"انتهى الوجود الاسرائيلي في قطاع غزة مساء اليوم"

إخلاء آخر مستوطنات غزة ومستوطنو نيتساريم سينقلون الى مستوطنة اريئيل في الضفة الغربية* تخوف في الجيش الإسرائيلي من إحتمال لجوء المستوطنين إلى إستخدام الأسلحة في سانور وحومش

وكان قد قال مصدر في الجيش الاسرائيلي ان اخلاء مستوطنة نتساريم، اخر المستوطنات في قطاع غزة، سيبدأ بعد ظهر اليوم، اثر انتهاء المستوطنين من اداء صلاة وداعية في كنيس المستوطنة. وبذلك تستكمل القوات الاسرائيلية اخلاء المستوطنين من القطاع خلال اقل من اسبوع، خلافا لكل التكهنات التي تحدثت عن اسبوعين او اكثر، فيما يتوقع انسحاب الجيش الاسرئايلي نهائيا، من قطاع غزة، في منتصف الشهر المقبل، ايلول، حسب ما كان اعلنه وزير الامن شاؤول موفاز.  وحسب الجيش الاسرائيلي تقيم في نتساريم 80 عائلة "ابدت رغبتها بالانسحاب بدون مقاومة"، بينما يتخوف الجيش من مواجهة اعمال عنف من قرابة 20 عائلة اخرى، ينتمي افرادها الى عصابات حركة كاخ، والتي تمكنت من التسلل الى المستوطنة.


واضاف مصدر في الجيش انه تم التوصل الى اتفاق مع حاخامات المستوطنة على اخلائها "بهدودء". وستوجه المستوطنون بعد خروجهم من نتساريم الى القدس الشرقية لاداء الصلوات قرب حائط المبكي ومن ثم سيتم نقلهم للاقامة في مستوطنة اريئيل، في الضفة الغربية، حيث يزعم الجيش انها ستكون اقامة مؤقتة لهم هناك.


وكان رئيس هيئة اركان الجيش الاسرائيلي دان حالوتس قد قام بزيارة الى المستوطنة، صباح اليوم، وقف خلالها على التحضيرات لاخلائها واستمع الى تقرير من الجيش حول الاتفاق مع قيادة المستوطنة.


وافاد مصدر امني ان فتية من المستوطنة قاموا الليلة الماضية بكتابة شعارات تحرض على قتل رئيس الوزراء الاسرائيلي، اريئيل شارون، على جدران البيوت، منها "شارون، هتلر يفتخر بك"، و"شارون، ليلي (زوجته) بانتظارك"، و"يغئال عمير (قاتل رابين) نحتاجك في الخارج (خارج السجن)".


ويقوم الجيش، اليوم، بنقل ثلاث وحدات من قوات الاخلاء الى شمال الضفة الغربية لاخلاء مستوطنتي حومش وسانور، علما ان المستوطنين اخلوا كديم وغانيم طوعا في وقت سابق. وحسب رأي وزير الامن الداخلي غدعون عزرا فان قوات الاخلاء ستعمل في شمال الضفة الغربية حسب مستوى المقاومة التي ستواجهها. وقال للاذاعة الاسرائيلية انه يعتقد بأن غالبية المتواجدين هناك هم من المتسللين.

وقامت قوات الجيش الاسرائيلي، بعد ظهر امس الاحد باخلاء آخر المستوطنات في غوش قطيف، جنوب قطاع غزة، وفي شمال القطاع، فيما تواصل هدم المستوطنات التي تم اجلاء المستوطنين عنها في نهاية الاسبوع الماضي.

وكان الجيش قد امهل سكان المستوطنات المتبقية في جنوب وشمال القطاع حتى ساعات بعد الظهر كي يبدأوا بالخروج من مستوطناتهم، وفق اتفاق بين قيادة الجيش والقيادة المحلية في المستوطنات.

وبعد قيام المستوطنين بأداء الصلوات واجراء طقوس وداعية لمستوطناتهم بدأت عملية الاخلاء التي استكملت في ساعات المساء. ورغم ادعاء المصدر العسكري بان عمليات الاخلاء لم تواجه اي مقاومة من قبل المستوطنين الا ان وسائل الاعلام نقلت صور اعمال العنف التي قام بها مستوطنون في قطيف ونفيه دكاليم وعتصمونة في محاولة لمنع الجيش من دخولها. وباعتراف الجيش فقد اصيب احد جنوده في نفيه دكاليم. وقد استكمل الجيش امس اخلاء مستوطنات .عتصمونة وقطيف وسلاف ونفيه دكاليم في الجنوب، وايلي سيناي ودوغيت ونيسانيت في شمال قطاع غزة.


