08/10/2010 - 15:36

فيلم مصري يتهم موظفين حكوميين مصريين بنشر الامراض عن طريق نفايات المستشفيات

عرض ضمن فعاليات الدورة الرابعة عشرة لمهرجان الاسماعيلية الدولي للافلام التسجيلية والروائية القصيرة فيلم "طبق الديابة" لمنى العراقي الذي يصور التجارة بالنفايات الطبية ودورها في نشر الامراض، ويشير الى تورط موظفين حكوميين في هذه التجارة. ويصور الفيلم التسجيلي القصير بواسطة كاميرات مخفية تورط موظفين في مستشفيات حكومية في بيع وتهريب النفايات الطبية الى اي جهة تدفع لهم اموالا، وبشكل خاص العاملين في النفايات في منطقة الديابة التي اصبحت جزءا من منطقة بولاق الدكرور الشعبية

فيلم مصري يتهم موظفين حكوميين مصريين بنشر الامراض عن طريق نفايات المستشفيات

 

 
الاسماعيلية (مصر) - عرض ضمن فعاليات الدورة الرابعة عشرة لمهرجان الاسماعيلية الدولي للافلام التسجيلية والروائية القصيرة فيلم "طبق الديابة" لمنى العراقي الذي يصور التجارة بالنفايات الطبية ودورها في نشر الامراض، ويشير الى تورط موظفين حكوميين في هذه التجارة.
ويصور الفيلم التسجيلي القصير بواسطة كاميرات مخفية تورط موظفين في مستشفيات حكومية في بيع وتهريب النفايات الطبية الى اي جهة تدفع لهم اموالا، وبشكل خاص العاملين في النفايات في منطقة الديابة التي اصبحت جزءا من منطقة بولاق الدكرور الشعبية.
وكان انتشار فيروس بي وفيروس سي، اكثر الفيروسات المعروفة فتكا في الكبد في هذه المنطقة، دافعا للمخرجة والمصورة منى العراقي المخرجة في تلفزيون "او تي في" الذي يملكه رجل الاعمال نجيب ساويرس للقيام بتصوير هذا الفيلم.
وصور الفيلم طرق هذه التجارة ونوع النفايات المتاجر بها، وكذلك قيام المخرجة نفسها في التجارة بهذه النفايات وصولا الى هدفها بمعرفة الاماكن الاساسية لتهريب نفايات المستشفيات الحكومية حيث يعاد استخدامها دون معالجة علمية تقتل الفيروسات.
ويوضح الفيلم ان النفايات الطبية يتم تصنيفها في ثلاثة مستويات، يتم وضع كل نوع حسب مستوى الخطورة في كيس له لون خاص. واخطرها الاحمر الذي توضع فيه بشكل رئيسي الابر والخراطيم والفلاتر المستخدمة في غرف العمليات الجراحية وغرف العناية المركزة وغرف غسيل الكلى، بعدها اللون البرتقالي بدرجاته المتعددة التي تشير الى نسبة الخطورة، يليه اللون الاسود والابيض الاقل خطرا.
واعتبر الناقد السينمائي المصري مجدي الطيب ان "هذا الشريط يعتبر ورقة ادانة كاملة للحكومة والاجهزة المنوط بها التخلص من هذه النفايات بطريقة امنة في وزارتي البيئة والصحة".
وقال "هذا الفيلم بمثابة بلاغ مصور وموثق يقدم الى النائب العام ولا اعرف لماذا لم يعرض هذا الفيلم الذي يشير الى حالة خطيرة جدا من التردي على شاشات القنوات الحكومية والخاصة التي يبدو انها نفسها متورطة في الصمت عن هذه الفضيحة".
أما مدير التصوير سعيد الشيمي فرأى أن "هذا الفيلم هو اهم فيلم تسجيلي تم عرضه ضمن فعاليات المهرجان لانه يصور حقيقة دامغة تدلل على كم التردي الذي نعيشه على صعيد طبي وانساني".
فيما اشار الناقد اشرف البيومي الى "اهمال الدولة في متابعة إعدام هذه النفايات بالشكل السليم والذي لا يكلفها شيئا"، متحدثا عن فساد في غالبية الاجهزة الحكومية" يحول دون ذلك.
وعبرت الناقدة السينمائية ماجدة موريس عن "الخوف الشديد" مما رأت، وابدت عدم اقتناعها "بتبريرات المسؤولين الحكوميين الذي قابلتهم منى عراقي".
وكانت المخرجة استطاعت الوصول خلال بحثها الى عدد من تجار ووسطاء هذه التجارة وقامت بتصوير المقابلات بكاميرا مخفية موضوعة في حقيبة يدها فضحت من خلالها انه يمكن لكل من يدفع اموال بخسة ان يحصل على هذه البضاعة، وقامت نفسها بشراء عدد من الاكياس الحمراء التي تتضمن نفايات شديدة الخطورة.
ورأى الناقد السينمائي المغربي مصطفى المسناوي ان "فلسفة الفقر التي تقف وراء مثل هذه التجارة وما قد تحمله من مؤشرات فساد لدى الموظفين لا تشكل خطرا مصريا فقط بل يجب ان يشكل هذا الشريط ناقوس خطرا ايضا بالنسبة لدول عربية اخرى لا تختلف ظروفها الاجتماعية والاقتصادية عن الظروف المصرية".
واتفق المسناوي والشيمي على ان "القيمة الحقيقية للفيلم هي تصويره واقعا حقيقيا، ومن هنا تاتي عملية تقييمه وليس الحديث عن الدقة الفنية مثل ميلان الصورة او ارتجاجها او تصويرها بالمقلوب، فالمخرجة كانت تعمل في ظروف فائقة الصعوبة وصولا الى هدفها بتصوير هذه الماساة".
يشارك هذا الفيلم في المسابقة الرسمية للافلام التسجيلية القصيرة احدى المسابقات الخمس للمهرجان، وسبق ان حصل على جائزة احسن فيلم من اتحاد الصحافة العالمي.
وبدأ مهرجان الاسماعيلية فعالياته السبت الماضي ومن المنتظر ان تعلن نتائج مسابقاته الخمس في الحفل الختامي السبت.
والمسابقات هي للافلام التسجيلية الطويلة (6 افلام)، والافلام التسجلية القصيرة (15 فيلما)، والافلام الروائية القصيرة (30 فيلما)، وافلام التحريك (17 فيلما) وافلام التجريب (10 افلام).

التعليقات