"بيت لحم هالمرة غير".. حملة لجذب فلسطينيي 48 وتشجيع السياحة

تحت عنوان "بيت لحم هالمرة غير"، أطلقت وزارة السياحة والآثار في السلطة الفلسطينية بالتعاون مع جمعيات القطاع الخاص السياحية، حملة لتشجيع السياحة الداخلية إلى مدينة بيت لحم، إذ خصصت

منظر عام لمدينة المهد بيت لحم (عرب 48)

تحت عنوان "بيت لحم هالمرة غير"، أطلقت وزارة السياحة والآثار في السلطة الفلسطينية بالتعاون مع جمعيات القطاع الخاص السياحية، حملة لتشجيع السياحة الداخلية في مدينة بيت لحم، إذ خصصت الحملة لجذب السياح من فلسطينيي 48 وتشجيعهم على السياحة على مدار العام وخلال الأعياد المجيدة على وجه الخصوص، وكذلك التجوال بمسارات تاريخية وتراثية وحضارية في بلدات محافظة بيت لحم.

وأطلقت وزيرة السياحة والآثار، رولا معايعة، الحملة التي استمرت على مدار 3 أيام من الفعاليات والرحلات التعريفية والمسارات والجولات الميدانية في محافظة بيت لحم ومعالمها التاريخية والدينية وأسواقها القديمة، بمؤتمر صحافي لمجموعة من الإعلاميين والمؤثرين على شبكات التواصل ووكلاء سياحة من فلسطينيي 48، بهدف تعريفهم على المنتج السياحي للمحافظة في البعد الديني والوطني والثقافي والطبيعي.


وزار "عرب 48" فعاليات ومحطات حملة "بيت لحم هالمرة غير"، التي انطلقت بمراسيم احتفالية بمشاركة لفيف من رجال الأعمال والشخصيات الوطنية ورجال الدين، ومحافظ بيت لحم، كامل حميد، ووزيرة السياحة والآثار، ورئيس بلدية بيت لحم المحامي أنطون سلمان، وممثل الوكالة اليابانية للتعاون الدولي توشيا آبي، والممثل عن القطاع الخاص جورج أبو عيطة وعدد من رؤساء بلديات المحافظة ومدراء الأجهزة الأمنية.

وتضمنت حملة "بيت لحم هالمرة غير"، عرض برنامج الاحتفالات الميلادية في البرامج التي عملت عليها وزارة السياحة والآثار لربط مكاتب السياحة والفنادق في الداخل مع مؤسسات بيت لحم لتبادل الفرص والمنفعة بينهم لإحياء وتنشيط السياحة من جديد بعد الأضرار الاقتصادية وتعطل المرافق السياحية نتيجة جائحة كورونا.

وأسست الحملة التي تهدف إلى زيادة عدد الزوار من مناطق الـ48 إلى بيت لحم وتشجيعهم على الإقامة والتسوق وزيارة مواقع ومبادرات ومسارات سياحية جديدة فيها، وإلى بدء التجهيزات للاحتفال بأعياد الميلاد التي تستمر على مدار عدة أسابيع.

وستكون الانطلاقة باحتفالات الميلاد يوم السبت المقبل، إذ سيجري استقبال حارس الأراضي المقدسة وعقد المؤتمر الصحافي السنوي التقليدي لإطلاق رسالة الميلاد، والتي ستحمل هذا العام شعار "يحل الفرح بنجمة الميلاد".

وبعد ذلك سيجري افتتاح سوق الميلاد في شارع النجمة الذي سيستمر على مدار أسبوعين تقريبا، وذلك بهدف إحياء هذا الشارع القديم الذي يتوسط الأحياء القديمة في المدينة، وتشجيع الاقتصاد المحلي، على أن يتم تزيين وإضاءة شجرة الميلاد في ساحة المهد في الرابع من كانون الأول/ ديسمبر المقبل.

