شبان فلسطينيون يتحدثون لعرب 48 عن كشف سجلات التفاوض

في ظل الضجة التي اثارتها قنارة "الجزيرة" بعد نشرها لمجموعة وثائق لليوم الرابع على التوالي تتعلق بالمفاوضات الفلسطينية قام موقع عرب48 باستطلاع مجموعة اراء من الشباب الفلسطيني في الضفة الغربية من مختلف التيارات السياسية حول موقفهم من الوثائق المنشورة.

شبان فلسطينيون يتحدثون لعرب 48 عن كشف سجلات التفاوض

في ظل الضجة التي اثارتها قنارة "الجزيرة" بعد نشرها لمجموعة وثائق لليوم الرابع على التوالي تتعلق بالمفاوضات الفلسطينية قام موقع عرب48 باستطلاع مجموعة اراء من الشباب الفلسطيني في الضفة الغربية من مختلف التيارات السياسية حول موقفهم من الوثائق المنشورة.

 محمود جماعة: يجب طرد قناة الجزيرة من فلسطين

في حديث مع الطالب محمود ابو جماعة (جامعة القدس – ابو ديس) عضو سابق في مجلس اتحاد الطلبة وناشط في الشبيبة الفتحاوية حول ما نشرته قناة الجزيرة قال: "انا متابع بشكل مباشر لكل قضية الوثائق المنشورة مؤخرا وكل ما يمكنني القول عنها انها ليست بوثائق سرية بل وثائق ملفقة هدفها اثارة ضجة اعلامية لا اكثر".

واعتبر جماعة ان قضية التنسيق الامني لا تتعدى القضايا اليومية التي بحاجة الى التنسيق مع الاسرائيليين، نافياً اعتقال للمقاومين الا من وصفهم "اعضاء حماس الذين ياخذون اوامرهم من سوريا وايران، ويريدون افشال المفاوضات".

ويضيف جماعة " ان الشعب الفلسطيني اختار محمود عباس رئيسا، ومحمود عباس اختار خيار المفاوضات ويجب احترامه، وذلك من اجل ان نؤسس مؤسساتنا الوطنية من اجل بناء الدولة الفلسطينية"، معتبرا خيار المقاومة مدمرا للبنية التحتية كما حصل في حالات سابقة على حد قوله.

وفي تعليقه على خيار المقاومة كأسلوب نضالي قال: " الشعب الفلسطيني ليس مستعدا للمقاومة، فاذا اخذنا هذا الخيار كل العالم سيقف ضدنا وسوف يصفنا بالإرهابيين وحتى الدول العربية سوف تقاطعنا وهذا يضر بالقضية الفلسطينية"، مؤكدا انه لم يتبق امام القيادة الفلسطينية الا خيار المفاوضات.

وفي ختام حديثه اعتبر جماعة ان هدف الجزيرة هو فقط اثارة الفتن بين الشعب الفلسطيني حيث يجب "طردها من فلسطين ومنعها من التغطية وإغلاق مكاتبها مؤيدا للمظاهرات التي قام بها نشطاء من الشبيبة الفتحاوية ضد مكاتب الجزيرة تعبيرا عن غضبهم بسبب تماديها".

 براء حطاب: هذه الوثائق هي فضح للمكشوف وليست كشف للمستور

اما الشاب براء حطاب (طالب في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية) الذي يفضل تعريف نفسه كإسلامي، فيشبه وثائق قناة الجزيرة المنشورة بالحسم العسكري في قطاع غزة اذ قال: "كما كان الحسم العسكري في غزة امرا حاسما في وجه السلطة الفلسطينية كذلك وثائق الجزيرة كانت حاسمة، لكن هذه المرة في الضفة الغربية"، واضاف حطاب: "لقد شهدنا مؤخرا فضائح للمفاوض الفلسطيني كل شهر او شهرين في عدة وسائل اعلام، الأمر المميز الذي قدمته قناة الجزيرة هو تجميع كل هذه الوثائق والعمل عليها بشكل مهني وتخصيص أشخاص عينيين للعمل عليها وترتيبها وبحثها وطريقة عرضها".

اما بالنسبة لتوقيت النشر، فيرى حطاب ان التوقيت كان رائعا خصوصا انه متزامنا مع ما يحدث في تونس ومصر واليمن من مظاهرات ضد ظلم الأنظمة، معتبرا ان نشر الوثائق لن يشكل أي فتنة بين أبناء الشعب الفلسطيني على حد قوله، اذ يرى حطاب ان "غالبية الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده ضد المفاوضات ومع المقاومة، فكيف ستحصل فتنة على موضوع غالبية الشعب الفلسطيني يجمع عليه الا وهو عدم التفريط بالثوابت والتنسيق الامني.. فتنة بين من ومن بالتحديد؟؟!!".

