الاحتلال الاسرائيلي استكمل تقسيم الضفة الى ثلاثة كانتونات وعزل القدس

القيود التي تفرضها إسرائيل على حركة الفلسطينيين في الضفة الغربية أدت إلى نشوء عشرات الجيوب المغلقة والمعزولة عن بعضها البعض على الرغم من تواصلها جغرافيا

الاحتلال الاسرائيلي استكمل تقسيم الضفة الى ثلاثة كانتونات وعزل القدس
أدت القيود التي تفرضها إسرائيل على حركة الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى نشوء عشرات الجيوب المغلقة والمعزولة عن بعضها البعض على الرغم من تواصلها جغرافيا.

ونشرت صحيفة هآرتس اليوم الجمعة ملفا بقلم مراسلة الصحيفة في الأراضي الفلسطينية عميرة هاس حول تقسيم الضفة إلى جيوب ومعاناة المواطنين الفلسطينيين جراء هذه القيود.

وكتبت هاس أن "الجواجز الثابتة والمتنقلة وإغلاق الطرقات بعوائق طبيعية (مثل السواتر الترابية وحفر الخنادق لمنع عبور السيارات) وإنشاء الجدران على طول الطرق الرئيسية وتقييد حرية تنقل الفلسطينيين في طرق بطول الضفة وعرضها أدت إلى قطع اتصالات السير المباشرة يسن مناطق الضفة.

"وهكذا نشأ في الضفة واقع جغرافي واجتماعي واقتصادي جديد لا يتم التعبير عنه في الخرائط العادية وفي الحوار الإسرائيلي والدولي".

وأدت هذه الممارسات الإسرائيلية إلى "إغلاق مئات مخارج البلدات الفلسطينية إلى الشوارع الرئيسية والمنطقية".

وتفضي حركة السير بين الجيوب الناشئة إلى شوارع ثانوية ولعدد قليل من الشوارع الرئيسية التي تنتهي إلى "عنق زجاجة" تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية.

ويحظر الجيش الإسرائيلي على جميع الفلسطينيين الدخول إلى غور الأردن والقدس الشرقية والجيوب الواقعة بين الجدار العازل والخط الأخضر باستثناء سكان تلك المناطق.

كذلك يحظر على الفلسطينيين السفر بسيارات خاصة بين شمال الضفة وجنوبها والذي يحتم عبورهم من حاجز أبو ديس في القدس الشرقية.

كما يمنع الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين من السفر إلى نابلس والخروج منها بالسيارات وعبور الفلسطينيين من حاجز قلنديا في شمال القدس منحصر على حملة هوية القدس الشرقية.

وفي غالب الأحيان يتم منع الفلسطينيين في شمال الضفة من عبور حاجز زعترة الواقع جنوب نابلس باتجاه جنوب الضفة "وذلك في إطار سياسة العزل الإسرائيلية" وفقا لهآرتس.

وكتبت هاس "هكذا نشأ من جهة وضع يتم فيه تقطيع الضفة بشكل أفقي بواسطة حواجز (عسكرية إسرائيلية) رئيسية تم وضعها في عنق الزجاجة في زعترة (جنوب نابلس) وقلندية (شمال القدس) وأبو ديس (شرق القدس).

"من الجهة الأخرى وبسبب إغلاق الطرق إلى شرق وغرب الضفة نشأ تضييق عامودي للمناطق الفلسطينية وهذا ما يشير إليه تقرير جديد نشره مؤخرا مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية".

ويشير تقرير الأمم المتحدة إلى أن القيود المفروضة على حركة الفلسطينيين داخل اجزاء الضفة أقل من القيود المفروضة على الحركة بين هذه الاجزاء لكن الجيش الإسرائيلي يفرض قيودا على حركة الفلسطينيين داخل كل جزء.

الجدير بالذكر أن تقرير الأمم المتحدة يشير عمليا إلى أن الجيش الإسرائيلي أنهى قسّم الضفة إلى ثلاثة كانتونات وعزل القدس الشرقية عن محيطها الفلسطيني وهذا الوضع يتطابق مع "خطة الكانتونات" التي وضعها رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون.

ويشمل نظام القيود الذي تفرضه إسرائيل على حركة الفلسطينيين في الضفة 50 حاجزا عسكريا ثابتا و8 حواجز متنقلة يتم نصبها كل يوم ونحو 420 عائقا متمثلة بسواتر ترابية وحفر خنادق وعشرات الكيلومترات من الجدران الممتدة على طول الشوارع الرئيسية و13 شارعا تقطع الضفة عرضا وطولا وتم تقييد أو منع سير الفلسطينيين فيها و50 برج مراقبة.

وأفاد تقرير الأمم المتحدة بأن الجيش الإسرائيلي أضاف 95 عائقا طبيعيا في الفترة الممتدة بين آب/أغسطس 2005 و13 كانون الثاني/يناير 2006 وكان أغلبيتها في منطقة الخليل بجنوب الضفة حيث أضيف 55 عائقا.

وفي تعقيبه على تقرير هآرتس كرر الناطق العسكري الإسرائيلي القول بان تقطيع أوصال الضفة يأتي في أعقاب تزايد محاولات الفصائل الفلسطينية لتنفيذ هجمات داخل إسرائيل.

التعليقات