الاحتلال انسحب من رفح واهلها يلمون جراحهم ويواصلون الطريق

الاحتلال انسحب من رفح واهلها يلمون جراحهم ويواصلون الطريق
" كطائر الفينق الذي يخرج من وسط الركام " هذا هو حال الفلسطينيون في مدينة رفح. لم يكلهم تعب ولم يجهدهم جرح ويعملون بالمثل القائل " الضربة التي لا تميت تزيد قوة وصلابة".

العملية العسكرية الأوسع منذ بداية الانتفاضة والتي كانت من نصيب مدينة رفح، البوابة الجنوبية لقطاع غزة، والتي أسفرت عن هدم مئات المنازل وتشريد آلاف الأشخاص واستشهاد وإصابة العشرات، كل هذا الحزن والألم والقهر الذي عاشته مدينة رفح وازدادت حدته في الأيام الست الماضية، ذا كله لم يزد هؤلاء المواطنين سوى إيمانا وصلابة بعدالة قضيتهم وبضرورة مقارعة المحتل الاسرائيلي حتى وان كان بالوسائل البدائية.

مع إعلان الجيش الإسرائيلي انتهاء عمليته العسكرية في مدينة رفح وخروج الآليات العسكرية من أحياء تل السلطان والبرازيل بالكامل، بدأت المدينة تعج بالحياة مجددا على الرغم من كل الآلام والجراح المثخنة التي عانتها طوال 6 أيام متواصلة

حي تل السلطان الذي خضع لأبشع حصار له كان اليوم في قمة الحياة الممزوجة بآهات وصرخات الأمهات اللاتي فقدن أبناءهن والزوجات الثكالى والأطفال اليتامى ليؤكد هذا الحي بصموده انه لا يأس مع الحياة.

تجمعات من المواطنين تجدها هنا وهناك، فهؤلاء النسوة يتجمعن عند انقاض منزل الجارة " ام خالد" الذي هدمته جرافات الاحتلال، لمساعدتها فى انتشال بقايا قد تساعدها على تحمل صعوبة الحياة.

تقول أم مهند أبو جزر " لن يهزمنا شارون ولا دباباته فنحن الاقوى لأننا أصحاب حق ولا يضيع حق وراءه مطالب ونحن لن نكل أو نمل من المطالبة بحقوقنا. نحن هنا وسنبقى هنا والشئ الوحيد الذي سيبعدنا عن هنا هو العودة إلى ديارنا التي هجرنا منها.

وتتابع: " رأينا الموت بأعيننا طيلة ستة أيام ولكن هذا كله لن يجعلنا نتنازل عن شبر واحد من أرضنا أو نتزحزح عنه. فقدنا أولادنا وأزواجنا. شربنا كاس الحسرة ولم يتبق لنا شئ سوى أن نظل مدافعين عن منازلنا أمام هذا المحتل.

وتقاطعها بالقول جارتها سعدية نجم التي كانت منحنية تحاول إخراج بعض الثياب المدفونة تحت أنقاض بيت جارتها: " يعنى هما بيفكروا انو هيك خلصوا علينا.. هادا بعدهم " وتضيف " لا احد يستطيع إخراجنا من هنا دون موافقتنا وتشير الى أنقاض المنزل قائلة "هذه الأنقاض لم تدفن تحتها أحلامنا، كل ما هو موجود تحت هذا المنزل المدمر يمكن استعادته لكن ما لا يمكن استرجاعه هو كرامتنا وهيبتنا وحقنا إذا وافقنا على التنازل عنه" .

ومع استعداد المدينة لزف شهدائها الـ23 الذين سقطوا خلال الحصار بدت هذه التجمعات تنفض شيئا فشيئا من اجل المشاركة في واجب آخر يتطلب وقفة من جميع أبناء المدينة حيث تجلت صورة التضامن والتعاون بين اهالى هذه المدينة المنكوبة في أجمل صورها وبات الشلال البشرى الذي شارك في تشييع الجثامين يجسد أسمى آيات وحدة وتكافل وتضامن الأهالي.

يقول ابو اسعد العصار " الجيران لبعضهم واذا ما وقفنا جنب بعض مين بدو يوقف جنبنا.. يا عمى انت شايفة كيف الدول العربية والشعوب ولا حد فيهم سائل فينا احنا اذا ما النا خير فى ولاد بلدنا واهلنا معناه بنترك الفرصة لشارون وعصابته أنهم ينتصروا علينا" .

أجاز ابو اسعد بكلماته البسيطة فشل شارون حتى هذه اللحظة فى قمع انتفاضة الاقصي فوقفة أبناء الشعب الفلسطيني الى جانب بعضهم البعض تعد من احد اهم الأسباب التى تحقق لشارون الفشل تلو الفشل .

التعليقات