جانب من المشاركين بحملة تنشيط السياحة "بيت لحم هالمرة غير"

تشبيك وتشجيع

وصرحت معايعة أن "المؤتمر يمثل خطوة أولى ضمن برنامج أطلقته الوزارة تحت عنوان ’فلسطين هالمرة غير’ بهدف التعريف بالمنتج السياحي المتنوع لمدن وقرى وريف ومخيمات المدن والمحافظات الفلسطينية، والتشبيك مع الفعاليات والشخصيات الاعلامية والمؤثرين من الداخل".

وأكدت أن "الهدف هو تشجيع السياحة الداخلية والتشبيك وتعزيز التواصل بين أبناء الشعب الفلسطيني في كافة مناطق تواجده، وتسليط الضوء على جميع المواقع السياحية والتاريخية والدينية والثقافية في محافظة بيت لحم، وكذلك التعريف بالمبادرات والمسارات والمرافق السياحية والتجارية المتنوعة".

وأشارت وزيرة السياحة والآثار إلى أن "الأشهر المقبلة ستشهد نشاطا مماثلا في جميع محافظات فلسطين، بغرض تشجيع السياحة الداخلية على مدار العام، وتعزيز التواصل والعلاقات السياحية والتجارية والاقتصادية بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد".

وأشادت بدور فلسطينيي 48 بدعم السياحة الداخلية والاقتصاد الفلسطيني، والذي تجلى وبات واضحا خلال جائحة كورونا، وتولي أهمية لدور الداخل في إنعاش السياحة الفلسطينية الداخلية وخاصة السياحة في بيت لحم على مدار العام، وأيضا خلال الأعياد المجيدة.

ساحة وكنيسة المهد

دعوات وتجهيزات

وتحدث رئيس بلدية بيت لحم، المحامي أنطون سلمان، عن المعيقات التي فرضتها جائحة كورونا على الأراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة بيت لحم، وكذلك المعيقات الإسرائيلية التي حاولت أن تمنع السياحة في بيت لحم.

وأكد أن "بيت لحم تغلبت على جميع هذه المعيقات بالتعاون والشراكة مع جميع المؤسسات في بيت لحم"، مضيفا أن "مرافق مدينة بيت لحم السياحية جاهزة لاستقبال جميع السياح ولتسهيل زيارتهم مع أخذ كافة الاحتياطات والإجراءات اللازمة للسلامة والوقاية من فيروس كورونا".

ووجه سلمان خلال حديثه لـ"عرب 48" دعوة إلى أهالي فلسطين عموما، وبشكل خاص الأهالي في مناطق الـ48، للمشاركة في احتفالات أعياد الميلاد المجيدة التي تشمل سوق الميلاد في شارع النجمة الذي سيعقد لمدة عشرة أيام من الثاني من كانون الأول/ ديسمبر، وحفل إنارة الشجرة في الرابع من الشهر نفسه.

من جانبه، أكد محافظ بيت لحم، كامل حميد، جاهزية المدينة لاستقبال السياح خلال موسم أعياد الميلاد المجيدة، وعلى أهمية الحملة التي ستلعب دورا كبيرا في تنشيط بيت لحم سياحيا واقتصاديا، وأعرب عن أمله في أن تكون بيت لحم هالمرة غير، خصوصا وأن بيت لحم مشرفة على أبواب أعياد الميلاد.

حملة لجذب السياح من فلسطينيي 48 "بيت لحم هالمرة غير"

شلل وإنعاش

من جانبه، شدد ممثل القطاع الخاص السياحي ورجل الأعمال، جورج أبو عيطة، على أهمية تشجيع السياحة الداخلية إلى بيت لحم التي عانت بسبب جائحة كورونا من شلل سياحي وتجاري واقتصادي استمر على مدار 18 شهرا، حيث لم تدخل المدينة أي وفود سياحية لا محلية ولا أجنبية.

واستذكر أبو عيطة الإحصائيات بشأن الوفود التي كانت تزور بيت لحم على مدار العام وخلال المواسم السياحية الدينية، حيث أظهرت الإحصائيات أن 3.5 مليون سائح زاروا بيت لحم بالعام الأخير الذي سبق كورونا.

