مئات المتطرفين الاسرائيليين ينوون دخول قطاع غزة لمنع تنفيذ فك الارتباط

الشرطة تقول ان التظاهرة ستنتهي في اوفكيم وقادة المستوطنين يواصلون التحدث عن تحقيق هدفهم بالدخول الى غوش قطيف* الشرطة تنقذ غدعون عيزرا من حصار المتظاهرين في سديروت

مئات المتطرفين الاسرائيليين ينوون دخول قطاع غزة لمنع تنفيذ فك الارتباط

.

وكانت الشرطة ووزيرها ووزير الامن والمستشار القضائي للحكومة الاسرائيلية قد اعلنوا عدة مرات، أول امس، انه لن يتم السماح للمتظاهرين بالتظاهر في سديروت، بحجة ان ذلك يشكل خطرا على المتظاهرين كون البلدة تقع في مرمى صواريخ المقاومة الفلسطينية ، الا ان قيادة المستوطنين لوت ذراع المسؤولين الاسرائيليين وفرضت عليهم تصريح التظاهر في سديروت، حيث اعترفت الشرطة بعجزها عن منع آلاف المتظاهرين من دخول سديروت. الا ان الشرطة تحاول اخفاء عجزها هذا من خلال الادعاء بأنها سمحت للمتظاهرين بالتواجد في سديروت لمدة ساعتين ونصف فقط، من السادسة والنصف وحتى التاسعة مساء، وتحديد عدد المشاركين في التظاهرة بعدة آلاف ومن ثم مغادرتهم بالسيارات نحو اوفكيم والمبيت هناك، فيما ينفي مجلس المستوطنات موافقته على اية قيود فرضتها الشرطة.

وادلى قادة مجلس المستوطنات بتصريحات متناقضة حول شكل وموعد انتهاء التظاهرة في اوفكيم، وبينما قال بعضهم انه تم الاتفاق مع الشرطة والجيش على تفرق المتظاهرين في اوفكيم وعودتهم الى بيوتهم، الا ان البعض الآخر، ومن بينهم عضو الكنيست اليمني المستوطن في قطاع غزة، تسفي هندل، قالوا ان الهدف هو غوش قطيف. واوضح هندل للاذاعة الاسرائيلية، انه قد لا تستأنف المسيرة بكاملها طريقها نحو غوش قطيف، وانما على شكل جماعات وافراد.

وحسب ما نشرته وسائل اعلام اسرائيلية اليكترونية، صباح اليوم، نقلا عن قيادة المستوطنين، فانهم لم يتعهدوا بمنع تسلل المتظاهرين الى قطاع غزة او استئناف المسيرة باتجاه غوش قطيف.

ويدعي الجيش الاسرائيلي انه حقق من خلال الاتفاق مع المستوطنين ما سعى اليه وهو "ابعادهم عن مرمى صواريخ القسام الفلسطينية" فيما يعتبر هندل هذا التسويغ مثيرا للسخرية قائلا ان المسافة الفاصلة بين قطاع غزة واوفكيم لا تختلف عن المسافة بين قطاع غزة وسديروت.

30 الف شرطي وجندي سيحرسون التظاهرة

في المقابل يرى المستوطنون في الاتفاق مع الشرطة والجيش انتصارا لهم، حيث تمكنوا من وقف التدريبات التي يجريها الجيش والشرطة تمهيدا لتنفيذ فك الارتباط، اذ اضطرت الحكومة الاسرائيلية الى تجنيد غالبية المشاركين في التدريبات للمشاركة في حراسة التظاهرة ومحاولة منع المستوطنين من الوصول الى غوش قطيف. وحسب المصادر تم تجنيد 12 الف شرطي و18 الف جندي للمشاركة في هذه المهمة.

