التجمع يزور سوسيا لدعم صمود السكان ومنع تهجيرهم

قام وفد من حزب التجمع الوطني الديمقراطي، أمس السبت، بزيارة تضامنيّة لأهالي قرية سوسيا الفلسطينية جنوب الخليل المهددة بالهدم والتشريد لسكانها من قِبل سلطات الاحتلال الإسرائيليّ التي تصر على هدم القرية.

 التجمع يزور سوسيا لدعم صمود السكان ومنع تهجيرهم

تأتي هذه الزيارة في سياق الخطوات والتحشيد الشعبي عشية مداولات المحكمة الإسرائيلية في تاريخ 3-8-2015

قام وفد من حزب التجمع الوطني الديمقراطي، أمس السبت، بزيارة تضامنيّة لأهالي قرية سوسيا الفلسطينية جنوب الخليل المهددة بالهدم والتشريد لسكانها من قِبل سلطات الاحتلال الإسرائيليّ التي تصر على هدم القرية.

وتأتي هذه الزيارة في سياق الخطوات والتحشيد الشعبي عشية مداولات المحكمة الإسرائيلية في تاريخ 3-8-2015، التي سيتم خلالها النظر مجددا في استئناف وطعون الأهالي الذين يطالبون بإلغاء قرار الهدم والتشريد.

وضمّ الوفد  النائبين حنين زعبي وجمال زحالقة عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي، وأعضاء المكتب السياسي، رياض محاميد، جمعة الزبارقة، محمد سلايمة، وأعضاء بارزين في الحزب.

والتقى الوفد بشخصيّات فلسطينيّة تعنى بشؤون قرية سوسيّا، ومنهم رئيس مجلي قروي سوسيّا، جهاد النواجعة، وأمين سر حركة فتح في يطّة، كمال مخامرة، والمنسق الإعلامي وعضو لجنة إقليم يطّة محمد الديرواي، بالإضافة إلى أهالي القرية.

وأتت الزيارة للتضامن مع القرية وتعزيز صمود سكانها بالبقاء في ارضهم وتثبيتهم قبالة مخططات الاحتلال، وكذلك التعرف عن كثب على ما يعانيهِ السكان من ظروف قاسية بسبب ممارسات الاحتلال الدائمة بحقهم منذ عشرات السنين، وبشكل خاص القرار الذي أصدرته المحكمة العليا الإسرائيلية مؤخرًا والقاضي بهدمِ القرية التي يبلغ عدد سكانها 450 نسمة، إذ يواجه السكان خطر التهجير والترحيل بعد رفضت المحكمة استئناف وطعون السكان بحقهم بالمكان وملكيتهم للأرض.

زعبي: تمتلكون قوّة في صمودكم حين تنامون في العراء بثبات وقوّة وأمن

وأكدت النائب حنين زعبي أنّ الصراع الأساسي هو على الأرض، وإن اختلفَ بينَ سوسيا والنقب، فالمخطط التهجيري هو ذاته، دون وجود أيّ فرق بين أبناء الشعب الواحد الواقف أمام مشروع كولونيالي في الصراع على الأرض، موجهةً كلامها لأبناء قرية سوسيّا: 'تمتلكون قوّة في صمودكم حين تنامون في العراء بثبات وقوّة وأمن، لأنها أرض فلسطينيّة، بينما مغتصب الأرض ينام داخل أسلاك شائكة، وبوابات مجهزة بالانذارات ومحاط بجيش يحميهِ، ولا زال خائفًا على نفسهِ لأنّه سارق للأرض وليس صاحب الحق'.

وأشارت إلى أنّ الاتحاد الأوروبي ولأوّل مرّة يستعمل في خطابهِ تعبير 'ترانسفير'، فمن المتعارف عليه أنّ العرف الدبلوماسي لأوروبا، يهتم وبشكل كبير في كيفيّة استعمال اللغة السياسيّة أمام إسرائيل، إذ استعملت هذه المرّة لغة لم تعهدها من قبل في خطابها.

وبما يتعلق في قضيّة سوسيّا، وموقف الاتحاد الأوروبي، والأمريكي، قالت زعبي 'ما بين الصمود على الأرض وبين الدعم الدولي هناك حلقة ناقصة، تسمّى المشروع الفلسطيني العام فيما يتعلق بمواجهة المشروع الإسرائيلي الكولونيالي، الذي قرأناه على أنّه سياسة الاقتلاع، عدم الاعتراف بالدولة، والسيطرة على 34% على الأقل من منطقة 'ج' والتي هي قسم من حلم الدولة الفلسطينيّة المجتزءة'.