وستتولى عصبة غزة في الجيش الاسرائيلي المسؤولية عن قطاع غزة بعد اخلاء نتساريم.، بحيث ستكون المسؤوليات الامنية و الاتصالات مع الفلسطينيين وعن حماية ممتلكات المستوطنين وحزمها.

وقد غادر مستوطنو ايلي سيناي الى معسكر خيام في منطقة "ياد مردخاي" داخل الخط الأخضر واعلنوا انهم لن يتزحزحوا من هناك طالما لم يأت السياسيون ويقدموا لهم بلدة بديلة يقيمون فيها معا. وافاد مصدر منهم ان المستوطنين يرفضون الاقامة في فنادق او في منازل مؤقتة تعرضها عليهم الحكومة الاسرائيلية.


وقال مصدر في مجلس المستوطنات انه سيقيم مدينة خيام قرب نتيفوت للمستوطنين الذين لم يتم توفير اماكن سكن لهم، حسب ادعائه.


وعلم ان الحكومة تنوي اقامة مستوطنة نفيه دكاليم من جديد بالقرب من نيتسانة، حيث اقيمت البيوت المتنقلة التي يقيم فيها المستوطنون الذين اخليوا بموجب صفقات مع دائرة فك الارتباط. كما اعلنت مصادر من قيادة المستوطنين في غوش قطيف، سابقا، انها تنوي اعادة بناء غوش قطيف كله في النقب الجنوبي. 

وقال قائد قوات الاخلاء العميد اهارون فرانكو ان قوات الشرطة والجيش تقوم بتمشيط المستوطنات بحثا عن المتسللين. وحسب ما قاله للاذاعة الاسرائيلية فقد اعتقلت الشرطة عشرات المتسللين في المستوطنات واخلتهم من القطاع.

وفي الوقت ذاته قام الجيش الاسرائيلي بنشر قواته في المستوطنات الخالية من السكان لحزم امتعة المستوطنين الذين تم اخلائهم بالقوة وحراسة ممتلكاتهم التي ستتولى شركات خاصة نقلها، بعد تسجيلها، الى مخازن اقامها الجيش في اشكلون، الى ان يحضر اصحابها لتسلمها.

وبدأت جرافات الجيش الاسرائيلي، امس بهدم بيوت مستوطنة دوغيت، شمال القطاع. ويتوقع الجيش الانتهاء خلال الساعات القادمة.

قال ضابط الشرطة الإسرائيلية، يسرائيل يتسحاك، أنه سيتم تزويد قوات الإخلاء بوسائل لحمايتها من المواد الكيماوية، بالإضافة إلى إستخدام الرافعات بدل السلالم التي تعرض رجال الشرطة للخطر إثناء تسلقهم على الأسطح.

وأشارت المصادر إلى أن ما يقارب 40 من قوات الأمن كانوا قد أصيبوا جراء سكب الصودا الكاوية عليهم من قبل المستوطنين المتحصنين على الأسطح في كفار داروم.

وأفادت مصادر إسرائيلية أن قوات الجيش والشرطة تواصل إستعدادها للمواجهات العنيفة المتوقعة مع ما يقارب 2100 من المتسللين الذين تسللوا في الأسابيع الأخيرة إلى مستوطنتي سانور وحومش، أثناء إخلائهم المتوقع يومي الثلاثاء والأربعاء.

وتشير المعلومات الإستخبارية إلى وجود عشرات القطع من الأسلحة والمواد المتفجرة والتي ينوي المتمترسون في المستوطنتين إستخدامها.

وأشارت المصادر ذاتها إلى أن 17 من مستوطنة سانور طلبوا أن يتم إخلاؤهم بمبادرة منهم قبل وقوع المواجهات، وقامت الشرطة بنقلهم إلى خارج المستوطنة.

وجاء أن المستوطنون قاموا بإضرام النار في موقع إتصال تابع للجيش في مستوطنة حومش، وعندما وصلت قوات من الجيش إلى المكان قام المستوطنون بثقب إطارات سياراتهم.
وتقوم قوات الجيش باعتقال العشرات من الذين يحاولون الوصول إلى سانور وحومش ويجري إخلاؤهم من المنطقة بواسطة الحافلات. وفي الليلة الأخيرة إعتقلت قوات الجيش والشرطة 87 من ناشطي اليمين الذين كانوا في طريقهم إلى المستوطنتين، وكان قد تم إعتقال ما يقارب 200 آخرين ليلة أمس.

