24/03/2011 - 23:46

الشاعر هارون هاشم رشيد ضحية جنون عظمة القذافي

كما اغتصب السلطة عام 1969 من الملك إدريس السنوسي، ومن بعدها استنسخ عبارات وأفكارًا بالعشرات، كتبها وأنتجها سواه فضمها إلى "الكتاب الأخضر"، موحياً بأنها من نتاج أفكاره؛ قام العقيد معمر القذافي كذلك ليل الثلاثاء 22-3-2011، باستسراق أبيات من قصيدة نظمها الشاعر الفلسطيني الكبير، هارون هاشم رشيد، فبدت بوضوح وكأنه ناظمها حين أنهى بها الكلمة التي ألقاها بجمهور من "مؤيديه" عند باب العزيزية، وبثها التلفزيون الليبي.

الشاعر هارون هاشم رشيد ضحية جنون عظمة القذافي

 

كما اغتصب السلطة عام 1969 من الملك إدريس السنوسي، ومن بعدها استنسخ عبارات وأفكارًا بالعشرات، كتبها وأنتجها سواه فضمها إلى "الكتاب الأخضر"، موحياً بأنها من نتاج أفكاره؛ قام العقيد معمر القذافي كذلك ليل الثلاثاء 22-3-2011، باستسراق أبيات من قصيدة نظمها الشاعر الفلسطيني الكبير، هارون هاشم رشيد، فبدت بوضوح وكأنه ناظمها حين أنهى بها الكلمة التي ألقاها بجمهور من "مؤيديه" عند باب العزيزية، وبثها التلفزيون الليبي.

والكلمة كانت قصيرة للقذافي، وأنهاها بعبارات مختصرة بدت كما في الإعلانات المبوبة: "أيها الشعب الليبي العظيم، إنك تعيش الآن ساعات مجيدة، هذه هي العزة، هذه هي الساعات المجيدة التي نحياها نحن الآن، كل الشعوب معنا، نحن نقود الثورة العالمية ضد الإمبريالية، ضد الطغيان، وأنا أقول لكم أنا لا أخاف من العواصف وهي تجتاح المدى، ولا من الطيايير (الطائرات) التي ترمي دمارًا أسودا، أنا صامدٌ بيتي هنا، في خيمتي في المنتدى، أنا صاحب الحق اليقين وصانع منه الفدا، أنا هنا أنا هنا أنا هنا".

الشاعر هارون هاشم رشيد

ولو لم ترد عبارة "وأنا أقول" في كلمته، لكان يمكن تفسير اعتماده على تلك الأبيات بأنه نوع من الاستخدام المسموح لأفكار شعرية شائعة، أما وقد لفظها فإن من سمعها قد يكون ظن بأنها من تأليفه ونتاج أفكاره، وهي في الحقيقة أبيات من قصيدة "صرخة شاعر" للشاعر الفلسطيني هارون هاشم رشيد، المولود في 1927 بغزة، والقصيدة جميلة بلحنها الثوري الخاص، ويقول مطلعها:

أنا لن أعيش مشرّدًا، أنا لن أظل مقيداً *** أنا لي غد، وغداً سأزحف ثائرًاً متمرداً
أنا لن أخاف من العواصف وهي تجتاح المدى *** ومن الأعاصير التي ترمي دمارًا أسودا
ومن القنابل والمدافع والخناجر والمدى *** أنا صاحب الحق الكبير وصانعٌ منه الفدا
أنا نازح داري هناك وكرمتي والمنتدى *** صرخات شعبي لن تضيع ولن تموت مع الصدى

 

 

أديب مبدع شعرا ومسرحا ورواية ودراسة

وللشاعر، الذي سبق وشغل منصب مندوب فلسطين المناوب في الجامعة العربية لسنوات عدة، وحصل على 3 جوائز أدبية، أكثر من 20 ديواناً، أولها "الغرباء" في 1954 بالقاهرة، حيث يقيم الآن، ورواية، و4 مسرحيات شعرية، و3 دراسات مهمة في الشعر والأدب والقضية الفلسطينية، إضافة إلى سباعيات ومسلسلات بالعشرات كتبها لإذاعة "صوت العرب" وغيرها الكثير.

كما غنى للشاعر مطربون أكثر من 90 قصيدة، ومنهم محمد فوزي، وفايدة كامل، وفيروز، وكارم محمود، ومحمد قنديل، ومحمد عبده، وطلال المداح وآخرون.

وفي العام الماضي، صدر في العاصمة الأردنية ديوان جديد له، وهو "أناشيد العودة"، وضم أهم قصائده التي ترجمها إلى الإنجليزية "كرمة سامي"، ومنها بالذات قصيدة "صرخة لاجىء" الشهيرة، لكن أكثر ما اشتهر به هارون هاشم رشيد هي قصيدة "سنرجع يوماً" التي ينسبها الكثيرون إلى الأخوين رحباني، فيما هي من نظمه وإنتاجه، ومطلعها:

سنرجع يومًا إلى حينت *** ونغرق في دافئات المنى

سنرجع مهما يمر الزمان *** وتنأى المسافات ما بيننا

يعز علينا غدًا أن تعود *** رفوف الطيور ونحن هنا

التعليقات