عامان على العدوان وإعادة إعمار غزة متعثرة

​يثير تباطؤ عملية إعادة إعمار قطاع غزة، الذي اجتاحه عدوان إسرائيلي مدمر قبل عامين، استياء منظمات الإغاثة والعمل الإنساني التي عبرت كذلك عن غضبها، اليوم الخميس، إزاء عدم المحاسبة عن جرائم الحرب التي ارتكبت.

عامان على العدوان وإعادة إعمار غزة متعثرة

أطفال غزيون على أنقاض مبنى هدمه العدوان (أ.ف.ب)

يثير تباطؤ عملية إعادة إعمار قطاع غزة، الذي اجتاحه عدوان إسرائيلي مدمر قبل عامين، استياء منظمات الإغاثة والعمل الإنساني التي عبرت كذلك عن غضبها، اليوم الخميس، إزاء عدم المحاسبة عن جرائم الحرب التي ارتكبت.

ودعا ائتلاف من أبرز المنظمات الحكومية إسرائيل إلى رفع الحصار عن قطاع غزة 'الفقير'، في حين اعتبرت منظمة العفو الدولية أنه من غير المبرر عدم تقديم أي شكوى بشأن ارتكاب جرائم الحرب حتى الآن.

وقتل أكثر من 2300 فلسطيني، معظمهم مدنيون، وأصيب نحو 7000 آخرون جراء العدوان، الذي تخلل قصفًا من الجو والبر والبحر، واستعملت خلاله إسرائيل ترسانتها العسكرية ضد المدنيين والمنازل والمدارس والملاعب.

واستمر العدوان 51 يومًا، دمر خلاله الاحتلال الإسرائيلي 20 ألف منزل بشكل كامل، وأكثر من 120 ألف منزل بشكل جزئي، ويعتبر قطاع غزة أحد الأماكن المكتظة في العام، إذ يقطن فيه 1.9 مليون نسمة، محاصرين برًا وبحرًا، ويعيش معظمهم تحت خط الفقر بسبب البطالة وانعدام فرص العمل.  

وتسير عملية إعادة الإعمار ببطء شديد حتى أن الأمم المتحدة استغرقت أكثر من سنة لإعادة بناء أول منزل دمره العدوان، مع إبقاء اسرائيل على حصارها المحكم للقطاع والحد من إدخال الكثير من مواد البناء الأساسية، وتتذرع بخطر وصول مواد البناء إلى حركة حماس كي تواصل التضييق على المدنيين.

وأكدت جمعية وكالات التنمية الدولية (إيدا) في تقرير نشر قبل يوم من ذكرى بدء العدوان، أن الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ عشر سنوات 'يعيق عملية إعادة الإعمار بشكل كبير'.

وأكد المدير الإقليمي لمنظمة أوكسفام الخيرية البريطانية العضو في 'إيدا'، كريس إجكمانس، أنه 'إذا لم يرفع الحصار لن يتمكن فلسطينيو غزة من المضي قدما والعيش بحرية وكرامة وأمان'. ودعا ائتلاف 'إيدا' 'قادة العالم إلى الإيفاء بالتزاماتهم والضغط من أجل الإنهاء الفوري للحصار'.

وفي تقرير منفصل، قالت منظمة العفو إنه لم توجه التهمة سوى إلى ثلاثة جنود اسرائيليين في قضايا متصلة بالحرب وجميعها لمخالفات بسيطة.

وقال مدير الشرق الأوسط وشمال افريقيا لدى منظمة العفو، فيليب لوثر إن عدم محاسبة أي شخص عن جرائم حرب خلال العدوان هو أمر يتعذر تبريره. مر عامان وحان الوقت لكي تأخذ العدالة مجراها.

خوف وبؤس في غزة

ورغم بناء طرق جديدة، لا تزال مناطق كثيرة معزولة والاقتصاد راكدا، إذ يعاني القطاع من أحد أعلى مستويات البطالة في العالم ويصل إلى 45%، في حين تضاعفت عمالة الأطفال مرتين خلال السنوات الخمس الماضية وفق تقديرات فلسطينية.

قالت سهاد المصري (40 عاما) التي فقدت منزلها خلال العدوان وشهدت مقتل ابنة عمها 'لا أحب أن أتذكر الأمر، لكني حزينة. لم يعيدوا بناء المنازل المدمرة والحصار مستمر، وليس هناك عمل'.

وتصاعد الخوف بين سكان غزة في الأشهر الأخيرة من شن قوات الاحتلال عدوانًا جديدًا، ليكون الرابع منذ 2008، بعد أن اكتشفت إسرائيل نفقين جديدين بنتهما حركة حماس وقالت إنهما تجاوزا الحدود.

وقال محمد أبو دقة (26 عاما) الذي يعمل في مدرسة حكومية 'أنا قلق من حرب رابعة. الاحتلال يهدد بشن الحرب على أنفاق حماس'.

اقرأ/ي أيضا: غزة تستقبل شحنة جديدة من المساعدات التركية

ودعا حركة حماس إلى المصالحة مع الرئيس الفلسطيني ورئيس حركة فتح، محمود عباس، الذي يدير شؤون الضفة الغربية للعمل معا من أجل حشد تأييد دولي لرفع الحصار عن غزة. وأضاف 'لكن حماس وفتح غير مستعدتين للمصالحة، للأسف'.

التعليقات