06/03/2011 - 16:42

مارسيل خليفة يطلق "تهاليل الشرق": صرخة ثوار في وجه القتلة

مئة عازف من أوركسترا قطر الفلهارمونية، ومئة مؤد من جوقة "ميتيلدوتشير" اطلقوا على مسرح الأوبرا في حي "كتارا" الثقافي بالدوحة مساء السبت عمل المؤلف الموسيقي اللبناني مارسيل خليفة الجديد "تهاليل الشرق" الذي اراده المؤلف "صرخة تجاه حمامات الدم الذي تغرق به أجهزة السلطوية العربية القمعية".

مارسيل خليفة يطلق

مئة عازف من أوركسترا قطر الفلهارمونية، ومئة مؤد من جوقة "ميتيلدوتشير" اطلقوا على مسرح الأوبرا في حي "كتارا" الثقافي بالدوحة مساء السبت عمل المؤلف الموسيقي اللبناني مارسيل خليفة الجديد "تهاليل الشرق" الذي اراده المؤلف "صرخة تجاه حمامات الدم الذي تغرق به أجهزة السلطوية العربية القمعية".

المقطوعة التي قدمها العازفون بابداع على مدى ساعة كاملة، قادها المايسترو السويسري المصري نادر عباسي المدير الفني لأوركسترا قطر الفلهارمونية كما احتضنها كورس إذاعة "ميتيلدوتشر رودفونك" الذي تأسس من أكثر من 60 سنة ويملك في رصيده 200 تسجيل موسيقي.

وبحسب خليفة فان التهاليل تسترجع الموسيقى الشرقية والعربية التي عرفها في طفولته وخاصة الطرب والموال والنواح. وهو يصف هذا العمل وكأنه يوحد "ألحان الحياة"، وخصوصا الأنواع الموسيقية العربية التقليدية مثل القد والموشح والدور والطقطوقة والبشرف واللونغا.

ويقول "في تهاليل الشرق لا أقوم بتقليد أنغامنا، عوضا عن ذلك، أدرس التركيبة الهيكلية للموسيقى الشرقية الشعبية وطرق أدائها وجميع مكوناتها من الطرب والموال والنواح، والأصوات الأخرى. وبالتالي هذه هي الموسيقى التي اختبرتها اكثر عن قرب في سني طفولتي".

ويضيف "فهدفي في تهاليل الشرق هو أن أقدم بطريقة أكثر حيوية ليس الألحان الكلاسيكية انما الألحان الموسيقية اليومية والنغمات التي تتحدى الوقت والايقاعات التي ربيت على سماعها بشغف: القد والموشح والدور والطقطوقة والبشرف واللونغا".

ويضيف خليفة "لقد تشربت الموسيقى وتعلمتها من مصادر مختلفة بدءا بدندنة والدتي ومن خلال الموسيقيين الذين التقيتهم والموسيقيين الذين سمعت بهم فقط. وبعد خوض تجربة الاغنية بدأت أطور أسلوبي الخاص ولم أكن متأكدا كل التأكد مما كنت أقوم به اذ كانت تتصارع بداخلي الثقة والشك وكان حب الاستطلاع الحافز الأول لي. لقد خاطرت وأوشكت أن أسقط في هاوية خطرة".

خليفة جعل مقطوعته امتدادا لثورات الشباب العربي وصرخة من صرخات المتظاهرين ويقول في هذا السياق "اشعر بأن كل رصاصة تطلق على متظاهر تطلق على صدري، أشعر بالغضب والاحتجاج الصاخب والثورة تتفجر في صدري ولساني ووجداني، وأنا أرغب في أن أقذفها في وجه كل القتلة".

ويروي خليفة قصة الاكتشاف مع تهاليل الشرق ويقول "لقد سافرت على متن الموسيقى المشتعلة بشهوة الاكتشاف لالمس ذلك النور الذي تزخر به تلك الأقاصي. ربما تكون الموسيقى هي الأكسجين في عالم متسخ بالتلوث وهو المكان الوحيد الذي فعلا أكون فيه حرا".

وقال انه يقدم هذا العمل "الى شعبي لأنه به صرخة الثوار الهادرة في الصدر بهذا العمل. وتحية للأبطال المزروعين في قلوبنا الذين تركوا حكاياتهم يرابطون على باب المعاني ويخرجون إلى الشمس والريح لنشفى من الكآبة ونتصالح مع أنفسنا".

مارسيل يريد غرس روح جديدة في الموسيقى الشرقية لنقلها الى آفاق الموسيقى الكلاسيكية ويوضح ذلك بالقول "يتمثل مختصر هذه السيرة الموسيقية بوضع اللحن الشرقي مع تعبيره الفريد من نوعه في إطار جديد يحثه الى الأمام عبر التاريخ، وكأنه وسيلة وسيطة للتعبير".

وامل ان يتمكن بذلك من نقل هذه الموسيقى "الى آفاق الموسيقى الكلاسيكية العالمية المستوحاة من الفلكلور".

ويتابع خليفة "لا يكمن هدفي بالالتزام بالجماليات الموسيقية البحتة، ولا بحاجة الموسيقي المجردة إلى التعبير الذاتي، بل بهذه الرغبة في مراقبة الحياة ومحاكاتها بواسطة الموسيقى. أحاول أن أصور تميز الشرق".

وبحسب خليفة، فان "التحدي الكبير كان بتقديم الماضي والبناء والاستناد اليه، ومقاربة المستقبل من دون نقل الماضي كما هو، عبر تضمين التناغم مثلا، أبقى قريبا من أساليب الشرق من حيث الايقاع والنغم والمقام والطابع".

ويشبه خليفة "السيرة الموسيقية الجديدة" بحكايات الف ليلة وليلة، ويقول "ان الأحداث المتتالية تتسارع متناسقة الأجزاء ومنضمة إلى بعضها وكأنها توأم لتلاقي نهاية واحدة تنقل المستمع من بيئة الى أخرى. والعناصر المختلفة تقود الى ارتياح ما بعد الذروة الى حالة من التفكير في انحناء عميق الروح الى حالة من السرور".

التعليقات