20/12/2010 - 23:21

"آي فون" و"بلاك بيري": دعوةٌ مفتوحةٌ للسّرقة

غدت الأجهزة النقالة من الجيل الجديد مثل "آي فون" و"بلاكبيري"، الأهداف المفضّلة للنشالين في باريس، وبرشلونة، ونيويورك، وعواصم كثيرة من العالم، رغم الاجراءات المتّخذة لتعطيل استخدامها، لأنّ إعادة بيعها تدرّ المالَ الكثير، وهو أمر قد يثني الناس عن شرائها ويهدد مبيعاتها.

غدت الأجهزة النقالة من الجيل الجديد مثل "آي فون" و"بلاكبيري"، الأهداف المفضّلة للنشالين في باريس، وبرشلونة، ونيويورك، وعواصم كثيرة من العالم، رغم الاجراءات المتّخذة لتعطيل استخدامها، لأنّ إعادة بيعها تدرّ المالَ الكثير، وهو أمر قد يثني الناس عن شرائها ويهدد مبيعاتها.

في باريس، دقّ مدير الشرطة ناقوس الخطر، فقد أظهرت دراسة أجرتها أجهزته، أنّ عمليّة سرقة من واحدة من بين اثنتين في وسائل النقل العام في باريس، تشمل هواتف نقّالة، و70% من هذه الأجهزة هي من الهواتف الذكيّة مثل "آي فون" و"بلاكبيري".

ويوضح أحد المحقّقين قائلا:"عند إعادة البيع، تدرّ هذه الهواتف النقالة التي تشكل جهاز كمبيوتر فعليّا، 300 يورو تقريبًا."

هذا ولا يتردّد النّشّالون في استخدام العنف للحصول على الهواتف الذكيّة، فقبل أيّامٍ قليلة، تعرّض ثلاثة رجالٍ للضّرب في باريس، وقد تلقّى أحدهم طعنات سكّين في عمليّة سرقة هاتفين ذكيين من نوع "آي فون".

وتعتبر هذه الظاهرة عالميّة، فقد شكلت بريطانيا وحدة خاصة من 30 شخصا لمواجهة "الارتفاع العام في عدد السرقات المتعلقة بالهواتف الذكية"، وذلك وفق ما أفاد متحدّثٌ باسم الشرطة.

وروت سوسانا راميريث، وهي صحافيّة في التاسعة والعشرين، وتقيم في برشلونة، كيف أنّها تلقّت سيلاً من التعليقات من قرّائها بعدما كتبت في مدوّنتها أنّها تخشى استخدام جهاز "آي فون" في الشّارع.

وكتبت تقول: "أتلفت يمنة ويسرة قبل أن أخرج هاتفي، كما لو أنني أريد أن أشهر سكينًا، أو إخفاء مخدّراتٍ في الشّارع بدلاً من استخدام هاتف".

في نيويورك، وتحديدًا في قطار الأنفاق، تحذّر مكبرات الصوت الركاب من إظهار هواتفهم، إلاّ أنّ الغالبية تتجاهل هذه النصائح، وتفضل الاستمرار في كتابة الرسائل القصيرة، أو القراءة، أو اللعب، أو الاستماع للموسيقى أو تصفح الانترنت.

ويوضح جاك ورايث، رئيس منتدى التحرك ضد الجريمة في أوساط الهواتف النقالة في بريطانيا، يقول: "الأمر تماما مثل التدخين، المستهلك يدرك المخاطر لكنه يفضل تجاهلها".

ويضيف مبديًا أسفه: "يمكن وضع تطبيقات على الهواتف الذكيّة تحمي المعطيات، وتعطّل استخدام الهاتف، إلاّ أنّ القليل من النّاس يلجأون إلى ذلك".

ووضعت بريطانيا ودول أخرى، أنظمة تسمح في حال السرقة بمنع استخدام الهاتف على الشبكة، وذلك من خلال إدراج الرقم التلسلي للجهاز على لائحة سوداء.

إلاّ أنّ ذلك أدى إلى نوء شبكة اتجار بهذه الهواتف نحو الخارج، ولا سيما في الجزائر والمغرب وغرب إفريقيا، أو أوروبا الشرقية، حيث قد يصل سعر "آي فون" إلى ألف دولار إذا كان يحوي معطياتٍ يمكن استخدامها في عمليّة احتيال مصرفيّ على سبيل المثال، وذلك وفق ما يؤكده ورايث.

هذا وقد رفضت شركتا "أبل" و "ريسيرتش إن موشن"، التي تصنع أجهزة بلاكبيري، الرد على أسئلة حول احتمال انعكاس عمليات السرقة هذه على مبيعاتها، ورفضتا كذلك التعليق على إمكانية إرفاق بيع كل هاتف مع رسالة تحذير من احتمال التعرض لعملية سرقة يستخدم فيها العنف.

مبيعات الشركتين تشهد ارتفاعا كبيرا، فقد باعت شركة "آبل" 14.1 مليون جهاز "آي فون" في الربع الثالث من السنة الحالية، في حين أن الكندية "ريسيرتش إن موشن"، باعت 12.4 مليون جهاز بلاكبيري.

ويمكن لمستخدمي هذه الهواتف حماية أنفسهم من خلال تأمين جهازهم، أو من خلال شراء تطبيق يسمح بتحديد موقع الهاتف المفقود أو المسروق، من خلال تقنية "جي.بي.إس".

وتحدثت الصحف في الأسبوع  الماضي عن تدخّل مروحيّات للشّرطة في أستراليا والولايات المتحدة، في إطار عمليات تعقب أجهزة "آي فون" مسروقة بفضل تقنية "جي.بي.إس"، ممّا أدّى إلى توقيف سارقيها.

التعليقات