وعبّرتْ عن خشيتها  عن إمكانية عدم معاقبة إسرائيل التي تتمادى في إخراج أصحاب الحق من أرضهم، لقراءتها لواقع أنها لن تعاقب دوليا ولن تدفع ثمن أفعالها، فما تحتاجه قرية سوسيّا، قالت زعبي 'هو وقفة فلسطينيّة رسميّة في ملاحقة إسرائيل دوليّاً، نحن نحتاج لإعادة النظر بما يتعلق بالأداء الفلسطيني بشكلٍ جديّ'.

زحالقة: قضية سوسيّة هي ذاتها قضيّة القرى غير المعترف بها في النقب

من جهتهِ، أشارَ  النائب جمال زحالقة، إلى أنّ قضية سوسيّا هي ذاتها قضيّة القرى غير المعترف بها في النقب، فمحاولات التهجير هي ذاتها، التي تنمّ عن عقليّة استعماريّة واحدة تسعى لمشروع استيطاني واحد، مشيدًا بأهمية الصمود في النقب فهو يقوّي ويغذّي صمود قرية سوسيّة، والقرى الأخرى المصنفة في منطقة 'ج' التي تواجه مشاكل مشابهة مع الاحتلال الإسرائيلي.

وقال زحالقة  مخاطبا سكان القرية 'صمودكم يمنحنا القوّة لمواجهة محاولات القتلاع أهلِنا في النّقب، فالمشروع واضح جدًا في سياسته 'الكثير من الأرض مع قليل من العرب'، في كلّ مرّة يحاولون مصادرة الأرض بحجّة وزيّ مختلف وواهٍ، فتارةً بزيّ عالم الآثار، وأخرى بحجّة الطبيعة، وأخرى بزعامة جيش الاحتلال، كل هذا للتخلص منّا وبناء الوحدات الاستيطانيّة الجديدة'.

ونوّه زحالقة إلى ضرورة تجنيد حراك شعبي قويّ خلال مداولات المحكمة التي ستعقد في تاريخ 3.8.2015، قائلاً: 'سنبذل قسارى جهدنا يوم هذا الامتحان، لن نسمح لهم بهدمِ القرية، لو اضطررنا للوقوف أمام الجرافات والتخلّي عن دمائِنا، فالفلسطيني لن يرحل بتاتا عن أرضهِ ووطنهِ، فإما أن نعيش على أرضِنا كرماء، أو تحت الترابِ شهداء، أمّا أن نرحل فمستحيل'.

وشدد على أهميّة الضغط الدولي وتجنيده للتأثير على الحكومة الإسرائيليّة التي إذا تعرّضت لضغوطات خارجيّة  فأنها قد تتراجع، لأنّ نتنياهو ضعيف أمام ردّ الفعل الغربيّ، وهو ما حصل في تجربة سلوان، التي مارست بها مؤسسات دوليّة من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكيّة، ضغطها على الحكومة الإسرائيليّة، ونجحت في ذلك.

ويرى زحالقة أنّ التضامن لغاية الآن مع قضية سوسيّا، لم يفلح في جلب النتيجة المرجوّة، مشددًا على أنّ الوقت الحالي يجب استغلاله في الضغط الشعبي السلمي من المدن الفلسطينيّة المجاورة.

النواجعة: الزيارة التضامنية دفعة لأهالي القرية وتعزيز لصمودهم

بدوره، رحب رئيس مجلي قروي سوسيّا، جهاد النواجعة بالوفد وأشاد بالزيارة التضامنية  التي وصف بأنها دفعة لأهالي القرية، شارحًا ممارسات الاحتلال بحقهم في سرقة أرضهم، وتراثهم، ووضع المواد الأثريّة المسلوبة منهم، في متحف على أنها من التراث الإسرائيلي.

وتطرق في حديثهِ إلى حرمان الأهالي من العيش الكريم الذي يضمن للإنسان أدنى شروط العيش بكرامة، فالسلطات الاسرائيليّة، يقول النواجعة 'تمنع مدّ الماء والكهرباء، رغم تواجدها بالقرب من القرية'، مضيفًا أنّ القرية تعيش بمستوى حياة بدائيّة في تخزين مياه الآبار الجوفيّة، وتربية المواشي، التي يعتاش منها سكان القرية ضمن نمط حياة في الخيام والصخور.

التعليقات