24/12/2010 - 02:58

كفيفٌ سوريّ يبرع في العزف وإصلاح الآلات الموسيقيّة والكهربائيّة

يعزف مقطوعات موسيقية لكبار الموسيقيين بإحساس مرهف، ويجمع بصوته الأهل والأصدقاء في بيته الذي حوّله إلى ورشة عمل لصيانة الآلات الموسيقية والأدوات الكهربائية، مسجلات، غسالات، تلفزيونات، والراديوات، إضافة إلى اهتمامه بالغناء الشّعبيّ والمواويل .

كفيفٌ سوريّ يبرع في العزف وإصلاح الآلات الموسيقيّة والكهربائيّة

يعزف مقطوعات موسيقية لكبار الموسيقيين بإحساس مرهف، ويجمع بصوته الأهل والأصدقاء في بيته الذي حوّله إلى ورشة عمل لصيانة الآلات الموسيقية والأدوات الكهربائية، مسجلات، غسالات، تلفزيونات، والراديوات، إضافة إلى اهتمامه بالغناء الشّعبيّ والمواويل .

محمد نزال النحاس، ولد كفيف البصر في بلدة عتمان، شمال مدينة درعا بـ 5 كيلومترات؛ رجل متعدد المواهب، يعمل في تصليح الآلات الموسيقية كالعود، والكمان، والشبابة، متحديا بإعاقته العديد من الأصحاء، إضافة إلى عمله في مجال التمديدات الكهربائية للمنازل، ليثير بذلك مزيدا من الاندهاش.

شارك النحاس في طفولته وشبابه، وعبر استعماله للشبابة، في غالبية أفراح بلدته، متنقلا بين الحضور غير آبه بما يسميه الأصحاء إعاقة بصرية، معتبرا أن مشاركاته تدخل إلى قلبه إحساسا بالفرح الطفولي، وتعزز شعوره بأنه لا يختلف عن غيره بشيء، بل ربما تجاوزهم بكثير من المواهب.

يقول النحاس لوكالة الأنباء السورية، إن ولادته كفيفا نمت لديه إحساس التحدي للغير، وكان في طفولته قادرا على صنع بعض الاشياء البسيطة، مثل طائرات الورق، والمسابح من حبات الزيتون، وتماثيل بسيطة من الطين والمعجون، والتي كان يعجز عنها الأطفال في عمره.

قصته بدأت بإصلاح الأدوات الكهربائية عندما أرسله والده لإصلاح جهاز الراديو، مكررا عليه أن يطلب من الورشة أن تركب له خيط إبرة، فحفظ الجملة وفكر فيها كثيرا، وأغلق باب بيته متلمسا بأصابع يديه مكان الخيط وموضعه، لينجح بعد ثلاث ساعات بتركيب الخيط، وانتقل بعدها للعمل بإحدى ورش التصليح في دمشق.

ولم يشكل تطور الأجهزة الكهربائية وتقنياتها عائقا أمام مواصلة عمله في هذا المجال، معتمدا على أجهزة تقدم أصواتًا بدل الإشارات الضوئية لتعويض حاسة الرؤية لديه .

ويروي النحاس بدايات علاقته بالموسيقى والأغاني والعزف، فيبين أنها بدأت عندما اشترى له أحد الأصدقاء المعلمين في المعهد الفني، عودا بـ 22 ليرة سوريّة، ليبدأ عام 1966 بالعزف على العود بإصبع واحدة، وانتقل خلال ثلاث سنوات للعزف على الأورغ رغم صعوبة ذلك، وهو اليوم واحد من العازفين البارعين في بلدة عتمان ومحيطها، ويبرهن للجميع بمعزوفات جميلة وصوت شجي، أنه يبرع في هذا المجال، وقد بات يدرب بعض الراغبين.

من جانبه، يشير معروف صبحي، وهو فنان تشكيلي وأحد الاصدقاء الدائمين للنحاس، إلى أنّ الأخير يتميز بحدس وذكاء وفطنة، مكنته خلال السنين الماضية من اكتساب مهارات متعددة، إضافةً إلى إحساسه المرهف تجاه الاشياء والحوادث، لافتا إلى أنّ غالبية السهرات المشتركة مع النحاس، تقوم على الحوار المتبادل حول المقامات الموسيقية والعزف.

وأشار صبحي إلى أنّ النحاس يشكل رؤاه الفنية حول اللوحات الفنية من خلال سماع أقوال العديد من المتابعين، إضافة إلى علاقته المميزة مع جهاز الراديو.

التعليقات