اثار وصول وزير الامن الداخلي الاسرائيلي غدعون عيزرا الى منطقة تظاهرة معارضي فك الارتباط في مدينة سديروت مساء امس الثلاثاء غضب المتظاهرين الذين احاط المئات منهم بالوزير واخذوا يرددون هتافات ضده واخرى متددة بالحكومة الاسرائيلية.

وتمكن حراس الوزير الاسرائيلي الشخصيين وقوات الشرطة بصعوبة من اخراجه من بين المتظاهرين بعد ان شكلوا طوقا حوله وقادوه الى غرفة القيادة الامامية التي اقامتها الشرطة في سديروت لمواجهة تظاهرة معارضي فك الارتباط في المكان.

من جهة اخرى اعلن المئات من معارضي خطة فك الارتباط انهم سيدخلون قطاع غزة مساء أمس للوصول الى المستوطنات هناك والعمل على منع تنفيذ فك الارتباط فيما قال قياديون في مجلس المستوطنات انهم سيتوجهون الى هذه المستوطنات اليوم وذلك على الرغم من الاعلان عن القطاع منطقة مغلقة امام الاسرائيليين.

وافتتح عشرات الالوف من معارضي فك الارتباط تظاهرة ضد الخطة في مدينة سديروت مساء أمس بتأخير ساعتين تقريبا بسبب قلة عدد المشاركين الذين حضروا الى مكان المظاهرة في الساعات الاولى من المساء.

واتهم قادة المستوطنين الشرطة الاسرائيلية بعرقلة وصول الحافلات الى سديروت لافشال التظاهرة فيما اكدت مصادر في الشرطة الاسرائيلية ان تأخير وصول الحافلات سببه الاختناقات المرورية.

لكن سرعان ما وصلت الحافلات التي اقلت المتظاهرين الذين تضاربت المصادر الاسرائيلية فيما يتعلق بعددهم وتراوحت التقديرات بين 15 الفا و40 الفا.

وكانت الشرطة الاسرائيلية قد رفضت بداية اجراء التظاهرة في بلدة سديروت بادعاء التحسب من اطلاق فلسطينيين صواريخ قسام باتجاه هذه المدينة، وفي المقابل اعلنت الشرطة انها توافق على اجراء تظاهرة وتجمع في بلدة اوفكيم في جنوب اسرائيل احتجاجا على اخلاء مستوطنات قطاع غزة والبقاء في المكان حتى يوم الجمعة القادم.

لكن الشرطة تراجعت عن موقفها الاولي ووافقت على اجراء تظاهرة في سديروت بمشاركة عدد محدود لا يتعدى خمسة الاف متظاهر.

لكن قادة المستوطنين لم يلتزموا بالاتفاق مع الشرطة واستمر وصول المتظاهرين الذين من المتوقع ان يصل الى 15 الفا على الاقل.

واعلنت الشرطة الاسرائيلية التي حشدت 30 الفا من عناصرها في جنوب اسرائيل لمنع معارضي فك الارتباط من الوصول الى القطاع انها ستخلي عند الساعة التاسعة والنصف من مساء اليوم المتظاهرين من سديروت وسترافقهم الى تجمع معارضي الخطة في اوفكيم.

في غضون ذلك اعلن متظاهرون من اليمين المتطرف الاسرائيلي امام عدسات قنوات التلفزة الاسرائيلية انهم لن يتوجهوا الى اوفكيم وانما الى الكتلة الاستيطانية غوش قطيف في قطاع غزة.

وافادت تقارير صحفية اسرائيلية امس ان عشرات المتطرفين الاسرائيليين يتسللون في كل يوم من الايام الاخيرة الى غوش قطيف "من خلال استخدام اساليب لتضليل قوات الجيش والشرطة الاسرائيلية".

واعتبر خطباء في التظاهرة التي جرت مساء أمس في سديروت ونقلت قنوات التلفزة الاسرائيلية مقاطع من خطاباتهم في بث حي انه "بالامكان وقف هذا الخطأ" في اشارة الى خطة فك الارتباط.

التعليقات