والدة الشهيد أبو غنام: سأكمل مشوار ابني في الرباط بالأقصى

تعيش عائلة أبو غنام في الطور بجبل الزيتون المُطل على القدس القديمة أوقاتا عصيبة، فرغم استشهاد ابنها محمد (17 عاما)، الذي شُيع جثمانه مساء يوم الجمعة الماضي، تتعرض العائلة لاستفزازات وتضييقات من سلطات الاحتلال الإسرائيلي كان آخرها اعتقال والد الشهيد وابن خاله صباح اليوم، الإثنين.

والدة الشهيد أبو غنام: سأكمل مشوار ابني في الرباط بالأقصى

والدة الشهيد محمد، سوزان أبو غنّام (فيسبوك)

تعيش عائلة أبو غنام في الطور بجبل الزيتون المُطل على القدس القديمة أوقاتا عصيبة، فرغم استشهاد ابنها محمد (17 عاما)، الذي شُيع جثمانه مساء يوم الجمعة الماضي، تتعرض العائلة لاستفزازات وتضييقات من سلطات الاحتلال الإسرائيلي كان آخرها اعتقال والد الشهيد وابن خاله صباح اليوم، الإثنين.

وقالت والدة الشهيد، سوزان أبو غنّام لـ"عرب 48" إنه "قبل يوم استشهاده كان ابني يرقص وهو يستمع لأغنية، لكنّهم قتلوه ولم تبق في القلب فرحة".

ماذا تشعرين تجاه جريمة قتل ابنك؟

أبو غنام: لقد ظُلم ابني مرّتين، الأولى قبل عام عندما اعتُقل لأسبوع حين كان يقف قرب حاجز الزيتونة، والمرة الثانية حين رحل عن الدنيا دون أن أودعه، لم نسلّم عليه ولو من بعيد أنا وشقيقه الصغير، ولم تقبلنه شقيقاته الثلاث. هذا أكثر ما آلمني، إذ نقلوا جثمانه إلى مستشفى المقاصد على عُجالة، ومن ثم أخذوا الجثة إلى المقبرة مباشرة. بكيت على غياب ابني وفرحت لأنه حقق ما تمناه.

ماذا أوصاكِ علي؟

أبو غنام: أوصاني أن أستمر بالرباط في المسجد الأقصى حتى لو استشهد. أذكر أنه في الليلة التي سبقت استشهاده، ذهب إلى المسجد الأقصى وأخذني معه للرباط فيه، وكان يطالبني بالمرابطة طوال الوقت والصلاة في الأقصى. كنتُ أرابط من صلاة المغرب وحتى صلاة العشاء. نبأ استشهاد ابني وقع علينا كالصاعقة، وكان الموقف صعب جدا، لكننا تقبلناه بفضل رب العالمين.

هل من رسالة تودين توجيهها لروح ابنك الشهيد؟

أبو غنام: الحمد لله، طلبتَ الشهادة يا ابني بصدق والله أكرمك وصدّقك فنلتَ الشهادة، اختارك واصطفاك والحمد لله وشرّفك بهذا الشرف العظيم، كنتَ وعدتني أنك سترفع رأسي، والحمد لله رفعتَ رأس القدس ورأس كُل حُر، أعِدك أنني سأكمل المشوار بالإنابة عنك، وسأرابط في المسجد الأقصى إلى جانبك كما كنت تحب.

ألا تخشون التهديد بهدم منزلكم؟

أبو غنام: فليفعلوا ما يشاؤون، لا يخيفنا التهديد، ولا تهزنا أعمالهم وسنظل ثابتين وصامدين حتى ننال حقوقنا كاملةً.

الشهيد محمد أبو غنّام (17 عاما)

حدثينا عن آخر لقاء لك مع ابنك الشهيد؟

أبو غنام: كان ذلك صبيحة يوم الجمعة الأخير، أفاق ابني من نومه في الساعة الحادية عشرة والنصف، ثم سبقته للصلاة في الأقصى.

 ما الذي كان ضايقه في ما يجري في الأقصى؟

أبو غنام: ضايقه كل شيء كان يفعله الجنود، وبالتأكيد نصب الاحتلال للبوابات الإلكترونية، إذ كان يشعر بالغضب بسبب ما يجري في الأقصى. في تلك الليلة، سمعنا وقرأنا عبر الفيسبوك أن فتى تعرض للضرب المبرح عند حاجز "الزعيم"، خفت على ابني، لكنني أبعدتُ أفكاري التشاؤمية، وبعد نشر صورته تأكدت أنه هو.

ماذا كانت أمنيات ابنك محمد؟

أبو غنام: ربما لن تصدقيني إن قلتُ لك أنه تمنى الشهادة، فعندما كنّا نطلب منه الحصول على شهادة التعليم والدراسة، كان يقول، لا أريد هذه الشهادة، أريد شهادة أكبر وأعلى، أريد الشهادة.

ماذا تشعرين تجاه ما يجري في القدس؟

أبو غنام: إنّ الاحتلال يحرمنا من أبسط حق لنا، وهو الصلاة في المسجد الأقصى، وتحاول إسرائيل إذلالنا وإبعادنا عن القدس، يمارسون التضييقات والاعتداءات علينا كي نيأس ونترك القدس لهم، ونبتعد عن المسجد الأقصى، لكننا صامدون ومرابطون ولن نتزحزح عن الأقصى. وما حدث بالتأكيد سببه ما يقوم به الاحتلال من ممارسات لا يرضى بها البشر.

هل كنت تعتقدين أن التهمة جاهزة لابنك حتى بعد أن قتلوه؟

أبو غنام: الأسلوب الذي تمّ التعامل فيه مع زوجي كوالد شهيد من قبل قوات الاحتلال كان بعيدا عن الإنسانية، وصل زوجي إلى الجندي وأخبره أنه والد محمد، فتمّ احتجازه وأجبروه على خلع ملابسه بالكامل، وذهب برفقة الضابط إلى سيارة خاصة بمعهد أبو كبير وحينها كان جثمان ابني موضوعًا في كيس أسود، تعرفّ والده على جثمانه وحاول الكشف عن جسده، لكن جنود الاحتلال منعوه من ذلك، وفي المسكوبية أخبره الجنود أنّ ابننا حاول طعن جنود عند حاجز الزعيم، وأنه أشهر بلطة بيده، لكننا لا نصدق أية كلمة قالها الجنود.

التعليقات