لم تقتصر تداعيات الثورة التي شهدتها مصر في يناير/كانون ثاني الماضي، على الحياة السياسية فقط، بل امتدت أيضًا إلى الحالة الاقتصادية للبلاد، وامتدت انعكاساتها في هذا الإطار إلى سوق سلع رمضان، خاصة التمور.
فالتمر، أو البلح كما يطلق عليه المصريون، استطاع على عكس الياميش، المحافظة على أسعاره التي بيع بها العام الماضي، بفضل مخزون كبير متوافر منه، ولكن نسمات الربيع والثورات العربية انعكست على مسمياته هذا العام، حيث جاءت من واقع أحداث الثورة وما دار في فلكها من ظواهر جديدة.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "الأهرام" المصرية، فقد جاء على رأس قائمة أشهر مسميات البلح في مصر هذا العام، بلحة "مساجين طرة"، وتباع في السوق بسعر جنيهين، وكأنما تعكس حال المفسدين الذين يقبعون في السجون حاليًّا بعد أن كانوا ملء السمع والبصر.. وأسعار البلح وإن تراوحت في المجمعات بين 3 و8 جنيهات، إلا أن بلحة "الثورة" في سوق البلح وصلت إلى 15 جنيهًا، وهي تعتبر من أفضل الأنواع وأغلاها، يليها "السكوتي" بـ8 جنيهات، و"الملكابي" بسعر 5 جنيهات، و"العينات" بنحو 4 جنيهات، وغيرها من الأنواع التي تتراوح أسعارها وتتفاوت، وإن تماثلت في قيمتها الغذائية.
وقال تقرير نشرته صحيفة "الوفد" المصرية، إن أصحاب محال البقالة والسوبر ماركت بوسط البلد والدقي، قاموا بإطلاق أسماء على البلح، تعكس الواقع السياسي في مصر وتعبر عنه، في محاولة لتحريك سوق بيع البلح خلال شهر رمضان.
وتصدرت قائمة عروض البلح الأغلى ثمنًا والأشهر عزة وكرامة "الثورة" و"الشهداء"، محددين سعر الكيلو بـ40 جنيهًا لأي منهما وفقًا للجودة والنوع.
وجاء في المرتبة الثانية بلح "شباب الثورة"، بسعر 25 جنيهًا للكيلو، أما في المرتبة الثالثة فاستوى بلح "التنحي"، و"مصر وطن واحد"، و"25 يناير"، و"الحرية"، في سعره بـ20 جنيهًا للكيلو، وكان الأقل ثمنًا من نصيب بلح "سكوتي" و"التحرير"، حيث حدد سعرهما بـ15جنيهًا للكيلو.
وقرر التجار وأصحاب المحال بعد ارتفاع سعر بلح رمضان بنسبة 35% عن العام الماضي، إطلاق أسماء يحبها الشعب المصري، بينما اختفت أسماء أخرى لمشاهير ولعيبة مثال بلح "نصر الله"، أو "شهداء الأقصى"، أو "بن لادن"، أو "أبوتريكة"، أو "جدو"، أو "الزعيم"، إذ كانت تتراوح أسعارها بين 15 و25 جنيهًا للكيلو، حسب نوعه ودرجة جودته.
ولفتت الصحيفة إلى تراجع المواطنين عند الشراء فور رؤيتهم ارتفاع أسعار بلح رمضان العام الحالي، ملوحين للتجار بالشروع في استغلال حاجة السنة، منذرين بالمقاطعة ما لم يتم الاستجابة لانخفاض ثمنه مراعاة للغلابة.
التعليقات