كما واعتبر حطاب ان الوثائق مهمة جداً، إذ قال: "الوثائق أعادت النقاش داخل الضفة حول شرعية المفاوضات الجارية وشرعية المفاوض الفلسطيني، كما وقدمت توعية لما يحدث لباقي الفلسطينيين في كافة اماكن تواجدهم".

وحول امكانية تنظيم احتجاجات ضد السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، قال حطاب: "الصوت المعارض في الضفة اليوم موجود بين فكي كماشة.. فك الاحتلال وفك السلطة، فإسرائيل تقوم باحتلال الأرض والسلطة تقيد الفكر والحريات"، واضاف: "حتى في المساحة الضيقة التي نستطيع التنفيس من خلالها مثل المواقع الاجتماعية على الانترنت.. هنالك ملاحقة من قبل السلطة عن طريق أجهزت الأمن التي تراقب هذه المواقع وتقوم بإنشاء ملفات خاصة لكل شخص مشكوك فيه، إذ يقومون بطباعة وتصوير كل شيء يكتب ومن ثم يتم استدعائنا للتحقيق، وأحيانا الإعتقال الذي قد يشمل في بعض الأحيان التعذيب".

ويخلص في حديثه الى ان الوثائق مهمة على المدى، فقد صنعت رأيا عاما أقوى وزادت التراكمات على السلطة.. وعملية التراكم تفيد الشعب الفلسطيني في حال وجود انتخابات ديمقراطية".

 شرار برغوثي: يجب إقامة لجنة تحقيق مع صائب عريقات

الشاب الفتحاوي شرار برغوثي (لقب اول ادارة عامة وقانون – جامعة بير زيت) من مدينة رام الله فيعتبر ان غالبية الفلسطينيين تعرف أن مضمون هذه الوثائق صحيح حتى قبل نشرها، خصوصا في ما يتعلق بالتنسيق الامني اذ قال: "هنالك تنسيق مع الإسرائيليين في ما يتعلق بالأمور الحياتية، وأنا لست ضده، لكن التنسيق الأمني في ما يتعلق بملاحقة المقاومين ـنا ضده، خصوصا أن أول من تضرر منه هو أبناء حركة فتح وفي اعتقادي انه يجب إقامة لجنة تحقيق حول هذا الموضوع ومحاسبة المسؤولين".

واعتبر البرغوثي ان الأجهزة الأمنية التي تنسق مع اسرائيل يقودها رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض وليست حركة فتح، بعدما تم استبدال أعضاء الأجهزة الأمنية بجيل شاب لم يمر بتجربة المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي وإخراج مجموعة كبيرة إلى التقاعد المبكر.

كما وطالب البرغوثي بلجنة تحقيق مع صائب عريقات في ما يتعلق بالمفاوضات على القدس واللاجئين وفحص صحة ما ورد في الوثائق من تفريط في الثوابت الفلسطينية خلال المفاوضات وعن دور الموظفين الفرنسي والبريطاني العاملين في مكتبه بتسريب الوثائق، حسب تعبيره.

واستغرب البرغوثي توقيت نشر الوثائق من قبل قناة الجزيرة في هذه المرحلة اذ ان "كوادر حركة فتح اعتبرت الوثائق تهدف لضرب حركة فتح" على حد قوله، مبرراً الغضب العارم من قبل الحركة على قناة الجزيرة في هذه الأيام التي تقوم العديد من دول العالم بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، وأضاف "ان حركة فتح اليوم في ازمة بعد قضية محمد دحلان ومشكلة رفيق الحسيني والوثائق المنشورة مؤخراً"، معتبرا أنّ القيادة تلتزم الصمت بخصوص مواقف معينة من اجل الحفاظ على وحدة الحركة ومن اجل حل المشاكل الداخلية بشكل هادئ.

ويرى البرغوثي ألحل المطلوب للأزمة، حسب تعبيره، التي تواجهها حركة فتح يتمثل بإشراك جيل الشباب بشكل اكبر داخل الحركة، وإنهاء دور الحرس القديم الذي أتى من تونس والأردن، الذين يسيطرون على فتح منذ قيام السلطة الفلسطينية، إذ إن قيادة الداخل لم تأخذ حقها ودورها إلا خلال أيام الإنتفاضة على حد قوله.

وأضاف: "هنالك مقولة شهيرة للقائد مروان البرغوثي يجب ان ننتهجها: مفاوضات من دون مقاومة هي استسلام، ومقاومة من دون مفاوضات انتحار"، فقط هكذا نستطيع تحقيق مطالبنا".

