القدس في رمضان: شعائر دينية ومعاناة مستمرة

هنا في القدس يصدح الصغير قبل الكبير "القدس فلسطينية"، أينما تحل تلمس ذلك وتعيشها، فأبناء المدينة المقدسة يتقنون ابتكار أفكار خلاقة، تأكيد على فلسطينية المدينة المحتلة.

القدس في رمضان: شعائر دينية ومعاناة مستمرة

مدينة القدس

تشهد أزقة وشوارع وأسواق القدس المحتلة أجواء رائعة خلال شهر رمضان المبارك، ورغم ظروف الاحتلال تعيش المدينة المحتلة أجواء رمضانية مميزة لها خصوصية عند أبناء الشعب العربي الفلسطيني.

الزائر لزهرة المدائن يتمتع بمشاهدتها والتجول فيها وقد تزيّنت أزقتها بالأنوار والمجسمات المضيئة التي تقوم لجنة فلسطينية محلية من السكان بترتيبها كل عام تطوعًا، فيما يموّل تجار فلسطينيون ذلك ردًا على عمليات تهويد المدينة.
مئات آلاف الفلسطينيون من الضفة الغربية والداخل الفلسطيني يتوافدون إلى القدس المحتلة، وبضع مئات من قطاع غزة سمح لهم الاحتلال الإسرائيلي بزيارة القدس.

هنا في القدس يصدح الصغير قبل الكبير 'القدس فلسطينية'، أينما تحل تلمس ذلك وتعيشها، فأبناء المدينة المقدسة يتقنون ابتكار أفكار خلاقة، تأكيد على فلسطينية المدينة المحتلة.

قيود احتلالية

تشهد مدينة القدس حالة من التوتر والغضب الشعبي بسبب القيود التي فرضت طوال شهر رمضان على دخول المسجد الأقصى وحرمان الكثير من الفلسطينيين من إحياء شعائرهم الدينية وخاصة صلوات التراويح والجمعة الأخيرة من الشهر المبارك بالأقصى، إثر فرض قيود الاحتلالية.

وفرضت شرطة الاحتلال الإسرائيلية قيودًا على دخول القدس المحتلة معلنة أنه 'يتوجب على النساء من جيل 16-30 عاما الحصول على تصريح لأداء الصلاة بالحرم القدسي الشريف يوم الجمعة، كما ينطبق هذا الإجراء على الرجال من جيل 30-50 عاما، فيما سيسمح للأطفال المرافقين ما دون سن 12 عاما بالدخول دون تصريح، وللرجال ما فوق سن 50 عاما بالدخول دون تصريح، كما للنساء ما فوق سن 30 عاما بالدخول دون تصريح'.
وأضافت أنه 'بالنسبة للفتيات ما دون سن 16 عاما سيسمح لهن بالدخول دون تصريح، بينما للفتيان والرجال ما بين سن 12-30 عاما فلن يسمح بالدخول إطلاقا'، وقالت أنه 'لن يتم فرض قيود على المصلين من حملة الهوية الزرقاء'.

وأعلنت يوم الجمعة الماضي عن نشر الآلاف من عناصر شرطة وقوات الاحتلال في شرقي القدس ومحيط البلدة القديمة بالقدس وداخلها بادّعاء 'تأمين سير الصلاة' والتهديد بالقول: 'سنواصل العمل الحازم والصارم ضد أي طرف أو جهة ما قد تحاول المس في أي من مناحي وجوانب السلامة العامة وغيرها'.
كما وأعلنت شرطة الاحتلال الإسرائيلي بأنها أغلقت عددا من الطرقات منذ ساعات الصباح لحين انتهاء صلاة الجمعة، ما أعاق حركة الفلسطينيين في المدينة المحتلة.

معاناة دائمة

ويرى الحاج أبو محمد أبو سنينة، من القدس المحتلة، أن الفلسطينيين وبحكم معاناتهم في فلسطين، يتعرضون لشتى أنواع القهر من الاحتلال الإسرائيلي، وقال لـ'عرب 48' إن 'الاحتلال الذي سلب منّا منازلنا وأرضنا وأملاكنا موغل في ممارسة قهرنا،  وليس لنا سوى الله، فنحرص على أداء شتى أشكال العبادة من صلاة وصيام ونوافل، وبطبيعة الحال تزداد هذه العبادات أكثر خلال الشهر الفضيل فيحرص المصلون على أداء الصلاة جماعة، كما يصطحب الآباء أبناءهم أو أبناء جيرانهم وذويهم الشهداء لأداء الصلاة، إلى جانب أداء صلاة التراويح والقيام التي تميز الشهر الكريم. كما نجد نساء القدس كلهن يلبسن الثوب الأبيض الذي نسميه ثياب الصلاة'.

أدعية للخلاص من عذاب الاحتلال

تصح حناجر الفلسطينيون بالدعاء للخلاص من عذابات الاحتلال، وعن ذلك تقول الحاجة أم حسن محمد علي من القدس المحتلة لـ'عرب 48'، إن 'الأجواء الروحانية كما تراها هنا في الأقصى في قمتها، النساء يكثرن من التسبيح والتهليل، ونحن في فلسطين نقترب من الله ونبتغي الخلاص مما نعيشه من عذاب الاحتلال، ولا أزايد في الوصف أو أبالغ عندما نقول أن الفلسطينيين لا يبلغون مساجدهم بسهولة، فيمكن أن يقطع المحتلون الطرق بأي وقت، ويمنعوا الناس من أداء الصلاة'.

وأضافت أنه 'حتى الأدعية في مختلف الصلوات المختلفة وخاصة خلال صلوات التراويح في ليالي رمضان المباركة يطلقها الأئمة في الأقصى وكلها تناجي الله أن يخلصنا من عذاب الاحتلال وقهره وظلمه'.

وسنبقى في القدس

'هي صورة من صور المعركة على هوية القدس، ونحن لن نخضع ولن نحني أمام الاحتلال مهما صار، فالقدس لنا ونحن أصحاب البيت والأرض'، يقول الشاب رؤوف سعيد لـ'عرب 48'، ويؤكد 'رغم ممارسات الاحتلال وتضييقه علينا سنبقى هنا  ولن نرحل، وسنرفع العلم الفلسطيني على مآذن المسجد الأقصى وكنيسة القيامة'.

ومن الجدير ذكره، أن الاحتلال الإسرائيلي يستغل الوافدين بهدف الصلاة في المسجد الأقصى لإنعاش اقتصاد المدينة، إذ أن إصداره التصاريح ليس بنيّة السماح للمصلّين بدخول المسجد الأقصى والصلاة فقط، بل له أهداف سياسية واقتصادية من وراء إصدار التصاريح هذه، السياسية تتمثّل بتفريغ الغضب في الضفة الغربية والقدس على سياسات الاحتلال، والاقتصادية تتمثّل بإنعاش اقتصاد المدينة خاصة وأن البنية التحتية للاقتصاد الفلسطيني غير مهيأة لاستيعاب هذا التوافد.

أنظر في ذات السياق: إسرائيل تعوّل اقتصاديا على حجيج المسلمين إلى القدس

 

 

التعليقات