10/08/2014 - 16:30

سهرات لندنية لاكتشاف الحب من خلال الروائح

في هذه الحانة المعروفة في شرق لندن يشم عشرات الأشخاص أكياسا بلاستيكية لا تحوي مواد محظورة بل قمصانا قطنية مستعملة تفوح منها روائح.

سهرات لندنية لاكتشاف الحب من خلال الروائح

في هذه الحانة المعروفة في شرق لندن يشم عشرات الأشخاص أكياسا بلاستيكية لا تحوي مواد محظورة بل قمصانا قطنية مستعملة تفوح منها روائح.

يشارك العزاب المقدامون هؤلاء في "فيرومون بارتي" وهي وسيلة تواعد مستوردة من الولايات المتحدة، تقوم على فكرة أن الرائحة تلعب دورا رئيسيا في اختيار الشريك.

وقد وافق الجميع على ارتداء قميص قطني لثلاث ليال متتالية من دون مزيل للروائح أو عطر وحمله إلى السهرة. وتوضع القمصان التي تحمل روائح افرازات جسدية في أكياس بلاستيكية يحمل كل واحد منها رقما على خلفية زهرية للشابات وزرقاء للشبان.

وتشجع منظمة الحدث جودي ناديل المشاركين بقولها "هيا شموا أكبر عدد ممكن من الأكياس واستمتعوا!"

يضحك البعض أمام هذه الدعوة قبل أن تتملكهم الحماسة حول طاولة كبيرة وضعت عليها العينات. الخجولون منهم يفتحون جزء صغير من الكيس لتنشقه، أما الشجعان فيقحمون أنفهم في القماش حتى لا يفوتوا عليهم أي رائحة.

ويقول شاب رفض الكشف عن اسمه بلهجة قاطعة "هذا القميص وضع لعدة أيام هذا أمر مؤكد". ويقف إلى جانبه صديقه ستيفن لوكاس الحائز جائزة في القانون والبالغ 23 عاما قائلا إن "رائحة القمصان هي نفسها اذ تفوح منها رائحة العرق وبعض العطر أو مسحوق الغسيل".

وتلتقط صور للأشخاص الذين عثروا على رائحة الأحلام وهم يحملون الكيس البلاستيكي، وتعرض الصور بعد ذلك على جدار مما يسمح لأصحاب القمصان التي اختيرت بالتقدم للتعريف بأنفسهم.

وقرر رجل أن يزيد من فرصه من خلال اختياره عشوائيا أربعة أكياس.

وتقول جودي التي أطلقت مفهوم "فيريمون بارتي" في لندن هذه السنة مستندة إلى فكرة أطلقتها الفنانة جوديث برايز في الولايات المتحدة العام 2010 "إنه مفهوم خارج عن المألوف تماما، بحيث تسقط كل الحواجز. إنها طريقة رائعة لكسر الجليد". ومن المقرر إقامة حفلة من هذا النوع في نيوزيلندا في آب (اغسطس).

مبدأ هذه السهرات مستوحى من تجربة أجراها العام 1995 العالم السويسري كلاوس ويدكانيد وفكرة أن الفيرومون وهي مواد كيميائية تلعب دورا كبيرا في السلوك الجنسي لدى الحيوانات ويتلقفها البشر أيضا.

وقد تشكل ستة أزواج محتملين خلال السهرة الأولى التي أقيمت في لندن في آذار (مارس) على ما توضح جودي ناديل من دون أن تعرف ان كانت هذه العلاقات قد استمرت.

ففي مدينة تعشق وسائل التواعد البديلة، يبدو أن مفهوم الروائح قد أثار الاستحسان. فقد جذبت سهرتي "فيريمون بارتي" في كل مرة 140 شخصا مع قائمة انتظار أيضا.

وتقول جودي وهي عزباء غير راضية عن مواقع التعارف التقليدية "لندن مدينة رائعة فيها حركة كبيرة، ومن الصعب التعرف على أشخاص فالكثير من الناس يتقوقعون على أنفسهم".

ومن أجل تحفيز "المشاعر العاطفية" تقدم لوري نوشكا وهي مدلكة عناية، أعشابًا معطرة للمشاركين موضحة "استخدم زيتا يجمع بين نوع من الأزهار والفلفل الأسود لمساعدتهم على الاسترخاء".

وبعد حصولها على جلسة تدليك تنضم مارتا مونسيرات (33 عاما) إلى شقيقتها بيرتا (29 عاما) القلقة من اختفاء قميصها عن الطاولة. وقد أتت الشقيقتان اللتان وضعتا قبل فترة قصيرة حدا لعلاقة عاطفية، بفضل صديقة اشترت لهما بطاقات يراوح سعرها بين 10 و15 يورو.

وتعكف الشقيقتان على شم القمصان القطنية وتراقبان شكلها ولونها والطريقة التي طويت فيها.

لكن مع مرور الوقت تظن مارتا أنها لن تعثر على أحد يعجبها وهي تقول "لا يهم ما أشم فإن كان المظهر لا يعجبني لن أختار الشخص".

التعليقات