الحكومة الإسرائيلية وافقت على تبادل الأسرى بعد وصولها إلى طريق مسدود

بن كاسبيت، كتب في مقال نشرته صحيفة معاريف، مساء امس تهاوت الحكومة الاسرائيلية امام حماس، جاثية على ركبتيها وتهاوت قدرة الصمود الاسرائيلية، عندما تغلبت العواطف على رباطة الجأش المطلوبة في مثل هذه الحالات، كان مساء عقد فيه خالد مشعل احمد جعبري واسماعيل هنية احتفالات النصر

الحكومة الإسرائيلية وافقت على تبادل الأسرى بعد وصولها إلى طريق مسدود

انقسم الشارع والكتاب والمحللون الإسرائيليون بين مؤيد ومعارض، في موقفهم من صفقة تبادل الأسرى التي أقرتها الحكومة الإسرائيلية فجر اليوم، ونصت على إطلاق سراح أكثر من ألف أسير فلسطيني، مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.


بن كاسبيت، كتب في مقال نشرته صحيفة "معاريف"، أنه مساء أمس تهاوت الحكومة الإسرائيلية أمام حماس، جاثية على ركبتيها، وتهاوت قدرة الصمود الإسرائيلية، عندما تغلبت العواطف على رباطة الجأش المطلوبة في مثل هذه الحالات.. كان مساء عقد فيه خالد مشعل وأحمد الجعبري وإسماعيل هنية احتفالات النصر، مساء هاتفني فيه فلسطيني قائلا بصوت تخنقه العبرات، لا فائدة أنتم تفهمون لغة القوة فقط، يقول بن كاسبيت، الذي يقتبس ما كان سيقوله نتنياهو عن الصفقة لو أن حكومة غير حكومته هي التي أبرمتها.


يقول نتنياهو، في كتابه مكان "تحت الشمس" عن صفقة تبادل الأسرى التي جرت بين إسرائيل والجبهة الشعبية - القيادة العامة في الـ 85 يقول، كيف يمكن لإسرائيل أن تطلب من الولايات المتحدة الوقوف ضد الإرهاب في وقت تستسلم هي أمامه بشكل مخجل، لقد كنت على قناعة بأن إطلاق سراح ألف "مخرب "، على حد قوله، سيدخلون الضفة وغزة، سوف يؤدي إلى تصعيد كبير في العنف، لأن هؤلاء الإرهابيين، على حد وصفه، سيستقبلون استقبال الأبطال ويشكلون نماذج يحتذى فيها بالنسبة للشباب الفلسطيني. النتائج لم تتأخر كثيرا، يقول نتنياهو، فقد كان واضحا أن تحرير هذا العدد، كان من العوامل التي زادت من مخزون المحرضين والقياديين الذين أشعلوا الانتفاضة. الكلام لنتنياهو يورده بن كاسبيت حرفيا من كتابه المذكور ليطبق عليه مقولة من فمك أدينك.


من جانبه اعتبر المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم بارنيع، أن الصفقة هي الخيار الوحيد الذي كان متاحا أمام الحكومة الإسرائيلية، بعد خمس سنوات لم تستطع خلالها تحرير الجندي المختطف غلعاد شاليط بطرق أخرى.


الثمن باهظ والمخاطر كبيرة والسابقة غير لطيفة، يقول بارنيع، ولكن كان لا بد من دفع الثمن لأن البديل هو ترك شاليط يموت في الأسر وهو ما لا يتفق مع الحدود الدنيا لقواعد " القبيلة الإسرائيلية".


بارنيع أورد مثالين، الأول ما يعرف إسرائيليا بدرس صفقة جبريل عام 85، التي أطلقت إسرائيل بموجبها سراح أكثر من ألف أسير فلسطيني، بعضهم عاد إلى العمل "الإرهابي" وقتل إسرائيليين، مرة أخرى، وهو ما جلب الندم على الصفقة لدى الإسرائيليين، الذين استنتجوا أنه إذا كان الثمن هو تحرير " قتلة " يفضل أن يبقى الجنود الإسرائيليون قيد الأسر،كما يقول، والمثال الثاني هو درس رون أراد، الذي أسرته، في حينه، حركة "أمل" واعتقدت حكومة إسرائيل أن ثمن مبادلته غال، ورفضت دفعه، وبالتالي اختفى أراد، ولم يعلم مصيره، والشارع الإسرائيلي ندم على ذلك، واستنتج أنه لا مجال للمقامرة بحياة جندي، ويفضل دفع الثمن لأجل إعادته الى البيت.


الدرسان تصارعا طيلة الفترة الماضية، يقول بارنيع، إلى أن تغلب أمس درس رون أراد. عن ذلك يقول الكاتب الصحفي إيتان هابر، في "يديعوت أحرونوت"، نتنياهو لن يكون أكثر عنادا من بيغن وشامير ورابين، الذين نفذوا صفقات تبادل، ودائما بادلنا عددا صغيرا بأعداد كبيرة، والخيار كان كما هو دائما، بين صفقة سيئة وأخرى سيئة جدا، هذا ما سنعرفه خلال الأيام القريبة القادمة.
 

التعليقات