14/06/2011 - 22:11

محمد قدري دلال: تجديد التراث الغنائي لا يعني وضعه في قالب غربي

يرى عازف العود والباحث الموسيقي السوري، محمد قدري دلال، أن الموسيقى في سوريا من أهم ملامح الثقافة العربية بشكل عام، موضحا أن أناقة الموشح والقصيدة والأغنية السورية هي نموذج ثقافي عربي خالد، من الواجب أن ينسحب على الموسيقى والأغاني الحديثة.

محمد قدري دلال: تجديد التراث الغنائي لا يعني وضعه في قالب غربي

 

يرى عازف العود والباحث الموسيقي السوري، محمد قدري دلال، أن الموسيقى في سوريا من أهم ملامح الثقافة العربية بشكل عام، موضحا أن أناقة الموشح والقصيدة والأغنية السورية هي نموذج ثقافي عربي خالد، من الواجب أن ينسحب على الموسيقى والأغاني الحديثة.

ويقول دلال: "لكي نبني غناءً حديثًا، علينا أن نلتزم بخصائص موسيقانا السورية التي تحمل هوية محددة من عدة زوايا، فللنص وللحن هويته، وحتى صوت المغني نفسه يحمل هوية بأسلوب الإلقاء، وطريقة نطق الجملة الموسيقية".

ويشير إلى أنه من الواجب الدخول في عمق التراث الموسيقي واستقراؤه، وحفظه، للبدء بمرحلة الإنتاج "فهذا التراث يجب أن يسمع ويدرس ثم يتمثله فكر، وقلب، وأحاسيس الموسيقي، انطلاقًا نحو الإنتاج على هيئة فن أصيل".

ويعارض دلال فكرة تجديد التراث بأسلوب استحضار اللحن ووضعه في قالب أوروبي معروف، ضمن سياق هارموني، أو تشكيل أوركسترا كبيرة وكورالات لهذا النموذج المحدث، "فمن يريد أن يواكب العصر ويجدد الموسيقى برأيه، يجب أن يؤلف عملا فنياً وحده، بمعزل عن القوالب والإمكانيات الأوروبية، التي لا تصلح لتسخيرها في التراث المحلي".

ويشير في هذا الإطار، إلى تجربة نوري اسكندر، الذي "وصل لأول الخيط، إذ لم يأخذ التراث ويضع له تلوينة أو جملة غربية، إنما يقوم بالتأليف ووضع تصوراته الفكرية اللحنية في قالب ليس له تسمية السوناتا، أو السمفونية، فهو قالب رباعي أحيانا، أو ثلاثي، وخماسي، أو حتى أوركسترالي، بحيث يستخدم الدرجات الموسيقية الخاصة بنا".

ويشجع الباحث في حديثه عن المهرجانات والمنتديات التي تتناول موضوع الموسيقى الشرقية، مثل مهرجان مساحات شرقية، فالبحث في هذا النوع الموسيقي كما قال، يجعل اهتمام الناس والجمهور ينصب على الموسيقى السورية والشرقية بشكل عام، بحيث يقدم نوعاً موسيقياً راقياً ومحافظًا على تراثه، مع خصوصيات البلدان الشرقية، مثلما جرى في المهرجان الذي أقيم الشهر الماضي، "حيث رأينا الموسيقى الشرقية الأصيلة بأهم منابتها، مثل سورية، وأوزبكستان، وإيران، وجورجيا، وأذربيجان، وأرمينيا، والهند، وغيرها".

ويشير دلال إلى أن البحوث التي قدمت في المهرجان، كانت على سوية فنية وفكرية عالية، من خلال خبرة المحاضرين بما يقدمونه من دراسات، وشموليتهم لكل ما يخص الموسيقى الشرقية، وإيمانهم بأهمية الحفاظ عليها لاستمرار هذه الهوية الفنية، والسعي لتطويرها، بما يتناسب مع الأذن الحديثة، دون تعرضها للتلوث.

وكان مهرجان مساحات شرقية قدم على امتداد عشرة أيام، سلسلة من المحاضرات العلمية الاختصاصية، والتي شارك فيها مختصون في مجال البحوث الموسيقية التراثية والأثرية، من عدد من البلدان، كما قدم حفلات تعبر عن الموسيقى الشرقية من سورية، ولبنان، والمغرب العربي، والهند، وإيران، وأوزبكستان، وغيرها.

التعليقات