09/04/2015 - 16:40

اليرموك: توتّر شديد بعد تبني اتفاق فلسطيني - سوري الحل العسكري

قالت مصادر من داخل مخيّم اليرموك، لـ”عرب ٤٨”، إن “توتّرا كبيرا يسود المخيّم، وتتوقّع الأهالي حدوث مجازر عديدة بعد تصريحات القيادة الفلسطينية التي قامت برمي ملف المخيّم في أحضان النظام السوري الذي يحاصر المخيّم ويلقي البراميل المتفجرة عليه

اليرموك: توتّر شديد بعد تبني اتفاق فلسطيني - سوري الحل العسكري
قالت مصادر من داخل مخيّم اليرموك لـ”عرب ٤٨” إن “توتّرا كبيرا يسود المخيّم، ويتوقّع الأهالي في المخيّم مجازر عديدة بعد تصريحات القيادة الفلسطينية التي قامت برمي ملف المخيّم في أحضان النظام السوري الذي يحاصر المخيّم منذ عامين وأكثر، بالإضافة إلى سقوط ثمانية براميل متفجّرة ليلة أمس على أرض المخيّم ألقتها مروحيات النظام”. 
 
وكان مسؤول ملف مخيّم اليرموك في منظّمة التحرير الفلسطينية، أحمد مجدلاني، صرّح أمس أثناء زيارته لسوريا لبحث الأوضاع في مخيّم اليرموك، أنه اتفق خلال لقاء جمعه بنائب وزير الخارجية السورية، فيصل مقداد، على توفير ممرّات آمنة للنازحين الفلسطينيين من المخيّم، وتوفير مراكز الإيواء والمساعدات الغذائية والعلاجية لهم. وأضاف المجدلاني في تصريحه أمس أنه “ندعم الحكومة السورية التي من المؤكد أنها معنية بتوفير الأمن والأمان لكل المواطنين، السوريين والفلسطينيين”، متغاضياً عن حصار النظام السوري للمخيّم وقصفه ببراميل المتفجّرات. 
 
وأضافت المصادر أن “أهالي اليرموك يتوقّعون مجازر كبيرة بحقهم بعد أن أعطى المجدلاني للنظام السوري أمس الضوء الأخضر لفعل ما يُريد بالمخيّم، بالإضافة إلى تشجيعه النزوح من المخيّم ممّا يعني تدميره وتحويله إلى ثكنة عسكرية”. 
 
وتابعت المصادر أن 'ثمانية براميل متفجّرة سقطت في ساعات الليل المتأخرة على أرض المخيّم سقط، وحركة النزوح باتجاه منطقة يلدا مستمرة وازدادت بعد تصريحات المجدلاني أمس، إذ شعر السكّان أن القيادة الفلسطينية حضرت إلى سوريا لمنح النظام السوري الضوء الأخضر ليس إلّا'. 
 
أمّا عن المواد الغذائية والماء والدواء، فقالت المصادر إن “المخيّم لا يزال بلا غذاء وماء وكهرباء حتى اللحظة، وتم في الأمس توزيع قرابة الـ٣٠٠ كرتونة غذائية في يلدا على النازحين وبعض ممّن خرجوا إلى يلدا وعادوا إلى المخيّم، أمّا المخيّم فما زال لا يدخله أي مواد غذائية”. 
 
وأضافت أن “الحل العسكري يعني هدم المخيّم واستهداف كل من يبقى فيه ويرفض مخطّط النزوح إلى منطقة يلدا وإخلاء المخيّم، النظام السوري يريد هذا الحل الذي صرّح به وزير المصالحة، وتدعمه الجبهة الشعبية- القيادة العامّة ووافقت عليه منظّمة التحرير على لسان المجدلاني”.
 
واختتمت المصادر حديثها وقالت إن “الشعور العام لدى المدنيين في المخيّم هو الخوف وفقدان الأمل، إذ تركنا الجميع ورمونا في حضن النظام”. 

من جانبه قال مجدلاني في مؤتمر صحافي عقده في دمشق إن دخول 'داعش' إلى المخيم أطاح بالحل السياسي، وأنه 'وضعنا أمام خيارات أخرى لحل أمني نراعي فيه الشراكة مع الدولة السورية صاحبة القرار الأول والأخير في الحفاظ على أمن المواطنين'، معتبرا أن 'الجهد الفلسطيني هو جهد تكاملي مع دور الدولة السورية في تطهير المخيم من الإرهاب'.

وكان مجدلاني يتحدث بعد اجتماع عقد مساء وشارك فيه ممثلون عن 14 فصيلا فلسطينيا في سوريا، وغابت عنه كتائب أكناف بيت المقدس، وهي الحركة التي نشأت مؤخرا من أبناء مخيم اليرموك والتي تعتبر قريبة من حركة حماس. ومنذ دخول تنظيم 'داعش' إلى مخيم اليرموك في الأول من نيسان/أبريل الحالي، تقاتل كتائب أكناف بيت المقدس ضد التنظيم الإرهابي، ما أسفر عن مقتل 45 شخصا بينهم ستة مدنيين.

وقال مجدلاني القادم من رام الله والذي شارك في اجتماع الفصائل إنه 'اتفقنا على أن يبقى (الاجتماع) مفتوحا للتنسيق الدائم مع القيادة السورية، وأن تُشكل غرفة عمليات مشتركة من القوات السورية والفصائل الفلسطينينة التي ترغب والتي لها تواجد ملموس داخل المخيم أو في محيطه لاستكمال هذه العملية النظيفة عسكريا'.

وأوضح أن 'أي عمل (عسكري) يجب أن يراعي حياة المدنيين السوريين والفلسطينيين في اليرموك، وألا تكون هناك حالة من التدمير الشامل للمخيم، وأن تتم العملية بشكل تدريجي في الأحياء'.

وأكد ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في دمشق أنور عبد الهادي لوكالة فرانس برس أن الفصائل الفلسطينية توافقت في الاجتماع 'على دعم الحل العسكري لإخراج داعش من المخيم'.

وفيما لم يكن في الإمكان الاتصال بممثلين عن كتائب أكناف بيت المقدس لتبين موقفها من العملية العسكرية، قال عبد الهادي إن 'تسعين مقاتلا من أكناف بيت المقدس باتوا ينسقون مع غرفة العمليات المشتركة ويقاتلون إلى جانب النظام'.

وأشار مجدلاني من جهته إلى أن 'جزءا من مقاتلي أكناف بيت المقدس انشقوا عنه وباتوا يقاتلون إلى جانب تنظيمي داعش والنصرة'.

ويأوي المخيم حاليا وفق مجدلاني قرابة عشرة آلاف فلسطيني وخمسة آلاف سوري، بعد أن نزح منه أكثر من ألفي شخص إثر دخول 'داعش'. 

التعليقات