27/09/2010 - 19:23

بسبب خلاف بين امير ووزير: التحضير لشبكة قنوات مصرية جديدة بتمويل من 'مليارديرات التوريث'

ثمة حروب اعلامية متعددة الاوجه والوسائل والاماكن تدور حاليا في الشرق الاوسط او حوله، حيث اصبحت القنوات الفضائية الوسيلة الاقوى والاكثر انتشارا لكسب النفوذ السياسي والثقافي، او مقاومته، وصناعة الرأي العام، وعاملا حاسما في عملية استراتيجية اكثر تعقيدا، تتسابق فيها قوى اقليمية ودولية لاعادة تكوين هذا الجزء الحيوي من العالم.

بسبب خلاف بين امير ووزير: التحضير لشبكة قنوات مصرية جديدة بتمويل من 'مليارديرات التوريث'

ثمة حروب اعلامية متعددة الاوجه والوسائل والاماكن تدور حاليا في الشرق الاوسط او حوله، حيث اصبحت القنوات الفضائية الوسيلة الاقوى والاكثر انتشارا لكسب النفوذ السياسي والثقافي، او مقاومته، وصناعة الرأي العام، وعاملا حاسما في عملية استراتيجية اكثر تعقيدا، تتسابق فيها قوى اقليمية ودولية لاعادة تكوين هذا الجزء الحيوي من العالم.

ولم يعد ممكنا فهم ما يحدث في الساحة السياسية بعيدا عن تلك الحروب الاعلامية، التي تظهر تقلصاتها بين حين واخر منذرة بتحولات اكبر في خريطة الفضائيات العربية في المستقبل القريب.

وكان الاختفاء المفاجئ لمكاتب قناة اوربيت السعودية من القاهرة احدث هذه التقلصات واكثرها اثارة للجدل، بسبب ما يعنيه ذلك من توقف برنامج 'القاهرة اليوم' الذي يقدمه الاعلامي عمرو اديب الذي طالما كان نفسه محل جدل واسع.

 

وبموازاة اختفاء 'اوربيت' يجري التحضير لاطلاق حزمة قنوات مصرية جديدة يمولها سياسيون ورجال اعمال كبار مقربون من السيد جمال مبارك امين لجنة السياسات في الحزب الوطني الحاكم في مصر، بينهم احمد عز وايهاب طلعت وياسين منصور ومحمود بركات واخرون، والمرشح لادارتها اسامة الشيخ الرئيس الحالي لاتحاد الاذاعة والتلفزيون المصري.

 

ويجري الاعداد لاطلاق شبكة القنوات حاليا في لندن، ويقوم بالدور الرئيسي ايهاب طلعت الذي فاز بحكم قضائي في وقت سابق من العام الحالي بالحق القانوني في ملكية برنامج 'البيت بيتك' ما ادى لتوقفه في التلفزيون المصري واستبداله ببرنامج اخر بعنوان 'مصر النهارده'.

 

وستضم الشبكة واسمها 'البيت بيتك' قناة عامة بالاضافة الى قنوات فنية ورياضية متعددة، وستبث من المدينة الاعلامية في القاهرة الا انها ستهتم بالبعد العربي وسيكون لها عدد من المكاتب في اهم العواصم العربية والعالمية، ويأمل القائمون عليها ان تبدأ ارسالها في شهر كانون الاول ديسمبر لتنافس الفضائيات العربية البارزة.

 

وكانت قناة 'اون تي في' المملوكة للملياردير نجيب ساويرس اوقفت لاسباب غامضة تعاملها مع الصحافي المعارض ابراهيم عيسى الذي كان يشارك في برنامج 'بلدنا بالمصري'، وان قالت في بيان انه اراد التفرغ لصحيفة الدستور.

 

وحسب مصادر مطلعة فان ضغوطا ستتصاعد على عدد من القنوات الفضائية مع الاقتراب من الانتخابات التشريعية والرئاسية في مصر، قد تسفر عن غياب قنوات اخرى و'تحجيم' برامج حوارية ونجوم في هذه الصناعة المزدهرة التي يرى خبراء انها اعادت العصر الذهبي للتلفزيون.

 

وقالت مصادر لـ'القدس العربي' انه صار مستبعدا الان نجاح الجهود التي بذلت لاعادة بث قناة 'اوربيت' من القاهرة، مؤكدة ان الاسباب الحقيقية لقرار الاغلاق اكثر تعقيدا من تلك التي نشرتها مدينة الانتاج الاعلامي في بيانها، وهي 'التأخر المتكرر في سداد التزاماتها المالية رغم الانذارات التي تلقتها بهذا الشأن'.

 

وقالت 'صحيح ان اوربيت تأخرت في السداد، الا انك لا تخسر عميلا دفع لك اكثر من ثلاثمئة مليون دولار على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية لانه تأخر لايام في سداد مبلغ صغير كخمسة ملايين دولار'. واعتبرت ان مجموعة من الاسباب والعوامل تضافرت لجعل 'اوربيت' الضحية الاولى، لكن ربما ليست الاخيرة في هذه 'الحرب الفضائية'، ابرزها قرار سياسي بمحاصرة الانتقادات لمشروع التوريث في الفضائيات والنوافذ التي يمكن ان تعطي مجالا لظهور رموز معارضة مغضوب عليها وخاصة جماعة الاخوان، وهو ما كان يحدث احيانا في 'اوربيت' رغم انحياز القناة بشكل عام الى النظام. 

 

واشارت كذلك الى ان توترا في العلاقة بين وزير الاعلام المصري والامير السعودي المالك للقناة، ادت الى افشال مشروع لعقد اجتماع بينهما لبحث الازمة.

 

وكان مالك احدى القنوات الفضائية الخاصة اعلن تعرضه لضغوط شديدة من النظام بسبب برنامج حواري تراه الحكومة 'مزعجا'، واشار الى انه فكر جديا اكثر من مرة في اغلاق القناة حتى لا تتضرر استثماراته الكبيرة.

وبالرغم من المكاسب الكبيرة التي تحققها الاعلانات في هذا البرنامج، تشير المصادر الى اتجاه لالغائه وقصر برامج القناة على الموضوعات الفنية والاجتماعية والرياضية تفاديا للمشاكل مع الحكومة. واشارت المصادر الى ان الاغراء بالاحتفاظ بالارباح الهائلة التي يحققها نجوم البرامج الحوارية من وراء الاعلانات قد تكون عاملا مساعدا في انجاح الحملة لخفض سقف الحرية في تلك البرامج.

 

وتوقعت 'حركة تنقلات' لبعض المذيعين بين الفضائيات في هذا الاطار، نتيجة لمفاوضات بدأت بالفعل، مشيرة الى ان قناة 'الحياة' المملوكة للسيد البدوي رئيس حزب الوفد طرف في بعضها، وانها قد تسفر عن صفقات قد تفوق صفقات تنقل لاعبي كرة القدم.

 

ويقوم بعض 'النجوم' بدور المنتج المنفذ للبرنامج اذ يشترون 'وقت الهواء' من القنوات ويتكفلون بتكاليف الانتاج مقابل حصة من الاعلانات تقدر بملايين الجنيهات في بعض الاحيان. وبلغت 'كعكة الاعلانات' في التلفزيون المصري في شهر رمضان الماضي وحده اربعمائة مليون جنيه حسب اتحاد الاذاعة والتلفزيون.


التعليقات