09/08/2011 - 15:33

القدس تحتفي بأشهر ملوكها الكنعانيين العرب "مليك صادق"

احتفى ملتقى المثقفين المقدسي بأشهر ملوك مدينتهم الكنعانيين "ملكي صادق"، الذي عرف بالبر وبإقامة أول قواعد للمسجد الأقصى في القرن التاسع عشر قبل الميلاد، وقد أطلق الملتقى اسم الملك الصادق على جائزته البحثية السنوية حول التاريخ العربي والإسلامي للمدينة.

القدس تحتفي بأشهر ملوكها الكنعانيين العرب

 

احتفى ملتقى المثقفين المقدسي بأشهر ملوك مدينتهم الكنعانيين "ملكي صادق"، الذي عرف بالبر وبإقامة أول قواعد للمسجد الأقصى في القرن التاسع عشر قبل الميلاد، وقد أطلق الملتقى اسم الملك الصادق على جائزته البحثية السنوية حول التاريخ العربي والإسلامي للمدينة.

وجاءت المسابقة البحثية التي يقيمها الملتقى للمرة الثانية، منذ إعلان القدس عاصمة للثقافة العربية عام 2009، تحت عنوان "جائزة الملك ملكي صادق"، وخصصت لأبحاث تناولت تاريخ القدس منذ الفتح الإسلامي عام 636م، على يد الخليفة عمر بن الخطاب، حتى إعادة تحريرها على يد الناصر صلاح الدين عام 1187م.

ملك الملوك الذي استقبل النبي إبراهيم

ويعد "ملكي صادق" أو "مليك صادق"، حسب السيرة التي استقاها الباحثون من الأدبيات التاريخية عن القدس، أشهر ملوك اليبوسيين الكنعانيين العرب الذين حكموا مدينة القدس (أو يبوس كما سميت قديما)، في القرن التاسع عشر قبل الميلاد، وهو من ذرية سام بن نوح، وعشيرته إحدى العشائر القليلة التي استمرت على الاعتقاد بوحدانية الله.

وعاش ملكي صادق زمن النبي إبراهيم عليه السلام، وهو من استقبله وابن أخيه لوط عليه السلام عام 1805 قبل الميلاد، حينما قدما من أور جنوب العراق، نتيجة الاضطهاد، وكرمهما ورحب بهما في أرض كنعان.

ويعرف عن "ملكي صادق" أنه أول من رفع قواعد المسجد الأقصى، وأعاد بناء سور القدس، وسحب إليها المياه عبر الأنفاق الصخرية، وكان يتعبد بالمسجد الأقصى ويقوم بذبح الذبائح فوق صخرة عن شماله، ويوزع لحومها على الفقراء والمحتاجين وعابري السبيل، وبذلك أخذت هذه الصخرة قدسيتها وأهميتها قبل الإسلام.

واشتهر هذا الملك بالبر والإحسان والصدق، وأطلق عليه ملوك أرض كنعان (فلسطين) اسم "ملك الملوك وملك السلام"، وفي عهده ازدهرت "يبوس"، خاصة بين العامين 1840 قبل الميلاد و1790 قبل الميلاد، وصارت محطة تجارية بين الديار الشامية والمصرية.

باحثون شباب من أجل عروبة القدس مواجهة التهويد

واختار ملتقى المثقفين المقدسي سبعة فائزين من بين 87 بحثا، تقدم بها خريجون جامعيون وباحثون من القدس ومناطق مختلفة في الضفة الغربية.

وقال رئيس ملتقى المثقفين المقدسي، طلال أبو عفيفة، إن اختيار اسم الملك "ملكي صادق" على هذه الجائزة، للدلالة على أن القدس كانت عربية كما كان ملكي صادق، وستظل كذلك، وفي هذا رد على الرواية الصهيونية عن يهودية المدينة.

ويسعى الملتقى بهذه الجائزة، كما يقول أبو عفيفة إلى إشراك الباحثين خاصة الشباب في إثبات هوية القدس وعروبتها عبر البحث العلمي والتاريخي.

ومن المقرر أن تنشر البحوث الفائزة للفائدة المعرفية، وتوضع في متناول الطلبة الجامعيين، وقال رئيس ملتقى المثقفين المقدسيين، إن الجائزة القادمة ستختص بالبحث في فترة الحكم العثماني لمدينة القدس، منذ فتحها على يد صلاح الدين الأيوبي حتى العام 1917م.

توثيق الرواية الفلسطينية

وقالت وزيرة الثقافة في السلطة الفلسطينية، سهام البرغوثي، التي أشرفت على توزيع جوائز المسابقة، إن هذا العمل يحمل مدلولات هامة، أبرزها توثيق الرواية التاريخية الفلسطينية عن القدس في عصور محددة، باعتبارها مركزا حضاريا وعاصمة للدولة المأمولة، و"هذا يعني أننا نسجل حقنا الطبيعي في مواجهة المحاولات الاسرائيلية لطمس هوية المدينة".

وأضافت أن المسابقة تأتي تشجيعا للبحث والدراسة في مجال تاريخ القدس، بما يساهم في بناء مجتمع معرفي، غير مقتصر على الجامعات والمراكز البحثية فقط، وإنما من خلال الأجيال الشابة.
 
وتلقى هذه المسابقة أهمية من ناحية تفعيل دور المؤسسات المقدسية الثقافية، في حماية المدينة وموروثها الديني والثقافي، أمام محاولا طمسها وتغييرها.

4 جيوش اسلامية خصصت لفتح القدس دون غيرها من البلدان

وتناول الباحث الفائز، طارق المهوس، من القدس، الفترة التاريخية الخاصة بالفتح العمري لمدينة القدس، والأهمية التي أولاها المسلمون للمدينة، من خلال تسيير أربعة جيوش لفتحها، في حين كان يسير جيش واحد لفتح أي بلد آخر.

كما سلط المهوس الضوء على الأهمية التي أولتها السيرة النبوية للقدس، خاصة عبر حادثة إسراء النبي محمد صلى الله عليه وسلم، من مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في القدس، ومعراجه منها.

ويرى المهوس في بحثه تحديا لما يشهده على أرض الواقع في المدينة من محاولة لزرع تاريخ مغاير لتاريخ المدينة الديني والحضار.

التعليقات