فلسطينيون يطالبون بفتح معبر رفح: "بيكفي ذل"!

تظاهر مئات الطلبة والمرضى الفلسطينيين، أمام معبر رفح البري الواصل بين قطاع غزة ومصر مطالبين بتمديد فتحه. وتجمع المئات من أصحاب الحالات الإنسانية، الغاضبين، اليوم السبت، أمام بوابة معبر رفح من الجانب الفلسطيني، وسط مطالبات وصيحات مطالب

فلسطينيون يطالبون بفتح معبر رفح:

تظاهر مئات الطلبة والمرضى الفلسطينيين، أمام معبر رفح البري الواصل بين قطاع غزة ومصر مطالبين بتمديد فتحه.
وتجمع المئات من أصحاب "الحالات الإنسانية"، "الغاضبين"، اليوم السبت، أمام بوابة معبر رفح من الجانب الفلسطيني، وسط مطالبات وصيحات مطالبة بفتح المعبر بشكل دائم ومستمر".

واضطر العشرات من أصحاب الحالات الإنسانية، إلى مبيت ليلتهم (الباردة) في الصالة الخارجية لمعبر رفح البري على أمل أن يتم السماح لهم بالسفر من قِبل الجانب المصري.

أدهم الشاعر، (22 عاما)، واحد من بين مئات الطلبة، يرفض مغادرة المعبر، على أمل تمديد فتحه. ويقول الشاعر الذي يحمل الجنسية المصرية، إنه جاء لزيارة والدته المريضة قبل نحو 5 شهور، ولم يتمكن من السفر.

وتابع بغضب: "أناشد كل القلوب الرحيمة، بالضغط على السلطات المصرية من أجل تمديد فتح معبر رفح".

أما الشاب يوسف أبو حميد، فهو واحد من بين عشرات لم تكتمل فرحته باجتياز البوابة الفلسطينية والدخول إلى الجانب المصري، إذ تم إرجاعه برفقة نحو 300 آخرين. ويقول بغضب: "إيش ذنبنا، تبهدلنا، يجي المسؤولون ويتفرجوا على مأساتنا، (...) بيكفي ذل".

وفتحت السلطات المصرية، أمس الأول الخميس، المعبر "استثنائيا" لمدة يومين في كلا الاتجاهين، لسفر الحالات الإنسانية في القطاع، وعودة العالقين في الجانب المصري، بعد إغلاق دام أكثر من 100 يوم، إلاّ أن السلطات المصرية، أعادت صباح اليوم السبت، نحو 300 مسافر إلى قطاع غزة، لم يتمكنوا من السفر أمس الجمعة، وفقاً لمصدر في هيئة المعابر والحدود(تابعة لحركة حماس).

عمرو أبو شاب، مواطن مصري، قدم لزيارة أقارب له في غزة، ولم يتمكن من السفر طالب بفتح المعبر لعدة أيام لتمكين الآلاف من الحالات الإنسانية من السفر. وقال: "والله ما لنا مكان، بدنا نرجع لبيتنا وأهلنا".

ميرفت فرحات، الطالبة في كلية عين شمس، تنتظر هي الأخرى، على أمل أن يتم فتح المعبر وتمديده ولو ليوم واحد كي تتمكن من الالتحاق بكليتها. وتقول بصوت حزين:" نريد أن نسافر، أن نتنقل بكرامة".

وأغلقت السلطات المصرية، اليوم السبت، معبر رفح بعد فتحه ليومين متتالين، وبحسب وزارة الداخلية في غزة، فقد شهدت آلية عمل المعبر "حركة بطيئة للغاية". 

وقالت الوزارة في بيان:" إن الأوضاع في المعبر مأساوية وصعبة". ونفت أن يكون هناك أي تمديد لفتح معبر رفح (حتى اللحظة) كما نقلت وسائل إعلام محلية.

وبحسب الوزارة فقد شهد المعبر يومي فتحه سفر 1526 فلسطينيًا، فيما بقيت نحو 23 ألف حالة إنسانية بحاجة ماسة للسفر.

وكان المتحدث باسم حركة فتح أسامة القواسمي، طالب حركة حماس في قطاع غزة، بتسليم معبر رفح البري لحكومة الوفاق الفلسطينية، محمّلاً إياها "المسؤولية الكاملة عن معاناة الفلسطينيين في القطاع".

بدورها قالت حركة "حماس"، في بيان اليوم، إن السلطات المصرية، أبلغتها أن "انتظام فتح معبر رفح، مرهون بالأوضاع الأمنية في شبه جزيرة سيناء"، شمال شرقي مصر.

وقال سامي أبو زهري، المتحدث باسم الحركة، "نأمل من الأشقاء المصريين اتخاذ قرار بتمديد العمل في معبر رفح، لتمكين بقية الفلسطينيين المحتاجين للسفر الضروري من العبور".

من جانبه، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، موسى أبو مرزوق، في تصريح نقله اليوم الموقع الرسمي لحركة حماس، إن "حركته عرضت على السلطة تسلم معبر رفح، وأن يكون تحت إشرافها لكنها رفضت".

وأضاف أبو مرزوق "عرضنا أن يعود من كان يعمل في المعبر سابقًا مع إخوانهم القائمين على العمل الآن (التابعين لحركة حماس)، وتحت إشرافكم، ولكنكم رفضتم ذلك أيضًا" (في إشارة للسلطة الفلسطينية).

واستنكر أبو مرزوق الدعوات المطالبة بتسليم المعبر مشيراً، أن "من يديره فلسطينيون، وليسوا قوة احتلال" وفق تعبيره.

ويربط معبر رفح البري، قطاع غزة بمصر، وهو معبر مخصص للأفراد فقط، والمنفذ الوحيد لسكان القطاع (1.9 مليون فلسطيني) على الخارج، وتغلقه السلطات المصرية بشكل شبه كامل، منذ تموز/يوليو 2013، وتفتحه لسفر الحالات الإنسانية.

وتقول وزارة الداخلية الفلسطينية، في قطاع غزة، إنّ السلطات المصرية أغلقت معبر رفح البري 317 يوماً منذ بداية العام الجاري، في أسوأ إحصائية شهدها عمل المعبر منذ عام 2009.

وكان عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، مسؤول ملف المصالحة الفلسطينية، قال في تصريحات سابقة، إن "هناك مساع ستبذل قريبًا مع الجانب المصري، لتنفيذ تفاهمات تتعلق بفتح معبر رفح".

اقرأ أيضًا| حماس تدعو مصر إلى تمديد عمل معبر رفح

وقال الأحمد إن "الحالة الطبيعية للوضع في قطاع غزة، هي أن ينتهي الانقسام، وتعود السلطة الشرعية (في إشارة للسلطة الفلسطينية) لتولي الإشراف على الأمن بالقطاع، بما في ذلك المعبر، ومنطقة الحدود".

اقرأ أيضًا| فتح معبر رفح 19 يومًا فقط هذا العام

وفي وقت سابق، قالت حركة حماس التي تتولى مقاليد الحكم في قطاع غزة، إنها "سبق وأن قدّمت أطروحات مرنة، وأبدت استعدادها للتعاطي مع أي مقترح إيجابي يهدف إلى فتح معبر رفح بشكل طبيعي".

التعليقات