02/03/2012 - 04:39

صحفي آثار اسرائيلي يعلن اكتشافه مدافن تلاميذ السيد المسيح بالقدس

ادعى الصحفي الاسرائيلي، سيمحا يعقوبوفيتش، أنه عثر على مدافن تلاميذ السيد المسيح في مغارة تقع تحت مبنى في حي المندوب السامي البريطاني الواقع عند خط التماس بين القدس الشرقية والغربية، وذلك إثر اكتشاف سابق له أعلن فيه أنه عثر على مغارة دفن السيد المسيح قبل سنوات.

صحفي آثار اسرائيلي يعلن اكتشافه مدافن تلاميذ السيد المسيح بالقدس

ادعى الصحفي الاسرائيلي، سيمحا يعقوبوفيتش، أنه عثر على مدافن تلاميذ السيد المسيح في مغارة تقع تحت مبنى في حي المندوب السامي البريطاني الواقع عند خط التماس بين القدس الشرقية والغربية، وذلك إثر اكتشاف سابق له أعلن فيه أنه عثر على مغارة دفن السيد المسيح قبل سنوات.

وشكك علماء آثار اسرائيليون في صحة ذلك، ورأوا أنه في أفضل الأحوال، قد يكونون أشخاصا من أتباع السيد المسيح هم من تم دفنهم هناك.

وذكرت صحيفة "هآرتس" أن يعقوبوفيتش وطاقم العاملين معه على إنتاج فيلم لقناة "يسكوفري" الوثائقية، أدخلوا عبر ثقب في أسفل المبنى ذراعا آلية طويلة، وفيها كاميرا إلى مغارة تحت المبنى، والتقطت صورا لنواويس، وهي عبارة عن توابيت حجرية وعليها رسم لواقعة النبي يونس في القرآن الكريم يخرج من بطن الحوت.

وقالت الصحيفة إن "من شأن هذه الصور ليس أن تعصف بأدمغة علماء الآثار فحسب، وإنما أن تغير كل ما عرفناه عن المسيحية ومؤسسها يسوع الناصري".

يشار إلى أن يعقوبوفيتش صحافي يعمل في مجال علم الآثار بواسطة أفلام وثائقية، ويشكل تحديا لعلم الآثار الإسرائيلي من خلال أفلامه الوثائقية التي يحلل فيها لقى أثرية يدعي أنها من فترة السيد المسيح وفقا لنصوص العهد الجديد.

مسمارا الصلب

وادعى يعقوبوفيتش في فيلم وثائقي أنتجه قبل عام، أنه عثر على مسمارين استخدما في صلب السيد المسيح في مغارة قريبة من المغارة التي يتحدث حولها فيلمه الجديد، وعثر فيها على النواويس.

وتم اكتشاف كلا المغارتين - مغارة الدفن التي تظهر في فيلمه الحالي، والمغارة من فيلمه السابق حيث وجد المسمارين - خلال أعمال بناء في حي المندوب السامي في بداية التسعينات، لكن في أعقاب احتجاجات عنيفة من جانب جماعة من الحريديم، توقف البحث في المغارة وتم إغلاقها وأقيمت بناية فوقها.

وعاد يعقوبوفيتش الآن إلى المغارة لتأكيد ادعائه بشأن المغارة الثانية، ومفاده أنه إذا كان تلاميذ السيد المسيح قد دفنوه في المغارة الأولى، فإنهم احتفظوا بالمغارة الثانية التي يركز عليها في فيلمه الحالي كمدفن لأنفسهم.

ويعمل في طاقم يعقوبوفيتش الخبير في الديانات، البروفيسور جيمس تايبور، وعالم الآثار الإسرائيلي د.رامي عاراف، والذي يعمل محاضرا في جامعة نبراسكا الأميركية.

رسم النبي "يونس والحوت": من أول رموز المسيحية

وقال عاراف بشأن رسم "النبي يونس" خارجا من بطن الحوت، إن "الرسم رمزي جدا، ومثلما يرسم طفل الإنسان رأسا كبيرا وجسدا من الخطوط، مبينا أن هذا رسم غير مألوف ولا مثيل له في الرسومات الموجودة على مئات النواويس التي تم اكتشافها في القدس حتى اليوم.

وأضاف أنه لم يتم أبدا اكتشاف ناووس عليه رسم رمزي مأخوذ من واقعة توراتية، واعتبر يعقوبوفيتش أن هذا الرسم للحوت يؤكد على الادعاء بأنه في المغارة المجاورة مدفون يسوع الناصري، إذ أن رمز الحوت ويونان النبي، هو من الرموز الأولى للديانة المسيحية.

ويتحدث يعقوبوفيتش عن اكتشاف آخر عثر عليه في المغارة، وهو كتابة مؤلفة من أربع كلمات بأحرف يونانية، وبالإمكان تحليلها بعدة أشكال، لكن جميعها ترمز بشكل أو بآخر إلى قيامة الموتى.

علماء الآثار الاسرائيليون يرفضون

وقال عالم الآثار الإسرائيلي د. يوفال باروخ: "ثمة مكان لتوجيه انتقاد، لكن يعقوبوفيتش يضعنا أمام تحد"، خلافا لموقف علماء الآثار الاسرائيليين الذين يرفضون بالمطلق جميع ادعاءات الصحافي.

ولفت باروخ إلى أن يعقوبوفيتش استخدم كاميرا لتصوير اللقى التي يتحدث عنها، لكن "الإضاءة لم تكن الأفضل من نوعها"، وأنه "إذا كان الرسم هو لحوت، فإن هذا أمر رائع، لكن بالإمكان تفسير الرسم على أنه شيء يشبه الروح، وهو رمز مألوف يرسم على النواويس، ورغم أن هذا الرسم مشوه قياسا برسومات أخرى على نواويس".

وأضاف: "انتقادي الأساسي هو أن عمل يعقوبوفيتش يكون غالبا معزولا عن السياق التاريخي".

ويقترح باروخ تفسيرا آخر لمكتشفات يعقوبوفيتش، وهو أنها ليست مغارتي دفن للسيد المسيح وعائلته، وإنما قد تكونان مغارتي دفن لعائلة من أتباع المسيح الأوائل، "وهذه المجموعة اليهودية معروفة في الأبحاث باسم المسيحيين اليهود، الذين عاشوا بالأساس في القدس، واختار بعض أتباعها تسمية أولادهم باسم يسوع وأبناء عائلته".

وحول عمل يعقوبوفيتش، قال باروخ: "على علماء الآثار أن يدركوا أن ما يفعله سيمحا هو أنه أخذ مهنة علم الآثار المقصورة على فئة معينة وحولها إلى إنديانا جونز (فيلم أميركي يتحدث عن مغامرات عالم آثار)، وهو جعلها أمرا مغريا ويبقي علم الآثار في الوعي العام، وليس فقط بواسطة مقالات في مجلات علمية، ومن هذه الناحية علينا أن نشكره".

التعليقات