10/05/2011 - 16:26

رحلة البحث عن مسدس مانديلا

في العام 1962، خطا المناضل ضد نظام الفصل العنصري، نيلسون مانديلا، 20 خطوة، انطلاقا من مطبخ بيت ريفي حيث كان يختبئ في شمال جوهانسبورغ، ليحفر في الأرض حفرة ويدفن فيها مسدسا من طراز مكاروف، رمز تحوله الحديث آنذاك الى الكفاح المسلح.

رحلة البحث عن مسدس مانديلا

منزل بجوار المزرعة التي يعتقد ان مانديلا دفن مسدسه فيها في جنوب افريقيا (ا ف ب, ستيفان دي ساكوتين)

في العام 1962، خطا المناضل ضد نظام الفصل العنصري، نيلسون مانديلا، 20 خطوة، انطلاقا من مطبخ بيت ريفي حيث كان يختبئ في شمال جوهانسبورغ، ليحفر في الأرض حفرة ويدفن فيها مسدسا من طراز مكاروف، رمز تحوله الحديث آنذاك الى الكفاح المسلح.

بعد نحو نصف قرن على تلك الحادثة، قلبت أمتار من تلك الارض رأساً على عقب، لكن المسدس نصف الأوتوماتيكي لم يظهر قط. وقد اثار الحديث عن بيع الملكية المجاورة قريبًا، التكهنات بشأن مكان المسدس.

نيلسون مانديلا، الذي عرف بتسامحه عندما أصبح أول أسود يرأس جنوب ـفريقيا (1994-1999)، كان منظر الانتقال إلى الكفاح المسلح، بعد المجزرة التي أرتكبت في حق المتظاهرين في شاربفيل في العام 1960، على أيدي النظام العنصري.

في العام 1961، بدأ مانديلا نشاطه السري قائدا لـ"اومخونتو ويسيزوي" أي "حديد الأمة"، وهو الجناح المسلح للمؤتمر الوطني الأفريقي، قبل أن يتوجه إلى الخارج لجمع الاموال.

خلال تلك الجولة، قدم مسؤول كبير في جيش الإمبراطور الأثيوبي، هايلي سيلاسي، إلى مانديلا مسدسًا من طراز مكاروف، في ما أعتبر أول سلاح يسلم رسميًا إلى "حديد الأمة".

وتقدر قيمة هذا المسدس حاليًا بنحو 22 مليون راند (2,22 مليون يورو)، رغم أنه لم تطلق منه أي رصاصة، بسبب إعتقال مانديلا في العام 1962، قبل أن يتمكن من إستخدامه.

في هذه الأثناء، قام مانديلا باخفاء المسدس قرب مزرعة ليليزليف، التي كانت معقلا للمقاومين في شمال جوهانسبورغ، ثم نسي أمر وجوده.

ولم يتذكر زعيم الكفاح ضد نظام الفصل العنصري مسدسه حتى العام 2003، عندما كان في زيارة إلى الموقع، الذي بات متحفا في منطقة طالتها الحياة المدنية.

وروى نيكولاس وولب، مدير مؤسسة ليليزليف، التي تدير المتحف، كيف "كنا نهم في الخروج من المبنى، عندما توقف (مانديلا) فجأة وقال لي هل وجدتم مسدسي؟"، مضيفًا: "ذهلت (للسؤال)، إذ لم نسمع بشأن هذا المسدس قط!".

اثارت هذه الكلمات القليلة حركة لا توصف: تم قلب جزء من الحديقة وتدمير منزل مجاور... ولكن من دون جدوى.

وتابع وولب أن المؤسسة اتصلت بخبير "حدد ثلاثة أماكن محتملة لمكان المسدس، اثنان منها تقعان ضمن ملكيتنا". أما المكان الثالث فيقع على أرض مجاورة، رفض صاحبها السماح بنبشها، إذا لم تشتر المؤسسة منزله. ولتعذر التوصل إلى اتفاق، قرر الجار بيع ملكيته في مزاد علني يقام في 12 أيار/مايو.

وأعرب وولب، الذي لن يتمكن من المشاركة في المزاد، عن "خيبة أمله من قرار" الجار، مضيفًا: "لطالما قلنا له إننا سنشتري ملكيته ما أن يصبح لدينا المال الكافي".

في المقابل، تبدو دار "هاي ستريت اوكشون" للمزادات العلنية سعيدة. وقالت المتحدثة باسمها ترايسي بورتو "إن أهمية هذه الملكية كبيرة جدا، بفضل القيمة الرمزية للمسدس"، مضيفةً: "لقد اتصل بنا اشخاص من جنوب أفريقيا واجانب وشخصيات مرموقة".

ومع ذلك، فإن الموقع المحدد للمسدس لا يزال مجهولا. وقال المتحدث باسم مؤسسة مانديلا، ستيللو هاتانغ: "لا نعلم ماذا حدث للمسدس بعد عودة نيلسون مانديلا إلى جنوب أفريقيا في 7 تموز/يوليو 1962، واعتقاله في 5 آب/اغسطس".

وأضاف: "نعلم أن المسدس موجود، وأنه مدفون، وأن (مانديلا) قال لنا "نحن دفناه"، ولكنه تساءل "من هم هؤلاء الـ"نحن"؟".

غالبية المقربين من مانديلا في حينه توفوا، ومانديلا البالغ 92 عامًا أكثر وهنا من أن يتم استجوابه حول المسألة، كما قال وولب آسفا.
وتابع: "هذا المسدس ليس مثل أي مسدس، فهو يتمتع بقيمة تاريخية كبيرة. اشعر بقلق شديد من احتمال اندلاع معركة حول "ملكيته"".

التعليقات