28/12/2010 - 01:53

العالم العربيّ يتّجه بسرعة نحو الاهتمام بالعلوم

عندما يتعلّق الأمر بالعالم الاسلامي، يركّز اللعلام غالبًا على السياسة الخارجيّة، والإرهاب، والخلافات بين العالم الاسلاميّ والغرب؛ ولكن في كتاب "1001 اختراع: الارث الاسلاميّ في عالمنا"، يرسم الأستاذ سليم الحسني من جامعة مانشستر، صورة مختلفة للمسلمين، تبرز تقدّمهم الفني والعلمي، وهو تقدّم شكّل في الواقع الشرارة التي أطلقت معظم مجالات التقدم الغربي الحديث، في الطّبّ والرياضيات والعلوم، بدءًا من القرن السادس عشر.

العالم العربيّ يتّجه بسرعة نحو الاهتمام بالعلوم

عندما يتعلّق الأمر بالعالم الاسلامي، يركّز اللعلام غالبًا على السياسة الخارجيّة، والإرهاب، والخلافات بين العالم الاسلاميّ والغرب؛ ولكن في كتاب "1001 اختراع: الارث الاسلاميّ في عالمنا"، يرسم الأستاذ سليم الحسني من جامعة مانشستر، صورة مختلفة للمسلمين، تبرز تقدّمهم الفني والعلمي، وهو تقدّم شكّل في الواقع الشرارة التي أطلقت معظم مجالات التقدم الغربي الحديث، في الطّبّ والرياضيات والعلوم، بدءًا من القرن السادس عشر.

إلا أن أبناء الحضارة الاسلاميّة، وفي كافة أنحاء العالم، يساهمون اليوم كذلك في الابتكار والاختراع، وتظهر هذه المشاركة في الشرق الأوسط واضحة في الثقافة العلمية المتنامية.

نجوم العلوم يدخل العلم إلى تلفيزون الواقع

يسمّى أحد المشاريع المهتمة بالعلوم في الشرق الأوسط بـ "نجوم العلوم"، وهو مبادرة تلفزيونية عبر الدول العربية، تقدم مخترعين عربًا شبابًا في الفئة العمرية من 18 – 30 سنة، هي الأولى من نوعها في تلفزيون الواقع في مجال العلوم في الشرق الأوسط.

يختار البرنامج، الذي اقترب من موسمه الثاني، 16 مخترعًا شابًّا، لتحويل أفكارهم في الاختراعات العلمية إلى الواقع، من خلال العمل في ورشة عمل مصممة خصيصًا في متنزّه العلوم والتكنولوجيا بقطر، والمجهز بأحدث الآلات والمعدات والأدوات والمواد والمختبرات. وتتابع الكاميرات الطلبة وهم يتعاملون مع تحديات جديدة، ويتنافسون على الجائزة التي تبلغ قيمتها 300,000 دولار.

ونادرًا ما تجتذب البرامج العلمية جمهورًا كبيرًا في المنطقة، إلا أن مؤسسة قطر للعلوم والتعليم وتطوير المجتمع، نجحت إلى أبعد الحدود في هذا البرنامج، الذي يعرض على 17 قناة تلفزيونية عبر العالم العربي.

قام الحكام الثلاثة في البرنامج في موسمه الأول، والذي بدأ في أيار/مايو 2009، باختيار 16 طالبًا من 11 دولة عربية، من بين حوالي 6000 متقدم، الأمر الذي يثبت الطلب المرتفع على برنامج كهذا.

قام الطلاب الـ 16 المختارين، بتطوير منتجات مثل أداة نادرة تستخدم تحت الماء، تعمل على تخزين وتيرة موج البحر، وتحويله إلى طاقة قابلة للاستخدام، وبزة سلامة قليلة الكلفة، للحد من إصابات حوادث السيارات، وكرسي على عجلات، يستطيع قراءة أنماط الموجات الدماغية، لمساعدة مستخدميه على التحرك والانتقال بسهولة.

مهرجان القاهرة للعلوم

ومن بين المبادرات العربية الأخرى لتشجيع الاختراع والابداع، مهرجان القاهرة للعلوم الأخير، الذي عقد بالتعاون والتزامن مع مهرجان كامبريدج للعلوم العالمي متعدد الثقافات، في مدينة كامبريدج بولاية مساتشوزيتس.

ويعمل مهرجان القاهرة للعلوم، على إحياء العلوم من خلال العروض التفاعلية، مثل عرض لمجموعة لوحات فنية تظهر جمال العالم متناهي الصغر، ومسرحيات، ومراقبة النجوم، وورشات عمل حول الحقوق الفكرية وميراث العلوم في العالم العربي، ورعاية الابداع في البيت وفي المدرسة.

وقد أعطى المهرجان الزائرين فرصة التحدث مع خمسة من الفائزين بجوائز نوبل، عبر أسلوب المؤتمر عن بعد، وضم نشاطات للأطفال، ويشكل هؤلاء الخمسة ضيوفاً غير متوقعين في مناسبات كهذه.

جهود لتطوير صحافة العلوم في العالم العربيّ

يجب إعطاء مناسبات علمية غير مسبوقة كهذه الاهتمام الذي تستحقه، ولذا فإن الصحفيين والمراسلين في المنطقة يلعبون دورًا هامًّا. ورغم التغطية الواسعة التي حصل عليها الحدث في الإعلام المصري، إلا أن صحافة العلوم غير شائعة في العالم العربي، وهي حاجة تحاول جمعية المراسلين العلميين العرب، التي ظهرت عام 2004، بعد المؤتمر العالمي لصحفيي العلوم في مونتريال، التعامل معها.

ومن الجهود الأخرى، عمل جمعية الصحفيين العلميين العرب المضني، لتصبح جمعية معترفًا بها دوليًّا، وتتمكن من جمع الأموال للبقاء قائمة.

انطلقت الجمعية رسميًّا أثناء المؤتمر العالمي للصحفيين العلميين في ميلبورن عام 2007، وهي برعاية المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا في دولة الإمارات العربية المتحدة.

بعد سنتين من انطلاقها، فازت الجمعية بمسابقة لتنظيم المؤتمر العالمي للصحفيين العلميين التالي، والذي سيعقد في القاهرة عام 2011، متغلبة على الجمعية الفنلندية لمحرري وصحفيي العلوم، وجمعية الصحفيين العلميين في يوغندا، وغيرها.

أوّل مؤتمر لصحافة العلوم في إحدى الدّول النّامية

وهذه هي المرة الأولى التي يعقد فيها المؤتمر العالمي للصحفيين العلميين في دولة نامية، الأمر الذي يعطي الدول النامية صوتاً طال انتظاره في هذا المجال المتخصص.

ومن الجدير بالذكر، أن أول رئيس للجمعية العربية للصحفيين العلميين هي امرأة: الصحفية العلمية المصرية ناديا العوادي، وهي كذلك واحدة من المديرات المشاركات للمؤتمر، والرئيسة الحالية للاتحاد العالمي للصحفيين العلميين.

تشكّل هذه التطورات بالنسبة لمن يقيم في الشرق الأوسط، توجهًا جديدًا في المنطقة.

يدعم بعض الزعماء العرب باتجاه تحريك العلوم خارج الكتب ومختبرات البحوث، لتغدو ثقافة شعبية ولتحتل موفعا في الإعلام العالمي.

ليس الاختراع العلمي العربي مجرد مجال في كتب التاريخ، إنه يحصل الآن.

التعليقات