وثيقة أدت إلى إنجاز صفقة تبادل الأسرى

رئيس "معهد الدراسات الإسرائيلي الفلسطيني" كان على اتصال دائم مع غازي حمد منذ وقوع شاليط في الأسر * الوثيقة المشار إليها تضمنت استعداد من حماس بإبداء مرونة في مواقفها

وثيقة أدت إلى إنجاز صفقة تبادل الأسرى
كتبت صحيفة "هآرتس" أن وثيقة تسلمتها إسرائيل قبل 3 شهور أدت إلى التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى مع حركة حماس.
 
وبحسب الصحيفة فإنه رغم جهود دبلوماسيين كثيرين وعناصر المخابرات في مصر وألمانيا وفرنسا وتركيا ودول أخرى، فإن وثيقة وصلت رئيس "معهد الدراسات الإسرائيلي – الفلسطيني"، غرشون بسكين، في 14 تموز/ يوليو الماضي أدت في فتح ثغرة في الطريق المسدود.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن بسكين تحول مع الوقت إلى عامل اتصال بين مسؤولين في حركة حماس وبين المبعوث الإسرائيلي دافيد ميدان.
 
وفي 14 تموز تلقى بسكين وثيقة من وزير خارجية الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة، غازي حمد، وقام بتسليمها إلى ميدان.
 
وكانت الوثيقة تتألف من صفحة واحدة بعنوان "اقتراح للاتفاق على الصفقة بشكل نهائي"، وهي مرسلة من قائد الذراع العسكري لحركة حماس، أحمد الجعبري، وتضمنت استعداد الحركة لإبداء مرونة في مواقفها بشكل ملموس، بحسب الصحيفة.
 
كما أشارت الصحيفة إلى أن بسكين كان له دور في محاولات إطلاق سراح شاليط طوال 5 سنوات، رغم أن الحكومة الإسرائيلية لم تطلب منه ذلك، ورغم الردود الفاترة التي كان يتلقاها من الأجهزة الأمنية ومكتب رئيس الحكومة.
 
وبعد 3 أيام من وقوع شاليط في الأسر، بحسب "هآرتس"، تلقى بسكين اتصالا هاتفيا من محاضر في الجامعة الإسلامية في قطاع غزة، اعتبر مقربا من حركة حماس، لربطه مع الناطق بلسان حركة حماس د. غازي حمد، بهدف إيصال رسائل إلى الحكومة الإٍسرائيلية.
 
وفي الشهور الثلاثة التالية نقل بسكين رسائل من حركة حماس إلى ابنة رئيس الحكومة الإسرائيلية في حينه، إيهود أولمرت. وبحسب بسكين فإن أولمرت لم يهتم بالرسائل، بل طلب من ابنته التوقف عن نقلها.
 
وبحسب "هآرتس" فإن بعد 3 شهور من أسر شاليط، زار بسكين قطاع غزة، والتقى وجها لوجه مع غازي حمد، ومسؤولين آخرين في حركة حماس. وكان الهدف الأساس هو نقل رسالة من شاليط إلى ذويه. وفي التاسع من أيلول/ سبتمبر 2006 سلمت حركة حماس المخابرات المصرية رسالة مكتوبة بخط شاليط.
 
وأضافت أن بسكين واصل اتصالاته مع تسلم بنيامين نتانياهو رئاسة الحكومة، ومع تعيين حجاي هداس مبعوثا خاصا بشأن شاليط. إلا أن هداس رفض مقابلته، وقال إنه يعمل فقط عن طريق الوسيط الألماني غيرهارد كونراد.
 
ومع تعيين ميدان مسؤولا عن ملف شاليط في نيسان/ ابريل 2011، حاول بيسكين إجراء اتصال معه، والتقى بع بعد أسابيع معدودة من تعيينه. وعن ذلك يقول بسكين إن ميدان كان حذرا في البداية، وبعد أن سلمه عدة رسائل من غازي حمد قام الشاباك بفحصها وتبين أنها موثوقة.
 
وفي العشرين من حزيران/ يونيو الماضي سلم الجعبري إلى بسكين، بواسطة غازي حمد، اقتراحا من حركة حماس، تضمنت أقصى مطالب حركة حماس، وخاصة بما يتصل بالأسرى القياديين من ذوي المحكوميات العالية. وكان الرد الإسرائيلي بواسطة ميدان – بسكين هو الرفض، وأنه لن تجري أية محادثات إذا لم يتم شطب هذه الأسماء.
 
وبعد 3 أسابيع، في 14 تموز/ يوليو، تم نقل وثيقة أخرى، عن طريق بسكين، تضمنت تنازلا من حركة حماس عن إطلاق سراح عدد كبير من الأسرى القياديين، كما تضمنت استعدادا من حركة حماس لإبداء مرونة في مطالبها، والاكتفاء بـ25-30 أسيرا من القياديين من ذوي المحكوميات العالية تختارهم إسرائيل، وليس 50 أسيرا كانت تطالب بهم الحركة.
 
وأدى ذلك إلى إلى إتاحة المجال أمام إسرائيل لإبقاء عدد من أبرز الأسرى خارج الصفقة، بضمنهم قادة حماس ومروان البرغوثي وأحمد سعدات.
 
وبحسب بسكين فإن نتانياهو هو الذي قرر الدفع بمثل هذه الصفقة. وقال إن ميدان عمل بتصميم على إنجاز الصفقة، وأن غازي حمد أظهر شجاعة والتزاما، كما أظهر تعاطفا مع عائلة شاليط، في حين أن الوسيط المصري أدار المفاوضات بقدرات عالية.

التعليقات