09/08/2011 - 14:33

أم صومالية تضطر إلى القاء أربعة من أبنائها في براثن المجاعة

عندما جمعت الأم الصومالية، عبلة شيخ ادن، أولادها السبعة وبدأت تمشي بإتجاه أثيوبيا بحثاً عن الطعام، لم تتخيل قط أنها ستضطر في نهاية المطاف إلى إعادة بعض أبنائها إلى قلب المجاعة في الصومال.

أم صومالية تضطر إلى القاء أربعة من أبنائها في براثن المجاعة

عندما جمعت الأم الصومالية، عبلة شيخ ادن، أولادها السبعة وبدأت تمشي بإتجاه أثيوبيا بحثاً عن الطعام، لم تتخيل قط أنها ستضطر في نهاية المطاف إلى إعادة بعض أبنائها إلى قلب المجاعة في الصومال.

لكن هذا هو ما حدث بالفعل عندما أعادت عبلة (35 عاما) أربعة من أبنائها بعد أن أدركت أنهم لن يحصلوا على الطعام في أحد المخيمات المكدسة باللاجئين في منطقة القرن الأفريقي والتي تواجه مزيجاً مهلكاً من الجفاف والحرب ومانحين بدأت المهمة الشاقة تنهكهم. وقالت عبلة لرويترز من مخيم كوبي في أثيوبيا: "كانوا مرضى للغاية ولم يكن هناك طعام... لم أستطع أن أراهم وهم يموتون لذا كان لابد أن أتخذ قرارا".

وقضت عبلة يومين في السير إلى المخيم ثم تسعة أيام أخرى حتى تم تسجيلها للبقاء فيه وذلك ضمن الأعداد الكبيرة للمرضى والجياع الذين يفدون عليه. وبعد أن تمكنت من تسجيل عائلتها تقول عبلة إنها تأمل أن يجلب زوجها الأطفال الأربعة إلى المخيم قريباً. 

وتقول الأمم المتحدة أن نحو 3.6 مليون شخص يواجهون حالياً خطر الموت جوعا في الصومال وأن العدد يصل إلى 12 مليوناً في منطقة القرن الأفريقي التي تضم أيضا اثيوبيا وكينيا. تخلف الشاحنات المحملة بالطعام في مجمع كوبي المترامي الأطراف وراءها سحابة من التراب ويندفع اليها العشرات من اللاجئين للحصول على حصة اليوم من الغذاء. وبعد أن فرق رجال الشرطة وعاملون في مجال المساعدات حشدا من اللاجئين هذا الأسبوع للحفاظ على النظام كان حسنو عبد الرحمن البالغ من العمر 68 عاما وقد بدت ملامح الوحدة والحيرة على وجه يتجاوز صفوف الناس والخيام محاولا ايجاد مكان لدفن رضيعه ادو.

وقال حسنو الذي فر من جنوب الصومال مع زوجته ورضيعه المولود منذ شهر فقط: "نقلنا أدو إلى العيادة لكنه لم يتماثل للشفاء قط". وأضاف بعد قرابة ساعة من وفاة ادو بسبب سوء التغذية الشديد "أبحث الآن عن مكان لدفنه". وقال أحد العاملين في مجال المساعدات لرويترز إن ما حدث لأدو يحدث لكثيرين في مخيمات اللاجئين بالمنطقة وإن معظم الأطفال يعانون من سوء التغذية الشديد. وأضاف: "نسبة الوفيات من بين أكبر نسب الوفيات في العالم.. الوضع مقلق للغاية". وهذه الارقام هي أكثر اثارة للقلق بين من ينتظرون أياماً طويلة لتسجيل أسمائهم.

وفر حسنو وعبلة وعائلتيهما من منطقة في الصومال أعلنت الأمم المتحدة أنها منطقة مجاعة. وتقول المنظمة الدولية غنها تتوقع أن تصبح منطقة جنوب الصومال بالكامل منطقة مجاعة لأن المقاتلين يمنعون شحنات الغذاء ويكافحون لسد نقص في التمويل لمواجهة الكارثة رغم المناشدات الدولية المستمرة.

ويقول برنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة إن جماعات المساعدات لا يمكنها الوصول إلا إلى أكثر من مليوني صومالي في المناطق الأكثر تضرراًن لأن مقاتلي حركة الشباب الإسلامية منعوا معظم وكالات المساعدات من الدخول. وفي اثيوبيا أقامت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ووكالة حكومية أربعة مخيمات على طول الحدود مع الصومال لإيواء لاجئين يتعدى عددهم الآن مئة ألف شخص. وبعد أن وصل عدد القادمين من الصومال إلى أثيوبيا الى ذروته بوصول ألفي شخص في اليوم الشهر الماضي تراجع العدد خلال الأيام القليلة المنصرمة ولم يتعد المئات في بداية هذا الأسبوع. لكن جموع اللاجئين مازالت تتوافد وقالت متحدثة باسم منظمة أطباء بلا حدود أن سكان المخيمات يعانون في الوقت الحالي من أمراض الحصبة والاسهال المائي وعدوى الجهاز التنفسي.

ويجد بعض اللاجئين صعوبة شديدة في تحمل الانتظار. ومع اشتداد حرارة شمس الظهيرة افترشت داكات إبراهيم البالغة من العمر 34 عاماً الأرض الجافة لتنام قليلا ونام بجوارها أولادها الثلاثة الذين أصابهم الهزال. وقالت داكات بعد أن قضت النهار في جمع الغذاء والخشب "نحن جوعى. نشعر بالجوع منذ أن نفقت كل ماشيتنا خلال الشهرين المنصرمين".

ويقول العاملون في مجال الاغاثة الذين يحاولون مساعدة من هم مثل داكات انهم يكافحون للسيطرة على اللاجئين المتدفقين وإنه لا توجد نهاية في الأفق للصراع في الصومال. وقال جو هيجناور رئيس العمليات الاقليمية في المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين "تراجع عدد اللاجئين الوافدين لكن مازال هناك قرابة 20 ألفا خارج المخيمات وهم بحاجة للايواء والغذاء والرعاية الطبية". وأضاف "كل الناس هنا من أجل المساعدة لكن عدد الاشخاص الذين وفدوا هائل".

التعليقات