وأكد ممثل القطاع السياحي الخاص على أهمية حملة "بيت لحم هالمرة غير"، التي تعتبر تتويجا للشراكة ما بين القطاع السياحي العام والخاص، مؤكدا على استمرار هذه الشراكة والتعاون للنهوض بالقطاع السياحي الفلسطيني وعودته لسابق عهده، مشيدا ببرنامج إنعاش السياحة الفلسطينية "جاهزين".

الوزيرة معايعة برفقة محافظ بيت لحم ورئيس بلدية بيت لحم والخوري

شراكة وتعاون

بدوره، أكد ممثل الوكالة اليابانية للتعاون الدولي جايكا، على أهمية الشراكة مع وزارة السياحة والآثار الفلسطينية، في دعم القطاع السياحي والأثري في فلسطين، وهذه الشراكة والتي توجت بافتتاح مشروع حماية وتغطية أحد أكبر لوحات الفسيفساء بالعالم في قصر هشام الأثري في أريحا.

وذكر مدير عام التسويق السياحي في وزارة السياحة والآثار الفلسطينية، ماجد إسحاق، أن حملة "بيت لحم هالمرة غير"، تتضمن إطلاق منصة إلكترونية للتواصل الاجتماعي الافتراضي، حيث تعتبر انطلاقة جديدة لاستخدام العالم الافتراضي للترويج السياحي وإيصال الرسالة والرواية الفلسطينية لأهلنا في الداخل وللسياح في جميع بقاع الأرض.

كما أن هذه الانطلاقة، قال إسحاق، "تأتي بعد النجاح الذي حقق في إطار الخطة الوطنية لإنعاش السياحة الفلسطينية ’جاهزين’ والمنصات الإلكترونية المتخصصة التي أطلقتها الوزارة لتدريب الكوادر البشرية العاملة في القطاع السياحي وتجهيز المنشآت السياحية الفلسطينية".

تحضيرات لإضاءة شجرة الميلاد في ساحة المهد ببيت لحم

معالم ومسارات

وعقب تخصيص اليوم الأول للمراسيم الاحتفالية، شارك في فعاليات اليوم الثاني من مؤتمر تنشيط السياحة "بيت لحم هالمرة غير"، حوالي 60 شخصا من الإعلاميين والمؤثرين ووكلاء السياحة من الداخل، حيث أشرف على تمرير فعاليات البرنامج كل من المرشدين السياحيين رمزي سلسلع وعبد الناصر علاوي.

وتمثلت فعاليات اليوم الثاني برحلات وزيارات ومسارات لمواقع متنوعة في المحافظة، بدأت بمسارات سياحية في بلدتي حوسان وبتير ومن ثم منطقة المخرور في بيت جالا وبعدها قرية الخضر ومنطقة برك سليمان وقرية إرطاس.

ومن قرية إرطاس، جرى التوجه إلى بيت ساحور وزيارة كنيستي السير وحقل الرعاة للروم، وبعدها بئر السيدة العذراء والبلدة القديمة لبيت ساحور، والتوجه إلى بيت لحم الى منطقة قبة راحيل للاطلاع على الواقع الصعب الذي يفرضه جدار الفصل العنصري على تلك المنطقة.

وشمل برنامج اليوم الثالث جولات وزيارات ومسارات سياحية ضمت زيارة ساحة المهد وجامع عمر وكنيسة المهد ومغارة الحليب والبلدة القديمة في بيت لحم، وكذلك مَتحف "بيتنا التلحمي"، ودير مار شربل ومتحف البد وحيّ المدبسة، ومن ثم زيارة منطقة بيت جالا من منطقة الجمعية العربية إلى دير كريمزان ومن ثم دير مار نقولا وزيارة البلدة القديمة في بيت جالا.

إطلاق حملة تنشيط السياحة "بيت لحم هالمرة غير" بمشاركة رجال دين مسيحيين ومسلمين
وزيرة السياحة والآثار الفلسطينية رولا معايعة
الطريق المؤدي إلى كنيسة المهد
تجهيز شجرة الميلاد في بيت لحم

التعليقات