10/12/2010 - 01:58

ناظم السّاعاتي يجعل وقت العراقيين معكوسًا

ابتكر ساعاتيّ في الناصرية بجنوب العراق، طريقة جديدة لجذب الزبائن، إذ اخترع ساعةً تختلف تمامًا عن السّاعات العاديّة، ساعة تدور عقاربها عكس الاتّجاه المعهود لدوران عقارب السّاعة.

ناظم السّاعاتي يجعل وقت العراقيين معكوسًا

ابتكر ساعاتيّ في الناصرية بجنوب العراق، طريقة جديدة لجذب الزبائن، إذ اخترع ساعةً تختلف تمامًا عن السّاعات العاديّة، ساعة تدور عقاربها عكس الاتّجاه المعهود لدوران عقارب السّاعة.

لجأ ناظم الصفار إلى تلك الحيلة بعد أن تأثرت تجارته مع اعتماد الزّبائن على التكنولوجيات الحديثة، مثل الهواتف المحمولة، للاستعلام عن الوقت، وقد بدأوا ينسون الساعات القديمة التي كانوا يصلحونها في ورشته.

وقال الصفار من قلب ورشته: "أكثر الساعات التي يجلبونها إلى هنا تبقى من ستة إلى سبعة أشهر، فلاحظت أن هناك شعورا بالملل من هذا التوقيت، كما أنّ الموبايل موجود والساعات رخيصة، فقررت أن أغيّر الساعة وأن أجعل دورانها عكسيًّا، حتى ترى الناس أمرا جديدا، فيصير الاقبال عليها أكبر ."

وأضاف أنه ومذ بدأ تغيير السّاعات لتدور عقاربها عكس الاتّجاه، أصبح يلاقي اقبالاً من أصحاب المهن، مثل الأطباء والمحامين والمهندسين.

وأوضح الصفار أن الساعات الجديدة تتبع حركة دوران الأرض، وأنّ الحركة المخالفة لعقارب السّاعة هي نفسها حركة طواف الحجّاج حول العكبة.

وقال أيضًا: "دوران الساعة المعهود غير اعتياديّ في الواقع، فهو مخالفٌ لدوران الكرة الأرضيّة وشروق وغروب الشّمس، والطّواف حول الكعبة، وحتّى الدّورة الدّمويّة، لكن دوران السّاعة الجديدة، موافقٌ لدوران الكرة الأرضيّة، وشروق وغروب الشّمس، والطّواف حول الكعبة."

ويبيع الصّفار النّوع الجديد والغريب من الساعات لقاء 30 ألف دينار عراقيّ، وهو ما يوازي 26 دولارا.

واشترى خياط محلي يدعى عمار احدى تلك الساعات التي تروق له طريقة عملها.

ويقول عمّار، أحمد مقتني السّاعات الجديدة، والّذي يعمل خيّاطًا: "إننا نحب التغيير، أعمل هنا منذ 15 عام وأكثر، وعملنا مرتبط بالوقت، ولمّا رأيت هذا التّغيير أحببته، وأكثر الناس الذين يأتون للمحل ينتبهون للسّاعة، ممّا دفعني أن أشتري للبيت أيضًا ساعةً أخرى."

وللعراق تاريخٌ غنيٌّ في صنع السّاعات، حيث بدأت الحرفة نفسها إبّان العصور البابليّة، كما اشتهر العراقيّون القدماء مثل السّومريين، باستخدام التّقويم والسّاعات قبل الميلاد بثلاثة آلاف ومئتيّ عام.

التعليقات