21 عاما من الأسر لم تكسرني: الشوبكي يدعو إلى الوحدة لمواجهة الاحتلال

عن أوضاع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، قال الشوبكي، إنهم "في ظروف صعبة، من جراء ما تمارسه إسرائيل من سياسات. الاحتلال يتعمد سياسة الإهمال الطبي"، ليخلص إلى أن "الأسرى شهداء مع وقف التنفيذ".

21 عاما من الأسر لم تكسرني: الشوبكي يدعو إلى الوحدة لمواجهة الاحتلال

(الأناضول)

بعد 21 عاما من الأسر، بينها 17 عاما في سجون الاحتلال الإسرائيلي، عاد "شيخ الأسرى" الفلسطينيين، فؤاد الشوبكي، إلى أحضان عائلته في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، ليتعرف على أجيال جديدة لم يعاصر ولادتها.

وخلال استقباله الزوار، داخل المستشفى الاستشاري في رام الله، يؤكد الشوبكي أن "سنوات الاعتقال لم تكسر روح العزيمة بداخله"، مستعرضا ما عاشه داخل السجون ورؤيته للقضية الفلسطينية.

والإثنين الماضي، أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلية، عن الشوبكي (83 عاما)، الذي كان واحدا من أكبر المعتقلين الفلسطينيين سنا في سجون الاحتلال، حتى بات يلقب بـ"شيخ الأسرى".

الاجتماع بالعائلة ورؤية الأحفاد

وعلى سرير مرضه داخل المستشفى، أشار الشوبكي بيديه إلى المحيطين به، قبل أن يقول: "أعيش اليوم مع عائلتي، صحيح أنا بالمستشفى، وأخضع لفحوصات طبية، لكنهم معي، وسأعود لبيتي لأعيش معهم".

وعن لقائه بأبنائه وأحفاده، أضاف الشوبكي في مقابلة مع وكالة "الأناضول" أنه "منعت من رؤيتهم وتربيتهم سنوات الاعتقال، أليس من حقي أن أربيهم كما بقية الناس؟، الاحتلال فقط من يفعل ذلك".

وتابع: "اشتقت لكل شيء، لسهول وجبال ومياه وحجارة ومقدسات فلسطين التي أحب وأمضيت عمري من أجلها".

ورغم تقدمه في السن، والأمراض التي يعاني منها، أكد الشوبكي أنه "يمتلك صحة جيدة، وعزيمة أقوى".

الشوبكي، الذي وُلد بقطاع غزة في 12 مارس/آذار 1940 ودرس المحاسبة في جامعة القاهرة بمصر، يعاني مشاكل صحية مزمنة، وقبيل الإفراج عنه كان يعتمد على زملائه الأسرى لتلبية احتياجاته، وفق نادي الأسير الفلسطيني.

وحسب النادي، كان الشوبكي مسؤولا عن الإدارة المالية العسكرية لأجهزة الأمن الفلسطينية، ولازم الرئيس الراحل ياسر عرفات في تنقلاته، وعاد إلى فلسطين في 1995 عقب توقيع اتفاق "أوسلو" بين منظمة التحرير وإسرائيل (1993).

سنوات الاعتقال

وعن سنوات اعتقاله، قال الشوبكي: "الجميع يقول إنني أمضيت 17 عاما في السجون، والحقيقة هي 21 عاما، بينها 4 سنوات بسجن فلسطيني في مدينة أريحا، تحت حماية أميركية - بريطانية - فلسطينية، ومراقبة جوية وأرضية إسرائيلية".

وفي 3 كانون الثاني/ يناير 2002، نفّذ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية في عرض البحر الأحمر سيطر فيها على السفينة "كارين A"، وقال إنها كانت تحمل معدّات عسكرية، قيل إنها مرسلة للفلسطينيين.

واتهمت سلطات الاحتلال الشوبكي بالمسؤولية المباشرة عن السفينة، ووصفته بأنه "العقل المُدبّر" في تمويلها ومحاولة تهريبها، فاعتقلته السلطة الفلسطينية وسجنته بسجن أريحا عام 2002، تحت حراسة بريطانية أميركية.

وفي 14 آذار/ مارس 2006، اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي سجن أريحا، واعتقل الشوبكي إلى جانب أسرى آخرين، بينهم الأمين العام للجبهة الشعبية في فلسطين، أحمد سعدات.

وروى الشوبكي عن ظروف اعتقاله، فقال: "السلطات الإسرائيلية حكمت علي بالسجن 17 عاما، بعد اعتقالي مع عدد من الفلسطينيين عقب اقتحام سجن أريحا، ومارست منذ اليوم الأول سياسية الإهمال الطبي بحقي، وبشكل متعمد".

الإهمال الطبي بحق الشوبكي، ظهر فيما عبر عنه بقوله: "خضعت لعدة عمليات طبية مختلفة في السجون الإسرائيلية، وكانت جميعها غير مكتملة، وبنسب نجاح تكاد تكون 50%".

أوضاع الأسرى

وعن أوضاع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، قال الشوبكي، إنهم "في ظروف صعبة، من جراء ما تمارسه إسرائيل من سياسات عليهم".

ونقل عن الأسرى أن "رسالتهم، هي العمل على تحريرهم، فهم لا يريدون أن يموتوا في السجون، وهذا واجب على كل فلسطيني".

وتساءل "لماذا يحدث هذا مع الأسرى؟"، قبل أن يجيب: "فقط لأن إسرائيل تتعمد أن تبقي الأسير بحاجة إلى رعاية طبية، ويعيش ألم المرض"، ليخلص إلى أن "الأسرى شهداء مع وقف التنفيذ".

وتشير تقديرات مؤسسات مختصة بشؤون الأسرى وحقوق الإنسان إلى وجود 4780 أسيرا فلسطينيا في سجون الاحتلال حتى نهاية كانون الثاني/ يناير الماضي، بينهم 160 طفلاً و29 امرأة.

الوحدة الوطنية

وعن رؤيته للانتصار للقضية الفلسطينية وتحقيق مطالبها، ذهب إلى أن ذلك عبر "إنهاء الاحتلال، الذي لن يتم إلا بالوحدة الفلسطينية"، مؤكدا أنه على "الجميع إنهاء الانقسام الفلسطيني، والتجمع تحت راية واحدة، وهدف واحد".

ودعا الشوبكي إلى الإسراع في التوافق على عقد الانتخابات الفلسطينية الرئاسية والتشريعية، موضحا أن "الانتخابات حق لكل فلسطيني، ولكن يجب أن تشمل تلك الانتخابات مدينة القدس عاصمة فلسطين".

وشدد "شيخ الأسرى" على دعوته للوحدة الفلسطينية، وقال: "نعم الوحدة.. الوحدة"، قبل أن يستدرك: لكن "ما أخذ بالقوة، لا يرد إلا بالقوة.

التعليقات