29/05/2012 - 01:20

أثينا تحاكم سقراط مجدّدًا.. وتحكم ببراءته

أعادت هيئة قضاة مدينة أثينا محاكمة الفيلسوف سقراط، أواخر الأسبوع الماضي، بعد حوالي 2500 سنة على إدانته بتهمة تحدي آلهة المدينة وقوانينها، وقد حكمت عليه المحكمة الجديدة بالبراءة.

أثينا تحاكم سقراط مجدّدًا.. وتحكم ببراءته

 

أعادت هيئة قضاة مدينة أثينا محاكمة الفيلسوف سقراط، أواخر الأسبوع الماضي، بعد حوالي 2500 سنة على إدانته بتهمة تحدي آلهة المدينة وقوانينها، وقد حكمت عليه المحكمة الجديدة بالبراءة.

وقالت لوريتا بريسكا، القاضية من نيويورك، إنه في العام 399 قبل المسيح، تولى سقراط شخصيا الدفاع عن نفسه أمام حضور مؤلف من 500 من سكان أثينا من الذكور فقط، من مواطنين وقضاة ومحلفين، وفي غيابه هذه المرة مثله محاميان أمام عشرة قضاة دوليين، وقد مال خمسة منهم إلى أن الفيلسوف مذنب، وخمسة آخرون إلى عكس ذلك.

وأكد باتريك سايمون من جهة الدفاع وفقا للوكالة الفرنسية، أن "التعبير عن الرأي ليس بجرم، وسقراط كان يسعى إلى الحقيقة"، وأضاف: "موكلي كان لديه عيب، فهو كان يحب أن يهزأ ويستخدم السخرية الشرسة.. إلا أني أرجوكم ألا تقعوا في فخ تشويه الديموقراطية، فمن خلال تبرئته ستثبتون صلابة الديموقراطية وإمكانية الوثوق بها".

وكان البعض يعتبره خائنا والبعض الآخر مرشدا روحيا، وكان سقراط يدين "الدوكسا"، أي الرأي السائد، دافعا من خلال طرح أسئلة كثيرة أذهان محادثيه إلى التقدم بأفكار تحويها بالأساس تعاليمه غير المكتوبة التي حفظها تلميذه أفلاطون، والتي كانت تشكك بمفاهيم حساسة مثل السياسة والأخلاق، ما أجج عداوات كثيرة له.

وشدد أنطوني باباديمتريو، رئيس مؤسسة أوناسيس، منظمة الحدث، ومحامي مدينة أثينا، مساء الجمعة، قال: "سقراط كان يشترط الاستفادة من منافع الديموقراطية من دون مسؤولياتها"، مدعيا أن "حرية التعبير لها حدودها، ما من أحد يمكنه أن يمجد هتلر أو أن ينفي المحرقة".

وقال باباديمتريو قبل بدء جلسة المحاكمة: "بطبيعة الحال ثمة رابط بين محاكمة سقراط والأحداث الراهنة، لكن ليس فقط على الساحة اليونانية.. فهذا الموضوع تعاقبي تطوري ويشمل كل الثقافات".

وأضاف أنه من خلال سقراط "نتطرق إلى مسألة حدود حرية الكلام والتفكير.. إلى أي حد يمكن للمواطن المناهض للنظام أن يذهب؟ ما هي حقوق النظام الديموقراطي ضد مواطنيه".

التعليقات