24/12/2010 - 01:40

الآباء في السّعوديّة يراقبون ما يفعل أبناؤهم في الصّفوف عبر الانترنيت

لن يضطرّ أولياء الأمور في السّعوديّة قريبًا، من الذّهاب إلى المدارس للاطّلاع على مستويات أبنائهم الدّراسيّة، إذ سيمكنهم وهم جالسون أمام شاشة الحاسوب في بيوتهم، مراقبة كلّ ما يفعله أبناؤهم داخل صفوفهم الدّراسيّة.

الآباء في السّعوديّة يراقبون ما يفعل أبناؤهم في الصّفوف عبر الانترنيت

لن يضطرّ أولياء الأمور في السّعوديّة قريبًا، من الذّهاب إلى المدارس للاطّلاع على مستويات أبنائهم الدّراسيّة، إذ سيمكنهم وهم جالسون أمام شاشة الحاسوب في بيوتهم، مراقبة كلّ ما يفعله أبناؤهم داخل صفوفهم الدّراسيّة.

فقد ابتكر معلم سعودي في مدينة جدّة، فكرة غريبة بعض الشيء، تعد الأولى من نوعها في العالم العربيّ، وهي نقل ما يدور داخل الصّفّ الدراسي على الهواء مباشرة من خلال موقع مخصص على الإنترنت.

ويرجع سبب تطبيق المعلم محمد بن فريحان الحارثي لهذه الفكرة في مدرسة "ابتدائية الزّبرقان بن بدر"، وفق ما يرى، إلى ضرورة إطلاع أولياء الأمور على مستويات أبنائهم ومتابعتها من خلال موقع خُصِّص للبث المباشر، والّذي من خلاله يستطيع وليّ أمر الطّالب الدّخول إليه أينما توافرت له شبكة إنترنت في جميع أنحاء العالم.

وأكّد الحارثي لوسائل الاعلام، تفاعل أولياء أمور الطلاب مع الفكرة، التي سهلت عليهم مشاهدة أبنائهم والوقوف على تجاوبهم مع المعلم في الصّفّ، وذلك عبر 3 كاميرات مُثبتة في الصّفّ، فيعرفون من خلال هذا البث سلوك وتفاعل أبنائهم مع زملائهم ومع شرح المعلم، خصوصًا أنّ انشغال بعض أولياء الأمور، يمنعهم من الحضور إلى المدرسة والسؤال عن مستويات أبنائهم.

ناهيك عن البث المباشر، فإن جميع التسجيلات للحصص الدراسية، وفقًا للحارثيّ،  تتم معالجتها وتُحفظ بعد تصنيفها بصيغة ملفات فيديو في موقع المدرسة، الأمر الذي يُساعد الطلاب أيضًا على مراجعة دروسهم وفق شرح المعلم من منازلهم، وكذلك يُسهل على الطلاب الغائبين عن المدرسة لمرض أو سفر، مشاهدة شروحات دروسهم بسهولة، وكأنّهم في الصف.

المعلّم محمّد الحارثي

من جهته، أفاد مدير عام التربية والتعليم بمحافظة جدة، عبدالله الثقفي، بأن فكرة البث المباشر التي ابتكرها المعلّم، تُحرر الطلاب من النمطية، وتُمكن أولياء الأمور من المشاهدة المباشرة لما يجري داخل الصف، ممّا يحقق شراكة تربوية كبرى بين المنزل والمدرسة، ويزيد التنافس بين الطلاب.

المعلّم المراقب سيضطرّ إلى تقديم الأفضل

ويذكر المعلم محمد الحارثي أنّ هذه التجربة تساعد على تبرئة ساحة التعليم على المدى الطويل في السعودية، وذلك ممّا أثير حولها من شبهات وتصوّرات خاطئة، خصوصًا في ما يتعلق بأهلية المعلم السعوديّ، وقدرته على تربية الأجيال الناشئة تربية صحيحة قويمة، بالإضافة إلى أن هذه التجربة تساعد المعلم على تقديم أفضل ما عنده، لأنه مُراقب من مسؤولي التّربية والتّعليم وأولياء الأمور.

مراقبة تمرير مضامين التّكفير و"الإرهاب" إلى الطّلّبة

وأشار الحارثي إلى أنّ بعض المدرسين قد تكون لديهم أجندات وأفكارًا خاصّة، سواء إرهابية أو تكفيريّة، والتي يبثونها في عقول الطلاب، خارج إطار المنهج الدراسيّ المعتمد، وإن فكرة البث تسهل على المسؤولين التحقّق من مثل هؤلاء.

وأكد أيضًا مباركة وزير التربية والتعليم السعودي ودعمه للفكرة، وقال إن الوزير يرغب في دراستها وتطبيقها على جميع المدارس في السعودية، كما أنه كُرِّم على فكرته من إدارة التربية والتعليم بمنطقة مكّة المكرّمة.

التعليقات