المواجهات العنيفة التي شهدتها الساحة المصرية بين قوات الأمن والشرطة العسكرية من جانب، والمتظاهرين في أنحاء مختلفة من المحافظات المصرية من جانب آخر، وإن كان أعنفها ما وقع من اشتباكات بين الطرفين في ميدان التحرير، والتي خلفت عشرات القتلى ومئات الجرحى، أرجعت إلى ذاكرة المصريين ما حدث خلال ثورتهم ضد نظام الرئيس المصري المخلوع، محمد حسني مبارك، وكأنهم يتذكرون ما خيرهم به ما بين الأمن والفوضى، إذ يردد بعضهم أن نظام مبارك لم يقض عليه بالمرة، ذلك أن ما يحدث في الساحة المصرية يرجعه بعضهم إلى أيادي وفلول النظام السابق، واتهام العسكري المصري بعدم المصداقية في حماية ثورتهم.
وقد تداول عدد من النشطاء على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، مقطع فيديو لأحد أفراد الأمن المركزي، يسحب جثة أحد الشهداء خلال الاشتباكات التي حدثت مساء أمس الأحد، ويتركها وسط كومة من القمامة بكل برودة أعصاب، وذلك على مرأى زملائه من رجال الأمن، خلال فض الاعتصام بميدان التحرير وإخلائه بالقوة.
ويظهر الفيديو، عددا من أفراد الأمن يسحلون جثة الشهيد من وسط الطريق القريب من ميدان التحرير، ويضعونه بجوار أحد الأرصفة المليئة بالقمامة، في مشهد لا يقل عنفًا وقساوةً عمّا رآه المصريون في ثورتهم التي أطاحت بنظام جثم على صدورهم ثلاثة عقود.
التعليقات