كما جاء أنه بموجب المعلومات الإستخبارية فقد قام المتسللون في سانور بجمع قنابل غاز مسيل للدموع وقنابل دخان وقنابل صوتية. كما قاموا بتثبيت نوافذ البيوت التي ينوون التحصن فيها باللحام، وخزن كل مايلزم للمواجهات مع قوات الإخلاء.
واشار مصدر في الجيش أن المستوطنين يجهزون أنفسهم بوسائل كثيرة، في حين يقول سكرتير المستوطنة، يوسي دهان، إن ناشطي اليمني سيعارضون الإخلاء بصورة معقولة.

وفي مستوطنة حومش عمد المستوطنون إلى تخزين الوسائل التي يمكن إستخدامها ضد قوات الإخلاء بما في ذلك غالونات من الزيوت لسكبها قبل مجيء قوات الجيش والشرطة، وكذلك الإطارات المطاطية لإشعالها ودحرجتها في وجوههم.

وبحسب أقوال مصدر أمني أيضاً " من المهم أن نذكر أنه بالرغم من الفرص التي أتيحت للمستوطنين بإيداع أسلحتهم، إلا أنه لدينا معلومات مؤكدة تشير إلى وجود عشرات القطع من الأسلحة في حومش وسانور، ويخشى من قيام المتحصنين باستخدامها ضد قوات الإخلاء".

وأشارت المصادر أيضاً إلى المواجهات التي وقعت أمس بين المستوطنين وقوات الجيش في شمال الضفة الغربية، حيث حاول المستوطنون عرقلة إستعدادات الجيش لتنفيذ عملية الإخلاء. وفي حومش أصيب أحد الجنود بجروح متوسطة، وفي كيدوميم أشعلوا النار في شاحنة للجيش. كما أصيب أربعة من رجال الشرطة وإثنان من المستوطنين أثناء قيامهم برشق سيارة الشرطة بالحجارة وتحطيم زجاجها.

وفي سانور ثقب المستوطنون إطارات جيب عسكري وشاحنة، واصيب أحد المستوطنين وتم إعتقال إثنين آخرين.
وتشير قوات الشرطة والجيش إلى أن وحدات خاصة من الشرطة ومصلحة السجون هي التي ستواجه المستوطنين، وليس قوات الشرطة العادية.

ومن جهته قال رئيس هيئة الأركان العامة للجيش، دان حالوتس، في مقابلة للقناة الأولى، أن إخلاء المستوطنتين في شمال الضفة الغربية سيكون أصعب من إخلاء قطاع غزة، وأن قوات الجيش تستعد لأسوأ الإحتمالات في ظل عدم وجود أطراف تعمل على التهدئة هناك، على حد قوله.


ومن جهتهم نفى المستوطنون في سانور وجود أسلحة بأيديهم أسلحة، كما نقلت المصادر الإسرائيلية قولهم أنه من غير المتوقع أن تقع مواجهات عنيفة.




أعلن القائد العسكري لمنطقة الجنوب دان هرئيل مساء اليوم الاثنين ان "الوجود الاسرائيلي في قطاع غزة انتهى مساء اليوم" بعد اخلاء جميع المستوطنين من قطاع غزة.

وكانت القوات الاسرائيلية اخلت خلال هذا اليوم المستوطنين من مستوطنة نيتساريم في وسط القطاع وهذه آخر مستوطنة يخليها الجيش والشرطة الاسرائيليين في القطاع.

وبعد انهاء اخلاء المستوطنين في نيتساريم جمع هارئيل وقائد الشرطة الاسرائيلية في لواء الجنوب اوري بار ليف الصحفيين واعلن هرئيل امامهم ان "الوجود الاسرائيلي في القطاع انتهى".

واضاف انه "بذلك تنتهي المرحلة الاولى من حملة فك الارتباط لكن ما زالت هناك مهمات صغيرة ومعقدة يجب تنفيذها".

ويذكر ان قوات الجيش الاسرائيلي ستبقى في القطاع مدة شهر اضافي لهدم المباني في المستوطنات واخلاء القواعد والمواقع العسكرية الاسرائيلية ونقلها الى داخل الخط الاخضر.

وبدأ الجيش الاسرائيلي يوم الجمعة الماضي بهدم المستوطنات وكانت مستوطنة كيرم عتصمونا اولى المستوطنات التي تم هدمها.

وقال هرئيل "لقد نجحنا في منع سقوط اصابات والحفاظ على كرامة المستوطنين الذين تم اخلاؤهم من دون التسبب باضرار فادحة".

واعتبر هرئيل ان "المستوطنين تصرفوا بصورة مثالية ونبيلة اثناء الاخلاء فيما ابدى الجنود وافراد الشرطة نضوجا رائعا وذلك باستثناء الحادث الذي وقع لدى اخلاء مستوطنة كفار داروم والذي شارك فيه مستوطنون تسللوا من خارج قطاع غزة".

التعليقات