا على صعيد الكثير من القضايا الشائكة، وكان يجب استكمال المسيرة  النضالية بما رسخ من الوعي الوجداني.

وأضافت عواد أن المؤامرة على عرفات كانت كبيرة، ولغاية اليوم لم يتم الإعلان عن القاتل، وأكدت أن أبو مازن منذ استلامه السلطة  قال إنه يريد المقاومة الشعبية كون الفلسطينيين يفتقدون للتكافؤ، وذهب للأمم المتحدة ووضع فلسطين على الخارطة العالمية، إلا أن إسرائيل وضعت قواعد مبرمجة  لتدمير القضية الفلسطينية واستفادت من عامل الزمن في ابتلاع الأراضي وتعزيز الاستيطان والتهويد والاعتقالات وغيرها.

وقالت عواد 'يجب أن نقاوم بكل أشكال المقاومة وإعادة الهيبة للوطن والشعب الفلسطيني، فلا يعقل أن ينتهك دمنا وبيوتنا وأرضنا ومقدساتنا ونكتفي بالقصائد والتصريحات'.

 


التعليقات