 شادي ابو جراد: انا ضد مبدأ المفاوضات بشكل دائم

وفي حديث مع نائب كتلة الوحدة الطلابية (الذراع الطلابي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين) الشاب شادي ابو جراد، وهو طالب في جامعة القدس المفتوحة في طولكرم، قال إنه يعتبر ان مضمون الوثائق التي نشرت امر مرفوض تماما بالرغم من التساؤلات عن توقيت نشر الوثائق من قبل قناة الجزيرة،  اذ قال: "ليس فقط كشادي وليس فقط كابن للجبهة الديمقراطية، إنما أي فلسطيني يرفض مضمون الوثائق التي نشرتها قناة الجزيرة، فاذا كان الامر صحيحا كون ان المفاوض الفلسطيني قدم تنازلات بما يخص الثوابت الوطنية فنقول ان هذه خيانة".

واضاف جراد: "أنا لا أريد ان اتهم احد، لكن التنازل أمر مرفوض تماما من قبلنا، لكنه لا توجد معلومات كافية حول الموضوع لذلك طالبت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بتشكيل لجنة تحقيق لتقصي الحقائق حول ما نشرته الجزيرة، محذرين من أن تتحول اللجنة ضد السلطة أو ضد الجزيرة. يجب أن تبحث اللجنة بالأساس مضمون الوثائق ومدى صحتها ومن ثم الأمور الأخرى".

واكد جراد موقفه ضد وجود ما يسمى دائرة المفاوضات، ويرفض مبدأ التفاوض بشكل دائم حيث "اصبحت المفاوضات هدف لدى السلطة الفلسطينية وليست آلية" على حد قوله، معتبرا انه هناك امور تحتم علينا التنسيق حولها مع الإسرائيليين، خصوصا بعد الواقع الجديد على الأرض الذي فرضته اتفاقية أوسلو.

 اسامة عطوة: يجب انهاء الانقسام وأزماتنا الداخلية والعودة للشعب

الممثل المسرحي اسامة عطوة الذي فضل تعريف نفسه كيساري فلسطيني فقال ان الوثائق لم تجلب شيئا جدبدا الا القليل من التفاصيل وبعض الأسماء، معتبرا ان غالبية الشعب الفلسطيني تعرف بمضمون هذه الوثائق قبل نشرها، مؤكدا ان هذه الوثائق وما ورد بها هو نتاج اتفاقية أوسلو والاتفاقيات التي ارتبطت بها التي تلزم الطرف الفلسطيني بالتنسيق الأمني مع الاحتلال.

ونوه عطوة إلى أن التنسيق الأمني موجود حتى قبل فترة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إذ قال: "حتى قبل عام 2005 هذا الامر كان موجودا، لكن المختلف أن أبو عمار كانت لديه رمزية أو قدسية معينة لدى الشعب الفلسطيني، وكان لديه حيز في احتواء الأمور خلافا لما هو موجود اليوم لدى السلطة التي أصبح نهجها وحدودها مختلفا عن السابق".

ويرى عطوة انه في ظل الوضع السياسي الراهن على الساحة الفلسطينية والإنقسام بين حركة فتح وحركة حماس هناك حاجة الى تيار يستغل المساحة الموجودة في كل من الضفة وغزة وخلق بديل اخر لآليات النضال، إذ قال:" اليسار الفلسطيني لم يسقط خيار الكفاح المسلح ونرى ذلك في غزة بسبب وجود مساحة لهذه الممارسة، أما في الضفة فيتوجب مرحليا التكثيف من النضال الشعبي وإيجاد أدوات جديدة"، معتبراً أن العمل على حملة المقاطعة العالمية التي تحصل مؤخرا لإسرائيل لا تقل أهمية عن الكفاح المسلح".

وخلص عطوة إلى انه يجب إنهاء الإنقسام الفلسطيني والتغلب على أزمة اليسار وخلافاته الداخلية ويجب العودة إلى الشعب حيث انه "المخول الوحيد لتقرير مصيرنا". 

يافا المالكي: الوثائق اخرجت المعلومات من اطار التكهنات والتشكيك

وفي حديث مع الشابة يافا المالكي (صحافة وعلوم سياسية – جامعة بير زيت) من مدينة رام الله وصحافية في الحملة الشعبية لمناهضة الجدار وناشطة في التيار القومي تقول: "بغض النظر عن النقاش التافه في رأيي حول توقيت نشر الوثائق، فأنا كفلسطينية وتحلم بتحرير فلسطين، أعارض بشدة ما ورد في هذه الوثائق". وأضافت: "يجب إقامة لجنة تحقيق في الموضوع في أسرع وقت ومحاسبة المسؤولين ويجب ان تقوم منظمة التحرير بدورها، وأيضا جامعة الدول العربية، كما على الشارع الفلسطيني أن يتحرك ويوسع حركة الاحتجاج ضد نهج السلطة الفلسطينية".

وتعتقد المالكي ان هناك أهمية خاصة لنشر الوثائق كونها أخرجت هذه المعلومات من إطار التكهنات والتشكيك.

وترى المالكي ان الصوت المعارض خافت جدا على الساحة الفلسطينية ولا يوجد معارضة حقيقية بسبب "تشابك مصالح مع السلطة الفلسطينية وأزمات داخلية" على حد قولها.

التعليقات