02/07/2014 - 21:45

التنقيب عن الآثار في الأراضي الفلسطينية المحتلة نضال يومي لعلماء الآثار

"المواقع الأكثر أهمية في سبسطية موجودة في المنطقة ج، والمستوطنون يواصلون نهبها بانتظام"

التنقيب عن الآثار في الأراضي الفلسطينية المحتلة نضال يومي لعلماء الآثار

زوار يتفقدون قبرا في موقع اثري تديره البعثة الفرنسية-الفلسطينية في سبسطية غرب نابلس

التنقيب عن الآثار في الضفة الغربية المحتلة نشاط يتطلب الكثير من الصبر وتساهم فيه فرنسا منذ أكثر من 150 عاما، مع فرق تعكف على تحليل بذور الزيتون المتفحمة وترميم القبور التي نهبت قبل قرون، والشاهدة على تاريخ غني للمنطقة.

وفي أحد مواقع التنقيب، يقوم جان سيلفان كايو، مدير فرع الأراضي الفلسطينية في المعهد الفرنسي للشرق الأوسط (ايفبو)، بإرشاد الزوار بين أقسام ورشة العمل التابعة للبعثة الأثرية الفرنسية - الفلسطينية المشتركة في سبسطية في شمال الضفة الغربية.

ويقول كايو، الذي يدير فريقا من علماء الآثار والطلاب في جامعة القدس الفلسطينية في القدس الشرقية المحتلة والمرتبطة بجامعة السوربون في باريس، إن "القبور خالية حاليا فهي تعرضت للنهب في وقت ما، لكننا نملك العناصر الكافية التي تتيح لنا تحديد الحقبة التي ترجع لها هذه القبور وكيفية استخدامها".

فبعض هذه القبور المحفورة في الصخر على شكل غرف كبيرة تحت الارض تعود الى عصر الحديد، اي نحو القرن الثامن قبل الميلاد، وترجع قبور أخرى الى الحقبة البيزنطية اي بين القرنين الثالث والرابع للميلاد.

وعثر على أحد هذه القبور، الواقعة في منطقة نائية بدأ العمران يغزوها، أثناء تشييد منزل. فامرت البلدية بوقف أعمال البناء.

ويقول الطالب الفلسطيني حسين مدينة، الذي يدرس علم الآثار في باريس، إنه "عثرت هنا على بذور زيتون متحجرة داخل أحد القبور". ويضيف "أن دفن الموتى مع الزيتون كان جزءا من الطقوس التي تعتمدها الشعوب القديمة" التي سكنت المنطقة.

ويقول جان سيلفان كايو "نحن نتعمق شيئا فشيئا في فهم تاريخ هذه المنطقة".

ولهذا السبب، دشنت البعثة الفرنسية - الفلسطينية المشتركة مركزا لها في سبسطية، وهو ثمرة تعاون بين فرع الايفبو في القدس، والقنصلية العامة لفرنسا في القدس، وجامعة القدس.

وبحسب القنصل الفرنسي العام في القدس، ايرفيه ماغرو، فان "التعاون في مجال التاريخ والآثار تقليد فرنسي"، مشيرا الى أن الهدف هو "ان يتمكن الفلسطينيون من الاهتمام بمواقعهم الأثرية بأنفسهم".

ويزخر هذا الموقع بقيمة تاريخية كبيرة، فوفقا للتقاليد السائدة في المنطقة، كان يقع فيه قصر هيرودس الذي عاصر المسيح، وفيه أيضا قتل يوحنا المعمدان.

لكن سبر أغوار تاريخ هذا المكان ليس بالأمر السهل، فعلى مقربة من الموقع تقع مستوطنة "شافي شومرون" في أراض زراعية صودرت من أصحابها من المزارعين الفلسطينيين.

كما أن هذه المنطقة مصنفة "منطقة ج"، اي تحت السيطرة الاسرائيلية الكاملة، وعلى ذلك لا يحق للفلسطينيين أن يجروا اعمال تنقيب عن الآثار فيها.

ويقول قدري غزال، نائب رئيس البدية، إن "المواقع الأكثر أهمية في سبسطية موجودة في المنطقة ج، من المدرج الروماني إلى الكنسية القديمة إلى أساسات المدينة القديمة.. والمستوطنون يواصلون نهبها بانتظام".

ويضيف "في العام الماضي سرقوا عددا من التماثيل التي تصور قطع رأس يوحنا المعمدان".

وعلى جدران القرية تنتشر رسومات جدارية للفت نظر الزوار الى أن "سبسطية في خطر"، ومنها عبارات "انقذوا الآثار".

ويبدي قدري غزال ارتياحه من عمل البعثة الفرنسية الفلسطينية، معتبرا انها "ستساعدنا على اكتشاف تراثنا الفلسطيني والحفاظ عليه".

ويضيف "لكن المشكلة الأكبر هي في السياسة".

وبدأت أعمال التنقيب عن الآثار في الأراضي الفلسطينية منذ منتصف القرن التاسع عشر، وسرعان ما أصبحت مادة مثيرة للجدل بسبب محاولات توظيفها لأهداف دينية وسياسية، وخصوصا في إطار ما يعرف ب"علم الآثار التوراتي".

التعليقات