09/11/2010 - 17:28

أفلام وأقلام.. أغلب كلاسيكيات السينما المصرية مقتبسة من الادب

يصعب على عشاق السينما المصرية ومؤرخيها تخيل تاريخها مستقلا عن أعمال أدبية في مرحلة اعتبرها الكثيرون العصر الذهبي للشاشة الفضية في مصر كانت مصدر الهام للمخرجين في أفلام تعد الآن من " الكلاسيكيات".

أفلام وأقلام.. أغلب كلاسيكيات السينما المصرية مقتبسة من الادب

يصعب على عشاق السينما المصرية ومؤرخيها تخيل تاريخها مستقلا عن أعمال أدبية في مرحلة اعتبرها الكثيرون العصر الذهبي للشاشة الفضية في مصر كانت مصدر الهام للمخرجين في أفلام تعد الآن من " الكلاسيكيات".

ففي استفتاء حول أفضل 100 فيلم مصري بمناسبة مئوية السينما عام 1996 جاء 12 عملا من بين أول 20 فيلما في القائمة من مصادر أدبية وهي (الارض) و(الحرام) و(شباب امرأة) و(بداية ونهاية) و(البوسطجي) و(رد قلبي) و(دعاء الكروان) و(اللص والكلاب) و(أم العروسة) و(القاهرة 30) و(شيء من الخوف) و(الطوق والاسورة).

ومن مؤلفي هذه القصص والروايات التي تحولت الى السينما عميد الادب العربي طه حسين ويحيى حقي وعبد الرحمن الشرقاوي ويوسف ادريس وعبد الحميد جودة السحار ويحيى الطاهر عبد الله ونجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل في الاداب لعام 1988.

ويسجل الناقد المصري محمود قاسم في كتابه (أفلام وأقلام) جانبا من العلاقة بين السينما والادب اذ يورد غلاف المجموعة القصصية أو الرواية الى جوار ملصق الفيلم الذي اقتبس منها ونبذة عن العمل الادبي ومؤلفه والفيلم ومخرجه وكيف اتفق الطرفان وفيما اختلفا.

ومن أبرز أوجه الاختلاف أن فيلم (الارض) الذي أخرجه يوسف شاهين عام 1970 عن رواية الشرقاوي -وهو الثاني في قائمة أهم فيلم مصري- ينتهي بمصرع بطله محمد أبو سويلم دفاعا عن أرضه لكن الرواية تنتهي بالقبض على أبو سويلم وأصحابه وتوحي بالامل في الافراج عنهم.

والكتاب الذي يقع في 225 صفحة كبيرة القطع أصدره قطاع العلاقات الثقافية الخارجية بوزارة الثقافة المصرية وقال المخرج محمد كامل القليوبي في مقدمته ان الادب والسينما مثل "جناحي مقص لا يمكن أن ينفصل أحدهما عن الاخر" وان كانت أغلب الراويات التي تنشر حاليا لا تصلح للسينما التقليدية.

واعتبر القليوبي ان الابداع الادبي في العالم العربي "أكثر نشاطا من السينما وأن الفن السابع لم يلعب دوره الواجب في ابراز هذه الابداعات الجادة" كما كان الحال منذ منتصف الخمسينيات حين كانت السينما تعتمد على الادب.

واشار الي ان المخرج السينمائي أحمد ضياء الدين أخرج فيلم (أين عمري) -وهو أول فيلم عن رواية لاحسان عبد القدوس- في عام 1956 .. وفي العام التالي ظهر له عملان هما (الوسادة الخالية) و(لا أنام).. وفي عام 1958 ظهر له (الطريق المسدود) وفي العام التالي ظهر (أنا حرة) وكلها من اخراج صلاح أبو سيف.

ولم ينس القليوبي وهو أستاذ للسيناريو في أكاديمية الفنون أن يذكر بأن جودة العمل الادبي لا تضمن له أن يكون فيلما بارزا الا اذا توفر له كاتب ومخرج على المستوى نفسه مستشهدا بنجيب محفوظ الذي تحولت ثلاثيته الشهيرة (بين القصرين) و(قصر الشوق) و(السكرية) على يد حسن الامام "الى مجموعة من الرقصات والهتافات الوطنية الجوفاء" على عكس تعامل مخرجين جادين منهم كمال الشيخ في (اللص والكلاب) و(ميرامار) وعلي بدرخان في (الكرنك) و(الجوع) وعاطف الطيب في (الحب فوق هضبة الهرم).

ويورد قاسم مؤلف الكتاب في الخاتمة قائمة الاعمال الادبية التي تحولت الى أفلام.

وجاءت (ملحمة الحرافيش) لمحفوظ مثل منبع الهام اذ اقتبس منها بين عامي 1985 و1988 ستة أفلام هي (المطارد) لسمير سيف و(التوت والنبوت) لنيازي مصطفى و(أصدقاء الشيطان) لاحمد ياسين و(شهد الملكة) و(الحرافيش) لحسام الدين مصطفى و(الجوع) لبدرخان.

التعليقات